تسبب التدهور السريع في سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأخرى في هبوط أسعار العطلات وتكاليف الرحلات السياحية إلى تركيا، حيث يتوقع أن تنخفض تكاليف الرحلات السياحية إلى تركيا بأكثر من 30% مع حلول الصيف المقبل.
وهبطت الليرة التركية بنحو 20% خلال العام 2013 على أنها واصلت التدهور خلال العام الحالي، حيث هوت بأكثر من 10% خلال الشهر الماضي وحده، وذلك مع تفاقم أزمة الأسواق الناشئة التي أدت إلى هبوط عملات عدد من الدول، من بينها الأرجنتين وماليزيا وجنوب إفريقيا، إلى جانب تركيا التي كانت أكثر تأثراً، وسجلت عملتها التراجع الأكبر.
ويقول عاملون في القطاع السياحي إن التراجع الكبير في سعر صرف العملة أدى إلى هبوط في أسعار وتكاليف الرحلات السياحية إلى تركيا، وهو ما يتوقع أن ينعش سوق هذه الرحلات خلال الصيف المقبل الذي يتوقع أن تكون العملة قد سجلت مزيداً من الهبوط بحلوله.
وبدأت شركة “توماس كوك”، وهي أكبر شركات السياحة في بريطانيا، الترويج لرحلات رخيصة إلى تركيا، مستفيدة من تراجع سعر صرف الليرة، ومن المخاوف بشأن الاقتصاد التركي والتي دفعت أيضاً شركات السياحة إلى تعاقدات مبكرة مع زبائنها من أجل ضمان موسم العام الحالي بعيداً عن التقلبات.
وقال موظف مبيعات في أحد فروع “توماس كوك” بمدينة لندن لــ”العربية نت” إن الأسعار المطروحة لرحلات العام الحالي إلى تركيا تقل بنسب تتراوح بين 20% و30% عما كانت عليه خلال الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن الانخفاض في أسعار الرحلات السياحية إلى تركيا بدأ منذ العام الماضي وليس جديداً.
ويتوقع الموظف أن يؤدي التراجع الملموس في أسعار الرحلات السياحية إلى تركيا في ارتفاع بالطلب عليها، مشيراً إلى أن تركيا تمثل “وجهة للباحثين عن عطلات منخفضة التكلفة، ولذلك فإن التراجع في أسعارها وتكاليفها يمثل عامل جذب كبير للمهتمين بها”.
وبحسب تقرير في جريدة “ديلي تلغراف” حول التراجع في سعر صرف الليرة التركية، فإن الــ100 جنيه إسترليني كانت في صيف العام 2010 تعادل 225 ليرة تركية فقط، إلا أنها تساوي بأسعار اليوم 355 ليرة تركية، فيما كانت تساوي في مثل هذا الوقت من العام الماضي نحو 260 ليرة.
وبحسب العاملين في شركات سياحية، فإن انخفاض سعر صرف الليرة التركية يمكن السياح القادمين من الخارج من توفير الكثير من التكاليف، إضافة إلى أن السياح الذين يقصدون اسطنبول بهدف التسوق سوف يجدون أن أسعار الملابس والسلع تراجعت بصورة ملموسة أيضاً.
وكان البنك المركزي التركي قد تدخل أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية من أجل كبح جماح الهبوط في سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، إلا أنه لا يبدو أنه تمكن من ذلك، رغم أن البنك اتخذ قراراً برفع أسعار الفائدة على الليرة بصورة حادة لوقف نزيف الخسائر، وهو ما يهدد الاقتصاد التركي حالياً بالانكماش في الوقت الذي لم ينجح فيه البنك بوقف التراجع في سعر الصرف.
العربية








