استمرت قطر في تعزيز اقتصادها وحافظت على نمو مطرد في العام 2013. كما استمرت في نهجها الاقتصادي المتقدم مركزةً على تطوير الكوادر القطرية. وختمت قطر العام بتدشين مصنع هيليوم 2، ليزيد إلى مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي. في لقاء خاص مع حمد المبارك الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة راس غاز تحدث عن الاقتصاد القطري وعن المنطقة متمنياً استقراراً سياسياً وأمنياً لها في العام الجديد الأمر الذي يرى أن بوادره بدأت تلوح في الأفق.
ينحصر الهيليوم المتكون عبر مليارات السنين غالباً في طبقات من الغاز الطبيعي مما يجعل استخراجه وتكريره وإتاحته للاستخدام التجاري أمراً مكلفاً. اشتمل تصميم وإنشاء مصنع تكرير وتسييل الهيليوم على تقنيات معقدة ومتطورة لاحتجاز واستخلاص وتكرير الهليوم الخام من خطوط معالجة الغاز الطبيعي المسال الحالية، وهي الخطين السادس والسابع التابعين لراس غاز والخطوط الرابع والخامس والسادس والسابع التابعين لقطر غاز.
في المراحل الأولى من إنشاء المصنع يكون التركيز على تقليل الأخطاء قدر الإمكان لأن العمل يكون عادةً مع أجهزة معقدة ودقيقة فتولى المرحلة الأول من التصميم والإنشاء أهمية كبرى لضمان تشغل المصنع بالشكل الأفضل ومن دون أخطاء وضمان جودة المنتج.
بالإضافة إلى التقنية المعقدة التي تشكل واحد من أهم التحديات في الصناعات عموماً وفي صناعة الهيليوم بشكل خاص، يعتبر الكادر البشري من التحدي الرئيسي والكبير في هذا المجال. حيث أن إيجاد الكوادر البشرية ذات الخبرة والمدربة والمؤهلة للعمل في هذا المجال أمراً ليس بالسهل على الإطلاق.
يرى المبارك أنه في بدايات مشروع هيليوم 2 كان الأمر الرئيسي هو في تصميم وإنشاء المصنع بكفاءة عالية وزمن محدد وأقل الأخطاء الممكنة.
يقول: «التحديات تكمن بشكل رئيسي في الإنتاج. فالمشروع هو عبارة عن استخلاص غاز ثمين ونادر وهو متواجد بكميات صغيرة مع غاز الميثان. والتحدي هو في إيجاد تقنية لاستخلاص هذه الكميات الصغيرة وتحولها إلى كميات اقتصادية بحجم مشروع مثل هيليوم 2. في قطر أكثر من منتج لغاز الهيليوم مثل راس غاز وقطر غاز، هذا ساعد على تجميع كميات كبيرة من الغاز ليتم تكثيفه في المصنع لتسييله».
هذا التحدي المتعلق بشكل خاص بالمنتج في حد ذاته، إلا أن حمد المبارك يشير إلى تحدٍ آخر على ما يبو راس غاز توليه أهمية كبيرة جداً، وهو السلامة. فبحسب المبارك، أنهت راس غاز 5 ملايين ساعة عمل على مشروع هيليوم 2 من دون إصابات مقعدة عم العمل.
المشروع من البداية ركز على العنصر البشري بشكل أساسي عن طريق التدريب والتأهيل لتفادي الحوادث. والأمر الآخر الذي أشر إليه المبارك هو الأنظمة والبرامج المتطورة للاستمرار في تعزيز الأداء الآمن. يقول المبارك: «بفضل التدريب المناسب وتأهيل كوادر العمل ونظام متابعة العمل هما العاملان الأساسيان وراء تحقيق راس غاز لـ 5 ملايين ساعة عمل من دون إصابات.
ويضيف المبارك بأن الإدارة لا تسمح بدخول عامل أو أي موظف إلى موقع العمل قبل حضور دورات تدريبية تؤهله للعمل بشكل آمن. ساهمت كل من شركة إير ليكويد الفرنسية وشركة شيودا المانع وشركة ميد غلف المحليتان في تصميم وتطوير المشروع.
ويشترك في ملكية المصنع كل من شركة قطر للغاز المسال المحدودة 2 (قطر غاز 2) وشركة قطر للغاز المسال المحدودة 3 (قطر غاز 3)، وشركة قطر للغاز المسال المحدودة 4 (قطر غاز 4)، وشركة راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة (3).
ويوضح المبارك بأن راس غاز قامت ببيع إنتاجها من غاز الهيليوم حتى العام 2032 لكل من شركة إير ليكويد، ومؤسسة إيواتاني، وشركة ليند غاز التابعة لمجموعة ليند، وسوف تتسلم شركة إير ليكويد 50 بالمائة بينما تتسلم شركة ليند غاز 30 بالمائة ومؤسسة إيواتاني 20 بالمائة.
بالنسبة لعملية النقل فتقوم بها الشركات الثلاثة التي قامت بشراء إنتاج الشركة من الغاز. تقوم راس غاز بعملية تكثيف الغاز وتسييله كما تنتج حاويات الأيزو للنقل ثم تقوم الشركات الثلاثة شركة إير ليكويد، ومؤسسة إيواتاني، وشركة ليند غاز بتعبئة الحاويات ثم يقومون بنقلها إلى محطة في ميناء جبل علي في دبي، حيث يوجد شركة متخصصة لنقل هذه الحاويات إلى الزبائن والعملاء الدوليين في العالم.
اريبيان بزنس







