قواعد بازل 3 لتنظيم القطاع المصرفى تقيد الاستثمار فى المشتقات المالية
فرضت قواعد بازل 3 قيود شديدة على متطلبات رأس المال فى البنوك والاستثمار فى أدوات المشتقات المالية التى كانت أحد أهم أسباب الفقاعة العقارية التى تزامنت مع انهيار القطاع المالى فى 2008 ووصلت ذروة الاحداث مع اعلان افلاس بنك ليمانبرزيزر خامس أكبر بنوك الاستثمار فى العالم فى ذلك الوقت.
دفعت هذه القواعد البنوك الاوروبية إلى وضع استراتيجية مراجعة شاملة لأصولها لتحديد أولويات العمل لها خلال السنوات المقبلة وكانت من أولى ثمار هذه الاستراتيجية التخطيط للتخلص من محافظ قروض غير مرغوب فيها بقيمة 100 مليار يورو العام الجاري.
وأظهرت البيانات التى جمعتها شركة “برايس ووترهاوس كوبر” للمحاسبة أن قيمة مبيعات الأصول حتى الآن والصفقات التى فى طريقها للانتهاء خلال العام الجارى تحت الضغوط التنظيمية بلغت حوالى 83 مليار يورو، مقارنة بـ64 مليار يورو لعام 2013 بأكمله.
وقال ريتشارد طومسون، شريك فى شركة المحاسبة، لجريدة الفاينانشيال تايمز إن إجمالى المبيعات هذا العام قد يصل إلى 100 مليار دولار، خاصة وأن مديرى الصناديق فتحوا خزائن تمدها أنهارا من الأموال لشراء ما تهجره البنوك ضمن خطط إعادة هيكلة نشاطاتها، مضيفا أن إجمالى المبيعات سوف يبلغ ضعف ما كان عليه منذ عامين.
وتمثل فى أصول العقارات الأيرلندية المكون الأكبر للمبيعات التى تمت بالفعل هذا العام بالإضافة إلى محافظ ألمانية وأسبانية، وشكلت العقارات التجارية نصيب الأسد من المبيعات.
وأوضحت شركة المحاسبة أن عمليات البيع تلك لاتزال تمثل جزءاً صغيراً من مبلغ 2.4 تريليون يورو وهو إجمالى قيمة الأصول غير الأساسية التى يفترض أن تتخلص البنوك الأوروبية منها طبقا لقواعد اتفاقية “بازل 3”.
وفى الوقت نفسه، تكتسب المبيعات زخما فى ظل شهية المستثمرين لمحافظ قروض منطقة اليورو، بالإضافة إلى اضطرار البنوك لإعادة هيكلة ميزانياتها قبيل فحوصات البنك المركزى الأوروبي.
ويعتقد لى جالاوي، مدير محفظة فى “بيمكو” بقيمة 5.5 مليار دولار لتمويل شراء أصول البنوك فى الولايات المتحدة وأوروبا، أن أوروبا فى منتصف طريقها لدورة بيع أصول تمتد بين 7 و10 سنوات.
وأضاف جالاوى أن وتيرة بيع الأصول كانت بطيئة فى البداية ثم تسارعت خلال الاثنى عشر شهرا الماضيين، وتقلصت الفجوة بين أسعار العرض والبيع، وذلك يرجع جزئيا إلى إقبال المستثمرين القوى بالإضافة إلى زيادة وعيهم بما يدفعون من أجله.
وقال جالاوى إن الأصول التى يتم عرضها فى السوق تحصل على عروض شراء متعددة، وإن هناك الكثير من الأموال المخصصة للاستثمار فى مثل تلك الأصول.
وقال نيك أندرسن، محلل مصرفى فى بنك “بيرينبيرج”، إن بحث المستثمرين عن أصول عالية العائدات فى ظل الانخفاض الشديد فى أسعار الفائدة غذّى الإقبال على محافظ البنوك.
وقالت شركة المحاسبة إنه رغم أن معظم المحافظ تتكون من قروض متعثرة، فإن هناك زيادة فى نسبة المحافظ الجيدة، وشكلت القروض المنتظمة حوالى ربع الصفقات التى تم انجازها أو فى طور الإنجاز، بعد أن كانت نسبتها %15 إلى %20 العام الماضي.








