محمد القطان:%60 انخفاضاً فى الشراء خلال النصف الأول
بائع: نسبة السائحين الأجانب فى «خان الخليلى» لا تتعدى 3%
%200 مكاسب المنتج الصينى .. وتكاليف النقل ترفع الأسعار 25%
لايزال القطاع السياحى، يحصد مرارة الاضطرابات السياسية والأمنية التى شهدتها مصر عقب ثورة يناير حتى نهاية يونيو الماضى.. لكن شهرى يوليو وأغسطس الحالى، بدأت السياحة تشهد فيهما تحسناً ملحوظاً.
فالتراجع الضخم فى معدلات التدفق السياحى، وانكماش الحركة الوافدة، هو أصعب تحدٍ يواجه المحاولات الحكومية لاستعادة النشاط، وتشغل آلاف ممن يرتبط مصدر دخلهم، بطريقة أو بأخرى بالسياحة.
ويعتبر نشاط بيع العاديات والهدايا، الأكثر تضرراً فى القطاع، لأنه يعتمد على شريحة متميزة من السياح، أصبح حضورها إلى مصر فى السنوات الثلاث الأخيرة.. مستحيلاً.
هذه الأزمة يعترف بها محمد القطان رئيس غرفة السلع السياحية، كاشفاً أن الإقبال على شراء العاديات والهدايا السياحية من البازارات انخفض بنحو %60 فى النصف الأول من العام الجارى، مقابل الفترة نفسها من الأعوام السابقة.
أرجع رئيس الغرفة، سبب انخفاض الإقبال على الشراء إلى هبوط معدلات التدفق السياحى بعد الثورة حتى الوقت الحالى، فضلاً عن تدنى نوعية السائح الوافد مؤخراً.
لفت إلى أن انخفاض حركة شراء العاديات السياحية، أدى إلى غلق نحو 50 بازاراً حتى الآن، وتسليم تراخيصها لوزارة السياحة وتغيير النشاط بالكامل.
لفت إلى أن المنتجات المحلية التى تصنع يدوياً بدأت فى الاحتضار، رغم أنها ذات جودة عالية، مرجعاً ذلك إلى أن سعرها أغلى بنحو %40 مقارنة بالمنتجات الصينية المستوردة.. لذا لا تلقى إقبالاً كبيراً، خصوصاً أن طبيعة السائح الحالى منخفضة الإنفاق.
أشار إلى ضرورة مراعاة تلك الصناعات اليدوية كالنحاس والزجاج الملون والتماثيل الفرعونية قبل أن تبدأ فى الاندثار، باعتبارها حِرفاً يدوية ذات تاريخ ولابد من الحفاظ عليها.
أما منطقة «خان الخليلي» فلها خصوصية وبدأت تشهد حركة ونشاطاً بعد النصف الأول من العام، إذ قال صيام محمد، بائع بأحد البازارات – إن الإقبال على شراء العاديات والسلع السياحية، خلال الفترة الحالية غير مسبوق منذ يناير 2011، مرجعاً ذلك إلى توافد العرب على القاهرة خلال الأشهر الأخيرة.
ولفت إلى ارتفاع نسبة السائحين العرب بنحو %80 من إجمالى الإقبال على المنطقة، فى حين بلغت نسبة السائحين الأجانب %3، و%17 للمصريين.
وأكد أن السعوديين هم الأكثر إقبالاً على شراء السلع السياحية، كالآلات الموسيقية والأطباق النحاسية والملابس، فى حين يقبل الأجانب على شراء التماثيل الجرانيت والبازلت، والسلع الفرعونية بشكل عام.
وأضاف أن منطقة خان الخليلى لها موسمان خلال العام، الأول منذ بداية يوليو إلى نهاية سبتمبر، وهو خاص بالسائحين العرب.
والموسم الثانى من بداية العام حتى نهاية مايو، وفى تلك الفترة يتصدر المشهد السائح الأجنبي.
