أصدر 86 عالماً وداعية سعودياً بياناً أعلنوا فيه دعمهم لقطاع غزة، مطالبين حركة حماس بعدم تقديم تنازلات سياسية، مشيرين إلى أن ما لم يستطع العدو انتزاعه في ساحة المعركة لا ينبغي أن ينتزعه بالمفاوضات السياسية.
وانتقد البيان الأصوات التي خرجت للتنديد بالحركة في الدول العربية، داعين الحركة إلى الحذر من “مكر العدو الإيراني” وحزب الله.
وأوضح العلماء في نص رسالتهم أن العالم يتابع ما تقوم به دولة يهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة، من حرب شرسة على المظلومين المستضعفين في قطاع غزة، مضيفين أن الحرب جاءت على خلفية حصار سياسي واقتصادي ظالم عانى منه هذا القطاع لأكثر من سبع سنين، وكان هدفه إخضاع القطاع لإرادة اليهود وترويضه ونزع روح الجهاد والمقاومة منه.
وتابع: “إلى أهلنا الصامدين في غزة، الذين نكبر فيهم ثباتهم وشموخهم وقوتهم وتضحياتهم الكبيرة شيوخاً ونساءً وأطفالاً، نوصيكم بأن تتسلحوا بالصبر والتقوى وعبادة الله، ونوصيكم بأن تكونوا ردءاً ونصيراً ﻷبطال المقاومة؛ تقطعون الطريق على المفسدين الذين يريدون أن يفرقوا صفكم ويفسدوا عليكم اجتماعكم”.
وأضاف البيان: “الرسالة الثانية: نوجهها إلى المجاهدين المرابطين في الثغور، الذين أذهلوا الصهاينة، بل العالم كله بصلابتهم وإنجازاتهم البطولية.. أحسنوا الظن بالله عز وجل وجردوا القصد له.. فلا تلتفتوا للدعوات النشاز التي يضج بها فضاؤنا الإعلامي وساحاتنا السياسية، فالمسلمون منها بريئون”.
ولفت البيان إلى أن المعركة التي تخوضها حركة حماس ملحمة ومعركة فاصلة في تاريخ الصراع مع إسرائيل، موصيا إياهم بـ “الثبات على الأمر، وعدم الاستسلام للضغوط المتتابعة من داخل الصف وخارجه، فما لم يستطع العدو انتزاعه منكم في ساحة المعركة فلا تسمحوا له بأن ينتزعه في المفاوضات السياسية”.
وحث البيان المقاتلين في غزة على التنبه إلى “مكر العدو الصفوي الإيراني وصنائعه كحزب اللات” – في إشارة إلى حزب الله – الذي قال البيان إنه “قد يستغل تخاذل حكومات العرب عن نصرة إخوانهم ليكسب ببعض المواقف تعاطف المغفلين من بعض أبناء أمتنا، وهو العدو الذي كشر عن أنيابه بسوريا والعراق، فكيف نثق به بعد كل ذلك؟!”
وختم العلماء بيانهم بانتقاد من وصفوهم بـ”المتصهينين العرب، الذين يشمتون بالمقاومة ويشوهون صورتها”، معتبرين أن المواجهات في غزة “كشفت عن الوجه القبيح لهؤلاء المنافقين من الساسة والمثقفين واﻹعلاميين” ورأوا في ذلك “خيانة للأمة، وسقوطاً في مستنقع التبعية والولاء للأعداء المحاربين”.
يذكر أن البيان حمل توقيع 86 من علماء السعودية، من بينهم عبدالله الغنيمان وسليمان التويجري وعبدالرحمن المحمود وناصر العمر وسليمان العودة وعلي الغامدي وفهد بن محمد بن عساكر وسعد الغنام ومحمد الدويش ومحمد اللاحم وفوزان بن عبدالله الفوزان.








