تراجع جاذبية الأصول الآمنة جراء استعادة الثقة بالاقتصاد العالمى
حولت صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة «ETF» سوق الذهب إلى سوق تجارى للأفراد، فمنذ افتتاح أول صندوق منذ عقد تقريبا، أصبح هذا النوع من صناديق الاستثمار ناجحا جدا فى تقديم سبل بسيطة للمستثمرين لشراء الذهب حتى اكتسبت تلك الصناديق لقب «بنك الشعب المركزى».
ولكن ماذا حدث عندما قرر «بنك الشعب المركزى» بيع الذهب؟ هذا هو السؤال الذى يطارد سوق الذهب الآن، فمنذ بداية شهر يناير، تخلصت صناديق «ETF» من 140 طناً من الذهب، وشهد شهر فبراير أكبر خروج شهرى للذهب من صناديق «ETF» على الإطلاق.
ويعتبر هذا البيع المفرط انعكاساً لمزاج المستثمرين السلبى حيال الذهب، إذ أصبح المستثمرون أكثر ثقة بالاقتصاد العالمى واستثمروا أموالهم فى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم.
وقد تراجعت أسعار الذهب بنسبة %12 منذ شهر أكتوبر الماضى حتى بلغت أسعارها أقل من 1.580 دولار للأوقية، كما انخفضت أسعاره عن معدلاته القياسية التى سجلها عام 2011 بنسبة %18.
ولكن تحول صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة إلى البيع يعد فى حد ذاته مصدرا للقلق بالنسبة لسوق الذهب.
ويقول جونى تيفاس، استراتيجى المعادن النفيسة لدى «يو بى إس»، تعد تلك الوتيرة السريعة فى خروج الذهب من صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة أمراً مقلقاً.
ووصف سوكى كووبر، محلل لدى باركليز، بأنه يشكل الخطر الرئيسى على تراجع أسعار الذهب.
وتسببت أيضا عمليات البيع المفرط للذهب فى صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة فى نشر الذعر فى سوق الذهب لأنها جاءت على حين غرة، ففى فترات تراجع أسعار الذهب السابقة، تمسك مستثمرو صناديق «ETF» بالمعدن الأصفر، فآخر شهرين فى عام 2011، على سبيل المثال، تراجعت أسعار الذهب بنسبة %13 بينما ارتفعت حيازات صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة من الذهب.
ومع ذلك، تراجعت حيازات صندوق «ETF» من الذهب، خلال الشهرين الماضيين، بالتزامن مع انخفاض أسعاره، وعلى الرغم من أن هذا التراجع فى حيازات الذهب قليلة نسبيا بالإجمالى مع إجمالى حيازات صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة للذهب، فإن عمليات البيع المفرط هى الأضخم على الإطلاق.
وأفاد التقرير الذى أصدره بنك جولدمان ساكس الاستثمارى مؤخرا بأن عمليات البيع المفرط الشهر الماضى جعلت البنك يعيد تقييم توقعاته حيال أداء المستثمرين فى صناديق المؤشرات المتداولة فى الذهب. وفى الواقع، يرى بعض المستثمرين والمتداولين، أن عمليات البيع المفرط للذهب فى صناديق المؤشرات المدرجة فى البورصة تعكس ببساطة نشاط بعض صناديق التحوط الكبرى التى قامت بخفض استثماراتها فى الذهب.








