لجأ عدد كبير من البنوك الى الأطروحات العامة الأولية مما كثف من الضغوط على البنوك الصغرى فى ظل اندلاع المنافسة ودفعها لاتخاذ الحذر.
هناك خمسة بنوك تأسست هذا العام من خلال الأطروحات العامة الأولية مقارنة بأربعة بنوك فقط فى العام الماضى.
واستنتجت الأميريكان بانكر أن مجتمع البنوك الذى يتطلع الى استكمال الاستحواذ قرر أن يلجأ الى الأطروحات الأولية العامة وبالتالى الحصول على عملات أقوى لمنحها الى البائع المحتمل، ومع ذلك فإن الاكتتابات الأخيرة لم تنجز مثل من سبقتها.
وقال “ايلى دوري” الرئيس والرئيس التنفيذى لمجموعة شركات كوميرس ستريت إنه بشكل عام هناك طلب من قبل المستثمرين على قصص الاكتتابات بالأطروحات الأولية الجديدة.
وقال مراقبو الصناعة وبعض المصرفيين إن المؤسسات بحاجة إلى أن تكون كبيرة لاكتساب مزيد من الكفاءة خاصة مع ارتفاع التكاليف التنظيمية وضعف الطلب على القروض، فالبنوك تتطلع الى أن تتوسع إما من خلال عمليات الاستحواذ وإما النمو بمفردها وبالتالى تتجه الى الأطروحات الأولية لتحقيق تلك الهدف.
و قال “لى بوروز” الرئيس التنفيذى لبانكس ستريت بارتنرز للاستشارات المالية إن البنوك التى فعلت الاكتتاب من خلال الاطروحات الاولية على مدار العامين الماضيين هى صاحبة مساهمين أقل رغبة فى السيولة والحصول على العملات، مشيراً إلى أن المناقشات بشأن الاستحواذات دائما تفشل، وكانت بعض نتائج الاكتتاب أفضل من غيرها.
و ارتفعت أسعار الأسهم التى اكتتب فيها الجمهور العام الماضى حيث ارتفع متوسط أسعار أسهم الأربعة بنوك التى طرحت فى البورصة ما يزيد على %50 وفقا لبيانات بنك الاستثمار KBW. على الرغم من ذلك ظل متوسط قيمة التداول على أسهم البنوك الخمسة التى ذهبت إلى الاكتتاب العام ثابتة تقريبا خلال تعاملات العام الجارى.
و قال “ريك مابلس” الرئيس المشارك فى بنك الاستثمار KBW أن أسعار الاسهم خلال تداولات العام الماضى كانت قوية على الرغم من إن السوق وقتها مازال يتعافى من الأزمة المالية ، ولكن هذا الوضع تغير هذا العام.
وأضاف ماربلس أنه على الرغم من ذلك فإن ما يميز الأطروحات الأولية العامة هذا العام هو ان تلك البنوك قادرة على انهاء عمليات الاكتتاب الخاصة بها بأسعار مضاعفة أعلى من البنوك فى العام الماضى ، مشيرا إلى أن الشهية للاكتتابات الأولية للبنوك مازالت موجودة ولكن هناك محاذير.
وتابع ماربلس أن المستثمرين مازلو حريصين على الحصول على حصة فى البنوك بسبب تحسن البيئة الاقتصادية مشيرا الى أن نشاط الدمج والاستحواذ مازال ايضا نشاطاً جاذباً للمستثمرين.
وقال “كيرت هايد” شريك فى شركة بارنرز آند ثورنبيرج إن الشركات الخاصة التى استثمرت فى الاسهم من أكثر من خمسة اعوام مضت تبحث ايضا عن التخارج لقيادة بعض الاكتتابات.
قال “ايلى دوري” إنه مع ذلك فإن المستثمرين يبحثون عن أنواع معينة من الصفقات ومازال هناك بعض المخاوف التى خلفتها الأزمة المالية من بعض المناطق مثل جورجيا، مضيفا أن المستثمر يستهدف البنوك فى الأسواق ذات النمو المرتفع مثل كاليفورنيا.
وتابع ايلى أن ولاية تكساس على وجه الخصوص أثارت اهتماماً واسعاً بعد رفع مجموعة “الاندبندنت بنك” 96 مليون دولار فى اكتتاب عام العام الماضى وبعد ذلك بدأت فى انهاء ثلاث عمليات استحواذ ، ويتم التداول على اسهمها الآن بنسبة %80 أعلى مقارنة من الأسعار الأولية.
وأضاف أن هناك ما يقرب من 70 بنكاً عاماً فى ولاية تكساس بأسعار مرتفعة وقوية للاسهم تعطى تمويلا لبنك الاندبندنت لشراء مؤسسات صغيرة والتى تتطلع الى البيع بعد صراع مع التكاليف التنظيمية المرتفعة.
وقال مابلس إن ولاية تكساس لديها سوق للنمو حيث إنها لن تعانى من الانكماش الذى عانت منه ولايات أخرى ولديها عدد من البنوك التى تم تدشينها السنوات العشر الماضية وأصبح لهم كتلة جيدة ليتمكنوا من طرح اسهمهم للاكتتاب العام.
و قال ايلى إنه بشكل عام فإن البنك بحاجة الى إدارة قوية لينشأ فى سوق قوى للنمو ولديه خطط للتوسع من أجل جذب اهتمام المستثمرين.
وقال ايلى إن المستثمر يحاول الإجابة عن بعض الأسئلة لكى يضخ امواله فى المكان الصحيح منها: ما هى الميزة التنافسية للبنك؟ احتمالية نمو البنك فى السوق؟ وهل يمكن ان ينمو دون مطاردة الائتمان؟.
قال الخبراء إن البنوك تستهدف عمليات الاكتتاب العام من خلال الاطروحات الاولية وذلك رغبة فى النمو او للاستحواذ على بعض البنوك الأخرى، مشيرين الى أن وجود اسهمهم للتداول العام ميزة خاصة فى المفاوضات عن مجرد العرض النقدى.
وقال “بيتن باترسون” الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية “بانكويل” فى نيو كانان بولاية كونيتيكت إنها رفعت من رأسمالها مؤخرا حوالى 49 مليون دولار وذلك بعد انهائها الاكتتاب العام فى مايو 2014 ، مشيرا الى أن المجموعة صاحبة 812 مليون دولار أصولاً استهدفت رفع رأس المال لدعم نموها وتعزيز استراتيجية الاستحواذ.
و تابع أن معدل نمو القروض والودائع فى المجموعة يتراوح بين %25 و%30 سنويا وانهت الشركة عملية استحواذ العام الماضى ولديها صفقة استحواذ جديدة لهذا العام. وأضاف باترسون أن الاكتتاب العام أعطى للمجموعة فرصة لدعم النمو مشيرا الى أن المستثمر أيضا اهتم بالحصول على معلومات عميقة عن أرباح المجموعة ومكنته من تحديد مدى قوة صافى هامش الربح وكيف للبنك أن يرفع سعر الفائدة.