وأوضح أن الإقبال على المنطقة خلال أغسطس الماضى، وصل لأقل معدلاته بنسبة %80 مقارنة بالشهر الحالي، بسبب فض ميدان رابعة العدوية.
وقال إن أصحاب البازرات كانوا قد بدأوا فى تخفيض الأسعار بسبب الركود الشديد فى توافد السائحين، ولكن ارتفاع أسعار الوقود، أدى لارتفاع أسعار السلع السياحية خلال الفترة الحالية بنحو %25 بسبب زيادة تكاليف نقل البضائع من ناحية وانتعاش الحركة من ناحية أخرى.
بحسب بائع البازار، فإن المنتجات الصينية به لا يتجاوز حجمها %10، فى حين تبلغ نسبة المنتجات المصرية %90.
وأشار إلى أن انتشار المنتج الصينى خلال السنوات التى سبقت ثورة يناير، حتى منتصف 2012، أدى لتوقف العمالة المصرية التى تنتج السلع السياحية، حيث كان المنتج الصينى يسيطر على السوق بنسبة %75 من إجمالى المنتجات.
لكن المنتج الصينى انخفض معدل استيراده عن عام 2010 بنسبة تتعدى %50، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، ما قد يعرض المستورد للخسارة.
وأكد البائع أنه كان يحصل من المستوردين خلال 2010 على 100 قطعة من كل سلعة، ولكن حجم الاستيراد انخفض بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، وعاود الارتفاع بنسبة %80 خلال الشهرين الأخيرين اللذين شهدا انتعاشة سياحية فى خان الخليلى.
محمد خليفة بائع آخر من خان الخليلي، قال إن توافد السائحين خلال الشهرين الأخيرين سجل ارتفاعاً بنسبة %25 على الفترة نفسها من العام الماضي، ووصلت نسبة إقبال الأجانب خلال الفترة الحالية إلى %70 من حجم الوفود مقابل %30 للعرب.
وأكد أن السعودية وتونس والعراق فى صدارة المقبلين على الشراء من العرب، فى حين لوحظت كثافة فى الإقبال من جنسيات أمريكا الجنوبية وآسيا والصين وكوريا والبرازيل.
وأشار إلى أن المنتجات الصينية تمثل %90 من إجمالى مبيعاته، والمصرية %10، مضيفاً أنه لم يستورد أى سلع من الصين منذ يناير 2011 بسبب حالة الركود التى ضربت القطاع السياحي، ومعظم البضاعة المعروضة مخزنة من آخر صفقة استيراد عُقدت قبل الثورة.
وأشار إلى أن المنتج الصينى ردئ جداً مقارنة بالمصري، ولكن الفارق فى شكل المنتج الصينى الجيد من الخارج، بالإضافة إلى أن المستورد يلجأ للمنتج الردئ لأن مكسبه يصل إلى %200.
وطالب وزارة السياحة والمسئولين بتوفير المواد الخام لصناعة السلع السياحية بسعر مناسب، بعدما ارتفعت بنسبة %200 خلال السنوات الأخيرة.
قال خالد السيد، صاحب بازار بمنطقة خان الخليلي، إنه كان يستورد من الصين ثلاث حاويات كل عام قبل الثورة، تحتوى كلاً منها على 300 إلى 500 كرتونة سلع سياحية.
لكنه توقف عن الاستيراد منذ 2011 بشكل متقطع، مضيفاُ أنه يشترى بضاعته الآن من بعض المستوردين.
وقال إن أسعار الاستيراد من الصين ارتفعت خلال الفترة الحالية بسبب ارتفاع سعر صرف اليوان الصينى مقابل الجنيه المصري، من 76 قرشاً قبل الثورة إلى 130 قرشاً.
وأكد أن معدلات الاستيراد من الصين انخفضت خلال السنوات التى تلت الثورة بنسبة %70 بسبب تخوف المستوردين من ركود بضاعتهم جراء انخفاض حركة البيع والشراء التى تشهدها القاهرة وخان الخليلى بشكل خاص.
كتب: بسمة رجب
أحمد صبرى








