الأسواق فى انتظار الاتفاق النهائى لاستئناف الصادرات إلى أوروبا
108 دولارت سعر برميل البترول بعد الاتفاق
مع توصل القوى العالمية وإيران إلى اتفاقية بشأن برنامجها النووي، توقع المحللون تراجعاً كبيراً فى أسعار البترول، ولكن ما حدث كان خلاف ذلك فقد تراجع السعر القياسى الدولى لخام البرنت تراجعا طفيفا إذ انخفض سعره بنحو 3 دولارات فقط ليبلغ 108.05 دولار قبل أن يتجاوز سعره مرة أخرى 110 دولار عندما اندلعت المحادثات بين طهران والقوى العالمية فى جنيف الاسبوع الماضي، وأخذ العديد من التجار فى التساؤل: لماذا لم تتحرك الأسعار أكثر من ذلك؟
قال ميسوين ماهيش، محلل لدى باركليز، فى ظل الظروف السوق العادية نتوقع أن يكون رد فعل السوق أكبر من ذلك بكثير عند تلاشى مثل هذه الغمامة عن إمدادات البترول.
يعود ذلك جزئياً بكل بساطة إلى أن الاتفاقية على المدى القصير سوف يكون لها تأثيراً محدوداً على الإمدادات، فلا تزال العديد من العقوبات قائمة دون تغيير بما فى ذلك حظر التصدير إلى الاتحاد الأوروبى ولن ترفع تلك العقوبات حتى يتم التوصل إلى اتفاقية نهائية خلال الستة أشهر القادمة.
تشكل كل من الصين والهند وكوريا الجنوبية غالبية مبيعات البترول الإيرانى بعد أن منحتها الولايات المتحدة إعفاءً من تلك العقوبات مقابل قيامها بخفض تدريجى فى مشترياتها، وقد تزيد تلك البلدان من كميات البترول التى يشترونها ولكن بشكل طفيف.
وسوف يشجع رفع الحظر عن التأمين والنقل، والتى كانت تجعل من الصعب على شركات تكرير البترول توفير التغطية التأمينية على الشحنات الإيرانية، تلك البلدان على شراء حصتها كاملة، كما أنهم سيكونوا اقل قلقا حيال خفض مشترياتها قبيل نهاية هذا العام من أجل الفوز بإعفاءات جديدة من العقوبات.
وبالتالي، فمن المرجح أن تتعافى الصادرات الايرانية، التى تراجعت إلى أقل من 800 الف برميل يوميا فى اكتوبر الماضي، يقول التجار إنهم يصدرون حوالى 1.2 مليون برميل يوميا الشهر الحالي.
والجدير بالذكر أن واقعة العقوبات الإيرانية، التى أدت إلى خفض الصادرات الإيرانية إلى نصف معدلاتها على مدار العام الماضى ودفعت المملكة العربية السعودية إلى ضخ مستويات غير مسبوقة من البترول لسد فجوة الإمدادات، كانت بمثابة عامل مفاجئ لسوق البترول طوال العام الماضي.
بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن إيران قد تغدق الأسواق بنحو 37 مليون برميل من البترول بحلول نهاية هذا العام والتى يعتقد العديد أن تكون طهران محتفظة بها فى ناقلات بالبحر وذلك اذا رأى المشترون أن هناك صفقة شاملة تلوح فى الأفق.
ولكن وفقا للبيان الذى نشر على الموقع الرسمى للبيت الابيض فإن الصادرات الايرانية سوف تكون محدودة ولن تتجاوز مليون برميل يوميا حيث جاء بالبيان أن زيادة مبيعات ايران من البترول خلال الستة اشهر المقبلة غير ممكن.
لم تكن أجواء سوق البترول من حيث الطلب والإمداد صافية يوما، فإن احتمالية توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية على البرنامج النووى الايرانى وتعطيل ايران لصادرات البترول القادمة من الخليج عبر خليج هرمز زادا من المخاطر الجيوسياسية التى يتعرض لها سوق البترول.