«الأمين» يعلن تبرعه بنصف ممتلكاته.. و«عامر»: التبرع بينى وبين ضميرى.. و«أبوالعينين» يناشد المستثمرين المساهمة.. و«توفيق»: التجارب السابقة لم تكن ناجحة
جاء رد فعل رجال أعمال ومستثمرين متبايناً على المبادرة التى أطلقها عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية أمس بتبرعه بنصف مرتبه الشهرى ونصف ثروته بما فيها ما ورثه عن والده وفقاً لما أعلنه أمس أثناء الاحتفال بتخريج دفعة جديدة بإحدى الكليات العسكرية.
وطالب عدد من رجال الأعمال بسياسات واضحة لإدارة الاقتصاد والتعامل مع مشاكله وعدم الاكتفاء بمجرد جمع تبرعات وأن الاستثمار المباشر هو السبيل لانتشال الاقتصاد من أزماته الحالية.
وقال الدكتور محرم هلال، نائب رئيس اتحاد المستثمرين إن الاتحاد سيعقد اجتماعا موسعاً الأسبوع المقبل لمناقشة مبادرة الرئيس وبحث إمكانية مساهمة رجال الأعمال فى مبادرة دعم الاقتصاد المصرى.
وأعلن هشام رامز، محافظ البنك المركزى أمس، عن حساب بالبنك المركزى باسم «صندوق تحيا مصر» لتلقى تبرعات رجال الأعمال لدعم الاقتصاد المصرى على رقم الحساب 37037 بعد كلمة السيسى.
بينما أثنى المهندس محمد فرج عامر رئيس مجلس إدارة مجموعة «فرج الله» للصناعات الغذائية بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لكنه قال عن إمكانية مساهمته فى صندوق « تحيا مصر» « هذا شىء بينى وبين ضميرى».
أضاف عامر «لا يمكننى إجبار العمال على التبرع بنصف رواتبهم فى الظروف الاقتصادية الصعبة، وانها خطوة يجب أن تكون بدافع وطنى».
وقال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إن رجال الأعمال القادرين عليهم المشاركة فى الصندوق سواء بتبرعات نقدية أو من خلال ضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرى أو نقل رؤوس أموالهم لبنوك وطنية دون فائدة لصالح الدولة لكن أبو العينين لم يحدد مبلغاً محدداً يتبرع به.
وتوقع أبوالعينين، رئيس شركة سيراميكا كليوباترا، جمع صندوق «تحيا مصر» مبالغ ضخمة لدعم الاقتصاد المصرى، خاصة أنه «فى ايد أمينة» حسب وصفه.
فيما طالب جمال بيومى أمين عام اتحاد المستثمرين بضرورة إقامة صندوق آخر بالتوازى مع صندوق «تحيا مصر» لدعم الصناعات الصغيرة التى عانت من الإهمال للعديد من السنوات.
وأضاف أن صندوق «تحيا مصر» وما شابهه مثل صندوق «30-6» وغيرهما لا يجب أن ينفقا جميعاً لسد عجز الموازنة، وطالب بإنفاق هذه الأموال فى إقامة مشروعات استثمارية توفر فرص عمل وتدر دخلاً بشكل منتظم فى صورة الضرائب التى تشكل المورد الأساسى للدولة.
وقال حسام فريد، رئيس جمعية شباب الأعمال إن دعم الاقتصاد لا يمكن إن يعتمد بشكل أساسى على تمويل وتبرعات رجال الأعمال خاصة أن أموال تلك الصناديق التى دعت لها الحكومة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو معطلة تماماً ولم تستغل فى أى مشروعات اقتصادية.
شدد فريد لـ«البورصة» على أهمية توضيح الحكومة لجدوى صندوق «تحيا مصر» للاقتصاد المصرى ومدى اختلافه عن الصناديق التى تم إنشاؤها من قبل وفى الوقت ذاته ان يساهم رجال الاعمال بشكل قوى فى الصندوق.
أوضح ان دعم الاقتصاد المصرى لن يأتى بالتبرعات النقدية فقط،لكن ضخ استثمارات فى مشروعات جديدة وتشغيل عمالة وتعظيم الانتاج.
