ازدادت منشآت الطاقة المتجددة زيادة هائلة فى السنوات الأخيرة، اذ ارتفعت طاقة الرياح بمعدل %30 فى المتوسط منذ عام 2007 وتمد الولايات المتحدة بحوالى %3.4 من الكهرباء، ونما قطاع صناعة الطاقة الشمسية بنسبة %35 فى العام الذى سبق الربع الثالث من عام 2013.
وقد زادت العديد من مولدات الطاقة من وجود الطاقة المتجددة فى محافظها الاستثمارية خلال العقد الماضي، وهذا يعنى اننا من الممكن ان نجلس ونشاهد تلاشى مخاوف تغير المناخ وتحولها إلى شمس مشرقة فى وسط النهار ونسيم بارد فى الصيف.
ولكن الأمر ليس هكذا بالظبط، فقد كان جايمس هانسن، كبير علماء المناخ السابق فى وكالة ناسا، حديث الصحف فى أوائل يناير الماضى بعد أن صدم عشاق الطاقة الخضراء بجرعة من الحقيقة فى أحد المؤتمرات الصحفية التى انعقدت لمناقشة دراسة تغير المناخ، ودار جدله الرئيسى حول أن الاعتماد على التكنولوجيا المتجددة لانقاذ كوكب الأرض من الآثار المدمرة لتغير المناخ يعد أمرا غير مسئولا ومستحيلا، واقترح بدلا من ذلك ان العالم بحاجة إلى كميات ضخمة من الطاقة النووية ليكون هناك أى اصابة حقيقية لتجنب كارثة تغير المناخ.
قد لا تتفق مع تصريحات هانسن ولكن الارقام الموثوق بها التى عرضها تثبت صحة كلامه، وها هو ما أوضحته البيانات وكيف ستؤثر على استثماراتك.
يرى هانسن أن الايمان بأن الطاقة المتجددة ستجعلنا نطوى سريعا مرحلة الوقود الأحفورى فى الولايات المتحدة والصين والهند أو العالم بأسره أشبه بتصديقنا فى قصص الأطفال.
وعلى سبيل المثال، فبالرغم من الازدياد الهائل فى منشآت الطاقة الشمسية، فان صناعة الطاقة الشمسية بالكامل تولد %0.12 فقط من الطاقة الكهربائية للدولة، وتعد طاقة الرياح أكثر نجاحا وحصلت على السبق التكنولوجي، ولكنها لا تشكل سوى %3.4، وأعتقد أن هذا الأمر رائعا حقا خاصة وأن توليد الطاقة الكهربائية من الرياح قد ازداد بأكثر من 23 أضعاف الطاقة الكهربائية من الرياح فى الفترة من 2000 إلى 2012، ولكنه يعنى القليل فى المخطط الهائل للدولة.
فقد نتمكن من انتاج غالبية حاجتنا من الطاقة يوميا فى المستقبل، ولكن اذا كان هذا المستقبل بعد عقود من الآن، فحينئذ سيكون الأوان قد فات، فنحن فى حاجة إلى اتخاذ اجراءات لمحاربة مشكلة تغير المناخ الآن.