مستثمرون: استمرار أعمال العنف والتخريب يهددان الاقتصاد وضرورة استكمال خارطة الطريق
أكد عدد من رجال الأعمال أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر من تفجيرات إرهابية ستؤثر على المناخ الاقتصادى وتضعف قدرة الحكومة على جذب استثمارات جديدة.
بينما رأى البعض أن الاحتفالية الكبيرة بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير وما شهدته الميادين دليل على إصرار المصريين للنهوض بالبلاد وتجاوز المحنة.
استنكر على موسى، رئيس مجلس الأعمال المصرى الفرنسى السابق، ما شهدته مصر من أحداث مؤسفة حيث ستؤثر على جذب الاستثمارات الخارجية التى سعت الدولة على مدار شهور محاولة جذب المزيد منها بتهيئة المناخ الملائم وعقد المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية.
ويرى أن حركة السياحة ستشهد حالة من الركود فى حين أنها تعد أحد ركائز الاقتصاد المصرى متوقعاً استمرار تلك الأحداث، لمعاودة بعض الدول لتجميد سفر رعاياها إلى مصر.
وأكد موسى أن الحل الأمثل للخروج من تلك الأزمة هو المضى قدماً لاستكمال خارطة الطريق التى اتفق عليها غالبية الشعب المصرى وأنها السبيل لتصحيح الأوضاع وكسب ثقة المستثمرين.
ويرى ناصر بيان، رئيس مجلس الأعمال المصرى، ان الاحتفالات التى شهدتها مصر فى الذكرى الثالثة للثورة سيكون لها دورها فى القضاء على الاثار السلبية التى خلفتها تلك التفجيرات المشينة على حد وصفه.
وأشار إلى أن العمل هو الطريق للنهوض بالبلاد دون الأخذ بأى أحداث جانبية من الممكن أن تؤثر على حركة الإنتاج مقدراً دور المصريين فى ذلك ومستشهداً بالشعب اللبنانى الذى طالما عانى من صراعات داخلية لكنهم لم يتوقفوا عن العمل يوماً.
أبدى بيان استيائه من اختطاف الدبلوماسيين المصريين بليبيا رداً على قيام السلطات المصرية بالقبض على أحد زعماء الحركات الثورية لديهم، مشيراً الا أنه لا وجه للمقارنة بين الاثنين وما يقوم به الدبلوماسيين من خدمة المصالح المشتركة بين البلدين بعكس الآخر الذى يحرض على العنف.
ونفى بيان توقف حركة الشحن بين البلدين مؤكداً أنها تسير بصورة طبيعية.
وقال الدكتور عفت السادات، عضو مجلس الأعمال المصرى الكندى، إن تلك العمليات الإرهابية ترهق بدن الاقتصاد المصرى، وتسبب تخوفات لدى المستثمرين.
ومن جانبه قال د. محمد زاهر رئيس لجنة التعدين، بمجلس الأعمال المصرى الكندى، إن المجلس يسعى منذ فترة لجذب شركات استثمارية للعمل بمصر، خاصة بمجال التعدين مشيراً إلى ان حجم الثروات المعدنية المستغلة بمصر %1 فقط، وهى نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بما تملكه مصر.
وأكد أن العمليات الإرهابية تظهر المجتمع المصرى بصورة سلبية، تؤخر من مخططات النمو التى تسعى الدولة من خلال مؤسساتها ومجالس الأعمال لتنفيذها.
استبعد د. محمد سعد الدين، نائب رئيس اتحاد المستثمرين، تأثر المناخ الاستثمارى خاصة عقب ارتفاع وتيرة التفجيرات التى أصبحت بشكل يومى.
أضاف ان تلك التوترات أمر طبيعى فى كل دول العالم، خاصة تلك التى ترغب فى التحول الديمقراطى.
طالب الدولة بالاستمرار فى استكمال خارطة الطريق التى أعلن عنها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، من خلال الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.
أكد طارق توفيق، وكيل اتحاد الصناعات، إن الصناعة لم تتأثر مطلقاً من الأحداث العنيفة التى تشهدها الشوارع المصرية على خلفية العمليات الإرهابية التى تشنها الجماعات المتطرفة على المؤسسات والدوريات والأكمنة الشرطية، موضحاً أن المصانع تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية ولن تتوقف حتى فى أصعب الظروف.
قال توفيق، إن العمال أصبح لديهم وعياً كاملاً بأهمية استمرار العمل وخلق نوع من الاستقرار الداخلى فى أعمالهم حتى لا تتوقف مجدداً، مشيراً إلى أن العاملين ملتزمين بمواعيد عملهم ولم تعرقل الأحداث الدموية المتكررة وصولهم إلى وظائفهم.
وقال حسام فريد، رئيس جمعية شباب الأعمال، إن الأعمال الإرهابية المؤسفة التى تتعرض لها الشوارع المصرية وتصيب المدنيين بالذعر لن تستمر طويلاً فى ظل التضامن الشعبى مع الجيش والشرطة للقضاء عليها.
أشار إلى أن الأحداث العنيفة تؤثر سلبياً على مناخ الاستثمار لكن المؤسسات الاقتصادية ومنظمات الأعمال تعمل بكامل طاقتها ولن تتوقف، مشيراً إلى ان الشعب المصرى بجميع طوائفه مصمم على استكمال خارطة الطريق ومواصلة العمل ومجابهة الإرهاب فى آن واحد.
قال محمد المرشدى، رئيس جمعية مستثمرى العبور إن ما حدث من تفجيرات أعمال إرهابية خلال الفترة القليلة الماضية ليس لها تأثير سلبى على مناخ الاستثمار بل هى عبارة عن «زوبعة» لا تؤثر على أداء الدولة أو رجال الأعمال.
وأضاف أن مناخ الاستثمار غير ملائم لجذب استثمارات جديدة منذ اندلاع ثورة 25 يناير ولكن سرعان ما تعبر هذه السحابة السوداء عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
بينما يرى علاء السقطى، رئيس جمعية مستثمرى بدر أن ما حدث من أعمال عنف وتخريب يكمن تأثيره حال استمراره وعدم القدرة على السيطرة عليه بتأخر سرعة اتخاذ القرارات التى تخص الاستثمار.
وأضاف السقطى أن الأوضاع السياسية فى طريقها للاستقرار، خاصة بعد الاستفتاء على الدستور، ما شجع بعض المستثمرين على ضخ استثمارات جديدة بالمنطقة الصناعية وجار دراسة المشروعات المقدمة خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن المستثمرين واجهوا أوقات عصيبة منذ اندلاع الثورة وحتى الآن.
ومن جانبه، قال أبوالعلا أبوالنجا، أمين عام اتحاد المستثمرين ونائب رئيس جمعية مستثمرى العاشر من رمضان أن ما قام به جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة الماضية كان أمراً متوقعاً.
وأضاف ان احتفالات ذكرى الثورة كان لها تاثير إيجابى بما قامت به من توازن فى الشارع المصرى وانعكس على حال رجال الأعمال بالتفاؤل، مؤكداً أن مصر سوق كبير قادر على جذب الاستثمارات عقب استقرار الوضع والانتهاء من خارطة الطريق بإجراء النتخابات البرلمانية والرئاسية.