500 مليون جنيه حجم استثمارات الشركة السعودية فى مصر حالياً
دانيال ليرو: نستهدف زيادة المبيعات %300 خلال أربع سنوات والانتهاء من استصلاح 25 ألف فدان أواخر 2018
700 طن حجم صادرات الشركة من العنب والتمور خلال العام الجارى
تعتزم شركة المملكة للتنمية الزراعية « كادكو « التابعة للامير السعودى الوليد بن طلال ضخ حوالى 300 مليون جنيه لزراعة نحو 6500 فدان ليصبح إجمالى المساحة المنزرعة التى تمتلكها الشركة بنهاية العام المقبل إلى نحو 10500 فدان.
وقال «دانيال ليرو» المدير التنفيذى وعضو مجلس الادارة لشركة المملكة، الشركة تستهدف اضافة نحو 6500 فدان للمساحة المنزرعة حاليا بأرض توشكى وذلك بعد تشغيل محطة ضخ المياه مشيراً إلى ان تكلفة استصلاح وزارعة الفدان الواحد تتراوح بين 40 و50 الف جنيه.
واضاف ان التكلفة الاستثمارية لمحطة ضخ المياه الجديدة تصل لحوالى 35 مليون جنيه مضيفا انه بدخول المساحة الجديدة لمرحلة الزراعة تصل المساحة المنزرعة لدى الشركة حوالى 10 آلاف و500 فدان نظرا لوجود 4 آلاف فدان منزرعة بالفعل بمجموعة من المحاصيل.
واشار إلى ان الخطة التوسعية للشركة تسير وفق الجدول الزمنى المحدد لها، وأن الأحداث السياسية التى تمر بها مصر لم تؤثر على هذه الخطط، مشيراً إلى ان الشركة تنازلت عن 75 الف فدان عقب اندلاع ثورة 25 يناير بصورة ودية رغم صحة الموقف القانونى للشركة.
واكد ان الشركة ابرمت اتفاق مع حكومة الثورة برئاسة الدكتور عصام شرف يقضى بحصولها على 10 الاف فدان تملك و15 الف فدان بحق الانتفاع والتنازل عن باقى المساحة كما تم وضع خطة استثمارية للانتهاء من استصلاح وزراعة تلك المساحة تنتهى اواخر عام 2018 حيث تستغرق الخطة الاستثمارية نحو 7 سنوات اعتبارا من توقيع العقد فى 2011.
وشدد على ان أساسيات الاقتصاد المصرى لا تزال جيدة على المدى طويل الأجل نظرا لان مصر تتمتع بالعديد من المزايا ابرزها عدد السكان الكبير والمتزايد مع الكثير من الاحتياجات، وفرة من القوى العاملة، والموقع الجغرافى بين آسيا وأفريقيا، بالاضافة إلى الاتفاقية التجارية الجيدة مع أوروبا والشرق الأوسط.
واوضح ان حجم استثمارات الشركة حاليا يتجاوز 500 مليون جنيه ونستهدف زيادة الاستثمارات حتى نصل بالمساحة المنزرعة إلى ثلاثة أضعاف المساحة الحالية تعقبها استثمارات أخرى لحين الانتهاء من استصلاح وزارعة كامل المساحة.
وقال ان حجم المبيعات مازال فى مراحلة الاولى ويقدر بنحو 4 ملايين دولار فقط نستهدف زيادتها خلال السنوات الثلاث المقبلة بنسبة تصل إلى %300 وذلك بعد دخول بعض المساحات المنزرعة بالبلح مرحلة الانتاج مشيراً إلى ان اراضى الشركة موزعة بواقع 480 فداناً تتم زراعتها بالبرسيم والقمح فى الشتاء والذرة بالصيف و360 فداناً يتم زراعتها بالشعير فى الشتاء والفول السودانى بالصيف بينما يوجد 200 فدان منزرعة بالعنب و120 فداناً بالتمور.
وكشف عن ان حجم انتاج الشركة من العنب العام الجارى يقدر بنحو 800 طن وهناك خطة لزراعة 60 فداناً اضافية، بأنواع جديدة تزرع فى وقت مبكر وتختلف عن الأنواع الحالية موضحاً أنه يتم تصدير حوالى 600 طن من هذا الانتاج لأسواق المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا وبلجيكا وايطاليا والدول الاسكندينافية وأوروبا الشرقية، والسودان، فيما يتم طرح 200 طن لتلبية احتياجات السوق المحلى.
واستبعد ليرو التوسع بشكل كبير فى زراعة العنب نظراً لأن الأسواق سواء المحلية أو العالمية لا تتحمل المزيد من الانتاج لكونها فاكهة وليست غذاءً أساسياً بالاضافة إلى ان الانواع التى تنتجها الشركة مرتفعة التكلفة ولن تحظى باقبال كبير فى السوق المحلية.
وأشار إلى أن زراعة العنب من المحاصيل التى تواجه تحديات كبيرة وعناية خاصة فى زراعتها، ومنها العمالة المؤهلة، إذ إن هذه الزراعة كثيفة العمالة، والرصد الدائم من أجل مكافحة جفاف المناخ وكذلك الحصاد ليلا وأخيرا يجب نقل العنب فى حاويات مبردة من المزرعة إلى العميل لضمان الاحتفاظ به بارداً طوال الوقت.
