بينما كان المذيع يستعد للظهور لتقديم فقرته التالية على الهواء مباشرة على قناة دريم بعد التنويه عن محتواها قرر مسئول ما قطع البث ومنع إذاعة الحلقة، فى رسالة تأكيد على مستوى الحضيض الذى بلغته حرية الصحافة فى مصر. وأثارت القصة تغطيات كبيرة منذ حدوثها قبل يومين، واستهجاناً واسع النطاق من قبل الكثيرين الذين لم يبق أمامهم سوى وسائل التواصل الاجتماعى ليخوضوا عبرها مغامرة غير مأمونة العواقب للتعبير عن آرائهم.
الآن وبعد سلسلة طويلة من الانتهاكات فى مصر بحق الصحافة والصحفيين شملت الحبس والقتل والمنع، تعيد «البورصة» التذكير بموقع مصر على خريطة حرية التعبير فى العالم، وفى التقرير السنوى الذى تنشره منظمة «مراسلون بلا حدود» احتلت مصر المرتبة 159 من حيث حرية الرأى من بين 180 دولة.
وبينما تصدرت فنلندا التقرير، تذيلته اريتريا، وسبقتنا دول من قبيل العراق وباكستان وبورما من حيث حرية التعبير، بينما جاءت مصر سابقة على دول أخرى من قبيل سوريا وكوريا الشمالية وكوبا الشيوعيتين.
وسلطت «مراسلون بلا حدود» الضوء على التأثير السلبى للصراعات على حرية الصحافة، كما أوضح التقرير أن هناك تراجعا فى ترتيب غالبية البلدان التى أساءت استخدام «الحجة الأمنية» لملاحقة الصحفيين ومصادرهم حتى فى الدول التى من المفترض أنها ديمقراطية.
وفى بلدان الربيع العربى لم تسجل المنظمة الدولية أى تقدم بشأن حرية الصحافة. وقال المدير التنفيذى لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، كريستيان مير، إن التطورات المتسارعة التى عمت المنطقة زرعت آمالا من الصعب تحقيقها، فيما أثبتت التجارب السابقة أن تغييرا مفاجئا فى نظام الحكم نادراً ما قاد إلى تقدم مستمر.