تهاوى أسعار الأسهم يخلق فرصاً شرائية بعد استئناف التداول أمس
اشتعلت مؤشرات البورصة المصرية أمس على خلفية الإعلان عن فرض ضرائب على التوزيعات النقدية والأرباح الرأسمالية للمحافظ. وفقد المؤشر الرئيسى «egx30» نحو 509 نقطة ليهوى لمستوى 7733 نقطة.
ومع وصول الكثير من الأسهم القيادية إلى مستويات متدنية جعلت منها فرص جيدة للاقتناص ما ساهم فى ارتدادها بالنصف الثانى من الجلسة وظهور قوى شرائية جديدة لينعكس ذلك على أداء السوق ليغلق مقلصاً جزءاً من خسائره عند مستوى 7894.73 نقطة متراجعا بنسبة %4.22.
قال محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة التوفيق لتداول الأوراق المالية، إن السبب وراء تراجعات السوق خلال النصف الأول من تداولات أمس سرعة فرض الضريبة فى توقيت غير مناسب وبدون أى حوار مجتمعى، فضلاً عن تسريبها بصورة أدت إلى تخويف العميل بسبب عدم عرضها بشكل واضح وصريح.
أوضح أن كثيراً من المتعاملين فضلوا التخارج من السوق فى الوقت الحالى لحين اتضاح الرؤية فى الأيام المقبلة، أما المتعاملين الاجانب فقد اتجهوا لاقتناص فرصة تراجع المؤشرات لتكوين مراكز شرائية جديدة.
فيما يرى أيمن حامد، العضو المنتدب لشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، أن رد الفعل العنيف الذى شهدته البورصة أمس مبالغ فيه بشكل كبير، ويعكس رد الفعل العشوائى للافراد المسيطرين على النسبة الاكبر من التعاملات بالبورصة، وغالبا ما يتخذون قرارات غير مدروسة.
قال حامد إن حدود تلك الازمة سوف تتوقف عندما يتم توضيع الآليات التفصيلية لتطبيق تلك الضريبة على مدى الجلسات المقبلة.
ويرى هانى جنينة، رئيس قسم التحليل المالى بشركة «فاروس» لتداول الأوراق المالية أن الهبوط العنيف الذى شهده السوق أمس تسبب فى خلق فرص شرائية جديدة فى بعض الأسهم التى قل مضاعف ربحيتها بنسبة كبيرة وارتفع سعرها العادل عن سعرها السوقى بفارق كبير.
وقال جنينة إن من ابرز تلك الأسهم سهم سوديك الذى تراجع نحو مستوى 24.02 جنيه وكان اخر تقييم لسعره العادل عند مستوى 30 جنيهاً، وسهم «الجوهرة» الذى تراجع سعره نحو مستوى 5.50 جنيه على الرغم من أن سعره العادل 7 جنيهات، وسهم «مصر لصناعة الكيماويات» متداولا عند مستوى 9 جنيهات فى حين يبلغ سعره العادل 14 جنيهاً، وسهم «المجموعة المالية هيرميس» حيث يبلغ سعره العادل 20 جنيهاً مقابل 13.06 جنيه سعره السوقى.
وفى سياق متصل تراجع مؤشر الأسهم الصغيره والمتوسطة %4.88 ليصل إلى مستوى 560.73 نقطة فاقداً من رصيده 28.77 نقطة، كما تراجع مؤشر «egx100» بنحو %4.42 ليهوى دون مستوى الألف نقطة مغلقاً عند مستوى 985.24 نقطة.
من جانبه، قال أحمد شحاتة، رئيس التحليل الفنى بشركة «النوران» لتداول الأوراق المالية، إن الحركة البيعية داخل السوق كانت قد ظهرت قبل 6 جلسات ولكن بشكل غير صريح حيث إن بعض الأسهم القيادية كانت تشهد عمليات بيعية فور تخطيها لمستويات المقاومة على عكس المتوقع.
أوضح شحاتة أن المؤشر الرئيسى EGX30 وصل خلال الجلسات الماضية إلى أعلى نقطة عند مستوى 8820 نقطة، وعجز عن تخطيها، بينما تسارعت وتيرة تراجعه خلال الجلستين السابقتين بعد ظهور عمليات بيعية مكثفة بسبب حالة الفزع التى يعيشها المستثمرون التى تأكدت صباح جلسة أمس.
وقال محمد عبيد، العضو المنتدب لقطاع الوساطة بشركة «المجموعة المالية هيرميس القابضة» إن الاخبار حول فرض ضرائب على الاستثمار فى الأسهم وبدء وضوح العديد من التفاصيل المبهمة لدى المستثمرين هو ما أصاب المتعاملين بهلع شديد بالنصف الاول من الجلسة.
أشار عبيد إلى تفضيل المستثمرين البيع والخروج من السوق لحين تأكيد فرض الضريبة وآليات تطبيقها ثم اتخاذ القرار بالدخول من عدمه مرة اخرى، متوقعا تراجع أحجام التداولات مرة اخرى إلى 700 مليون جنيه مع عزوف المستثمرين عن التداول.
تراجعت أحجام تداولات السوق أمس لتسجل قيماً متوسطة بلغت 823.4 مليون عبر كمية تداولات 310.9 مليون سهم من خلال 30.1 ألف عملية، فيما سجلت أحجام التداولات متضمنة المتعاملين الرئيسيين وسوق نقل الملكية 887.9 مليون جنيه تم تنفيذها من خلال 312.2 مليون سهم عبر 30.3 عملية.
قلص المستثمرون المصريون مبيعاتهم أمس بالنصف الثانى من الجلسة مسجلين صافى بيعى 77.1 مليون جنيه مستحوذين على حصة سوقية %86.52، فيما استحوذ المستثمرون الأجانب على %7.6 من اجمالى تداولات السوق إلا أن تعاملاتهم اتجهت للشراء طوال الجلسة مسجلين صافى شرائى 72.7 مليون جنيه، واستحوذ العرب على %5.92 من السوق ومالت تعاملاتهم نحو الشراء أيضا بصافى شرائى 4.4 مليون جنيه.