واكد ان اجمالى صادرات الشركة خلال العام الجارى بلغ نحو 700 طن، جميعها من العنب والتمور والتى يتم تصديرها إلى أوروبا والشرق الأوسط وأستراليا مؤكدا ان الشركة تستهدف اضافة 100 فدان جديدة للمساحة المنزرعة بالبلح على أن تدخل مرحلة الانتاج الفعلى خلال العامين القادمين.
أوضح أن الشركة بدأت بزراعة 16 فدانا فى المزرعة البحثية بتوشكى وقدمت نوعين من أجود أصناف البلح فى العالم وهما المجدول والبرحى، ويبلغ اجمالى الطاقة الانتاجية حاليًا حوالى 150 طنا، منها 100 طن من البلح البرحى و50 طنا من البلح المجدول.
وأضاف انه يتم طرح الانتاج الحالى بأكمله فى السوق المحلى، فيما عدا نسبة قليلة من البلح المجدول يتم تصديرها لأسواق الخليج، التى يشتد فيها الطلب على هذا النوع، مضيفا انه مع تنفيذ الخطط التوسعية للشركة سيتم التصدير إلى الأسواق الأوروبية عند دخول المساحات الجديدة مرحلة الانتاج، وزيادة حجم صادراتها من البلح المجدول من %10 إلى %50».
واكد أن أهم التحديات التى تواجه الشركة فى التوسع فى زراعة البلح، هى الحصول على شتلات النخل عالية الجودة “من أجل ضمان أعلى المعايير، مشيراً إلى ان الشركة قامت باستيراد أولى الشتلات فى أنابيب معملية من أكبر مشاتل السعودية المتخصصة فى زراعة أنسجة شتلات النخيل.
واكد ان التحدى الثانى يتمثل فى القوى العاملة، وخاصة فيما يتعلق بالبلح المجدول الذى يتطلب قسطاً كبيراً من العمل اليدوى من أجل عمليات التلقيح وتقليل عدد الثمار فى الفرع للحصول على حجم أكبر للثمار (من 8 – 12 بلحة فى كل فرع)، وغيرها من عمليات الحصاد والغسيل والفرز والتخزين والتغليف.
واعتبر المدير التنفيذى وعضو مجلس ادارة شركة المملكة القابضة الروتين والتعنت ابرز تلك المعوقات التى واجهتها الشركة مؤكدا ان الشركة تواجه صعوبة بالغة فى استيراد اصناف جديدة من البذور والشتلات والمبيدات والاسمدة وغيرها.
واكد ان حالة عدم الاستقرار الامنى والسياسى من ابرز المعوقات التى تواجه عملية جذب الاستثمارات الاجنبية لمصر مطالبا بضرورة انهاء حالة النزاع السياسى وعودة الاستقرار الامنى للبلاد لجذب المستثمرين بصورة عامة وليس العرب فقط.
وطالب بضرورة الاهتمام بوسائل النقل وتعزيز قدرتها خلال الفترة المقبلة وان يكون لها الأولوية خاصة النقل هن طريق السكك الحديدة مؤكداً ان ضعف شبكة النقل أحد أهم الأسباب التى تعوق نمو الصادرات بشكل عام والخضروات والفاكهة بشكل خاص نظراً لأنها سريعة التلف.
واضاف يتعين على الحكومة المصرية تقديم مزيد من المرونة فى عملية تسجيل انواع البذور والشتلات الجديدة وتسهيل عملية استيرادها حتى تتمكن الشركات من جلب الانواع الجيدة بما يساهم فى مضاعفة الانتاجية وفتح اسواق تصديرية جديدة.
وفى سياق آخر، أكد دانيال ان الشركة حصلت على أعلى نسبة تدريب على مستوى الصعيد، حيث حققت معدل تدريب سنوياً تراوح بين 400 و600 متدرب، حتى بلغ عدد المتدربين أكثر من 1500 متدرب خلال 3 سنوات.
واوضح أن الشركة وفرت للمتدربين الرعاية الكاملة خلال فترات التدريب، بالاضافة إلى منح كل طالب أجراً يومياً، وتبلغ تكلفة برنامج التدريب الواحد سنويا إلى 750 الف جنيه.
وقال ان حجم العمالة الدائمة بالشركة تجاوز 140 عاملاً بينما تتراوح العمالة المؤقتة أو الموسمية بين 200 و900 عامل وفقا للاحتياجات، مؤكداً ان الشركة لديها خطط توسعية ليست مقتصرة على محاصيل الفاكهه فقط ولكنها تشمل ايضا زراعة المحاصيل التى توفر العلف، والحبوب، والتى تعد من المحاصيل التى ستوفر فرص عمل جديدة فى المستقبل.
جدير بالذكر ان شركة المملكة للتنمية الزراعية (كادكو – مصر) تأسست عام 1997 كشركة مساهمة مصرية برأسمال مصرح به قدره 300 مليون دولار، وفى يونيو 2011 بلغ حجم الاستثمارات الجديدة التى تعهدت الشركة بضخها 500 مليون جنيه وذلك بعد توقيع الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود والدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة على البنود الجديدة للعقد، ويضم المشروع واحدة من أحدث المزارع البحثية فى المنطقة العربية لاجراء التجارب اللازمة على جميع أنواع الشتلات والبذور التى تستخدم فى الانتاج الزراعى لضمان خلوها التام من أى أمراض أو أوبئة وللتأكد من جدواها الاقتصادية، كما يضم المشروع أيضا واحدة من أحدث محطات ضخ المياه فى مصر تم انشاؤها بتكلفة حوالى 35 مليون جنيه
