توقع اقتصاديو الأمم المتحدة أن تتعرض تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر إلى الاقتصادات النامية لتراجعات كبيرة بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها، بسبب رفع الشركات حول العالم لرهاناتها طويلة المدى بشأن تعافى الاقتصادات المتقدمة فى أوروبا والولايات المتحدة.
وأوضحت البيانات التى جمعها خبراء الاقتصاد فى الأمم المتحدة أن الإنتاج المحلى لأكبر مائة شركة متعددة الجنسيات ينمو بوتيرة أسرع من إنتاجها الخارجي.
علاوة على ذلك، فمن المرجح أن تتجاوز استثمارات الصين الخارجة الاستثمارات الداخلة العام الجاري، فى إشارة إلى حركة الاستثمارات المتنامية خارج الصين على أيدى الشركات الصينية الناجحة على نحو متزايد والتى سوف تسدل الستار على أكثر من عقدين من صافى التدفقات إلى البلاد.
وتعد التغييرات جزءاً من التحول واسع النطاق فى التدفقات الاستثمارية المصاحبة لتعافى الاقتصاد العالمى الذى توقعه خبراء اقتصاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) فى تقريرهم بشأن الاستثمار العالمى السنوي.
وأفاد تقرير الأونكتاد بأن التوقعات طويلة المدى للشركات حول العالم حيال إقامة المصانع الجديدة وغيرها من المشروعات ازداد بنسبة %9 العام الماضى ليبلغ 1.45 تريليون دولار بعد أن تراجعت تراجعا حادا فى عام 2012، ومن المتوقع أن تزداد إلى %12.5 العام الحالى لتبلغ 1.6 تريليون دولار.
كما أفاد التقرير بأن تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر ارتفعت فى جميع فئات الاقتصادات الكبرى، فى الاقتصادات المتقدمة والنامية والانتقالية واقتصادات دول الاتحاد السوفيتى سابقا.
وبعد أن سجلت تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر انخفاضاً حاداً فى عام 2012 جراء أزمة منطقة اليورو، ارتفعت العام الماضى فى الاقتصادات المتقدمة بنسبة %9 لتبلغ 566 مليار دولار، ويتوقع خبراء الأونكتاد أن تزداد تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر فى الاقتصادات المتقدمة العام الحالى بنسبة %35 مقابل انخفاضها بنسبة %0.2 فى الاقتصادات النامية مثل الصين، كما يتوقع خبراء الاقتصاد أن تشكل تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر %52 من إجمالى التدفقات العالمية بحلول عام 2016.
ارتفعت أيضاً التدفقات ارتفاعاً شديداً العام الماضى فى الاقتصادات الانتقالية التى شهدت تدفقات استثمارية مباشرة بلغت قيمتها 108 مليارات دولار، ولكن نسبة التدفقات إلى الاقتصادات الغنية من إجمالى الاستثمار الأجنبى المباشر العالمى ظلت عند أدنى مستوياتها التاريخية بنسبة %39، فى حين سجلت التدفقات إلى الدول النامية مستويات قياسية بلغت قيمتها 778 مليار دولار أى ما يمثل %54 من إجمالى نسبة التدفقات الأجنبية المباشرة العالمية العام الماضي.
وظلت الصين وباقى دول آسيا النامية أكبر وجهة للتدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة، حيث جذبت القارة 426 مليار دولار من التدفقات الأجنبية المباشرة فى عام 2013، بينما جنى الاتحاد الأوروبى وأمريكا الشمالية حوالى 250 مليار دولار من التدفقات الأجنبية المباشرة.
وأفاد تقرير الأونكتاد بأن تدفقات الاستثمار الاجنبى المباشر الصينية الخارجة بلغت 100 مليار دولار لأول مرة منذ عام 2013، ما ينذر بظهور تغير كبير فى اتجاه التدفقات.
وعلى الرغم من ذلك كانت الصين الأكثر استفادة من المستثمرين الأجانب العام الماضى حيث جنت 124 مليار من التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة، ولكن ربما يكون عام 2013 هو العام الأخير الذى سيحدث فيه ذلك.
ويقول جايمس شان، الخبير الاقتصادى الصينى فى الأونكتاد، إذا استمر الاتجاه الحالى لتدفقات الاستثمار الاجنبى المباشر الصينية الخارجة، فسوف تتجاوز التدفقات الداخلة إلى البلاد العام الحالى أو المقبل.
والسبب بسيط هو أن الشركات الصينية تشترى أصولاً فى الاقتصادات المتقدمة وتنقل الإنتاج إلى أماكن مثل كمبوديا وميانمار وأفريقيا لتستفيد من التكاليف المنخفضة والصفقات التجارية المميزة.