أشاد فريد بتنازل السيسى عن نصف ثروته لمصر وكذلك نصف راتبه،داعياً جميع افراد الحكومة ورئيس الوزراء إلى الاقتداء به.
وأعلن محمد الأمين، رئيس قنوات «CBC» وعضو صندوق دعم مصر، تبرعه بنصف أملاكه فى جميع الشركات لصالح مصر، استجابة للمبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى أعلن فيها عن تبرعه بنصف راتبه ونصف ممتلكاته خلال مداخلة مع برنامج «هنا العاصمة».
فيما دعا داكر عبداللاه عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء شركات المقاولات بالتبرع بنسبة %2 من حجم أعمالها لصندوق «تحيا مصر» الذى أنشأه البنك المركزى بعد مبادرة المشير عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
أوضح أن حجم أعمال الشركات سنويا نحو 20 مليار جنيه فيما يمكن خصم نسبة من المنبع ضمن المستخلصات التى تصرفها الشركات توجه مباشرة إلى الصندوق على أن تكون بالتوافق مع المقاولين.
واقترح عبداللاه أن يرفع الحد الأقصى لدمغة الاتحاد التى يحصلها سنويا من الشركات أعضائة من 5 آلاف جنيه إلى 10 آلاف جنيه على أن يوجه الفرق إلى الصندوق.
قال حسام مصطفى، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الهندسية للاستثمار العقارى إن شركته تفاضل بين التبرع لصندوق «تحيا مصر» والمساهمة فى تطوير العشوائيات خاصة أن شركته متخصصة فى التطوير والاستثمار العقارى.
بينما قال محمد ماهر، العضو المنتدب لشركة برايم للاستثمارات المالية، إن مبادرة الرئيس السيسى تحمل رسالة إيجابية للمجتمع، ولكن ما يدفع رجال الأعمال إلى تقديم التبرعات يجب أن يدفعهم أولا إلى الالتزام بدفع مستحقات الدولة الضريبية.
أضاف ماهر الذى يشغل منصب نائب رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، أنه توجد سلسلة من الضرائب المرتقب تنفيذها سواء داخل سوق الأوراق المالية أو خارجه والالتزام بتلك الضرائب يعد فى حد ذاته دعما للاقتصاد القومى، بينما لا تنمو اقتصادات الدول بإنشاء صناديق لجمع التبرعات ولكن بمزيد من الاستثمارات والتنمية وكفاءة الادارة الاقتصادية.
يرى ماهر أن عدم الاستجابة للمطالب الفئوية أمر حتمى، بينما فرض مزيد من الضرائب قد تتسبب فى عرقلة معدلات الاستثمار فى المدى البعيد خاصة سوق الأوراق المالية، فى الوقت الذى سيتم فرض الضرائب على أرباح الشركات بشكل مزدوج قبل وبعد توزيعها.
وقال إن شركته لن تتبرع لصندوق “تحيا مصر”، وتكتفى بالضرائب السنوية التى تدفعها الشركة وتصل 10 ملايين جنيه رغم تراجع نشاط السوق خلال السنوات الماضية، فضلا عن الضرائب الجديدة المرتقبة.
ويرى خالد أبو هيف، رئيس مجلس إدارة شركة الملتقى العربى للاستثمارات، إن المبادرة التى اتخذها السيسى بالتبرع الطوعى من قبل المواطنين بنصف ثرواتهم سوف تساهم فى إخراج الاقتصاد المصرى من أزمته بشكل ذاتى وليس اعتماداً على المنح الخارجية فقط.
قال هشام توفيق، رئيس مجلس ادارة شركة عربية اون لاين لتداول الأوراق المالية على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» أفهم نبل مقصد الرئيس من المبادرة ولكن قبل الدعوة للتبرع، وهو الأمر الذى لم يفلح من قبل فى لم غير ملاليم، ألن يكون مفيداً أن نعلم خطة التنمية المستدامة خاصة فى مجال ترشيد الدعم وقلب منظومة التعليم رأسا على عقب، ووسائل تشجيع القطاع الخاص وتمكينه من إدارة شئونه بعيداً عن شلل الحكومات المتعاقبة؟.