«وسام فتوح»: البنوك اللبنانية تسعى للاستثمار فى السوق المصرى
أكد محمد بركات، رئيس اتحاد المصارف العربية، خلال مؤتمر الاتحاد الذى عقد الأسبوع الماضى بشرم الشيخ، على ضرورة بناء نظام مالى يمكن أن يتطور مع آليات الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن القمة التى عُقدت أبريل 2014 أكدت فيها مجموعة دول العشرين، أهمية دعم نمو قوى ومستدام ومتوازن.
كما أنها ركزت على أربعة عناصر، وهى تعزيز صمود المؤسسات المالية، وإنهاء نظرية «too-big-to-fail»، وتحويل صيرفة الظل إلى تمويل شفاف وقادر على الصمود، إضافة إلى تدعيم أسواق المشتقات المالية لتصبح أكثر أمناً.
وأشار «بركات» إلى أن هناك مبادرة أيضاً تبنتها دول مجموعة العشرين فى اجتماع القمة الاقتصادية الذى عقد فى واشنطن عام 2008، حيث التزمت الدول العشرون بإصلاحات جذرية للنظام المالى العالمي، بهدف تصحيح «التصدعات» التى أدت إلى الأزمة العالمية.
كما أن الأزمة المالية العالمية، أظهرت قيام المصارف العربية باستثمارات عالية المخاطر لا تتناسب مع قدرتها على تحمل تلك المخاطر، حيث بدأ أن العديد من المصارف لم يكن لديها رأسمال كاف أوسيولة كبيرة لدعم وضعية المخاطر التى طبقتها.
وأظهرت الأزمة أن عمليات تخطيط المصارف لرؤوس أموالها (Capital planning processes) لم تكن شاملة (Comprehensive)، وغير تطلعية (forward-looking) بشكل ملائم، أو مصممة على نحو كاف (Adequately formalized). ودفع هذا الواقع السلطات الرقابية حول العالم إلى وضع قواعد وشروط لتخطيط سليم لرأس المال.
وأوضح بركات أن هناك موضوعا فائق الأهمية، جرى التركيز عليه بعد الأزمة المالية العالمية، هو تطبيق الحوكمة فى المؤسسات المصرفية، نتيجة للمشاكل الكثيرة التى ظهرت فى ممارسات مجالس الإدارة، والإدارة العليا للمصارف، ومنها على سبيل المثال، المراقبة غير الكافية من قبل مجلس الإدارة، وإدارة مخاطر غير الكافية، واعتماد هيكليات ونشاطات معقّدة أو مبهمة، وممارسات التعويض والمكافآت.
ومن جانبه، قال وسام فتوح أمين عام اتحاد المصارف العربية، إن البنوك اللبنانية تسعى للاستثمار فى السوق خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن البنك المركزى المصرى مهتم بالقطاع المصرفى اللبنانى والسياسات النقدية هناك، التى استطاعت دفع احتياطى البلاد من العملة الأجنبية لمستوى 50 مليار دولار رغم الظروف التى تمر بها البلاد العربية.
أضاف فتوح، أن الاقتصاد المصرى بدأ مرحلة الانطلاق مدعوما من الاستقرار السياسى والأمني، إضافة الى السياسة النقدية الجيدة التى أرساها محافظ البنك المركزى المصرى هشام رامز، مشيرا إلى أن نجاح المنظومة البنكية المصرية فى جمع 64 مليار جنيه عبر شهادات استثمار قناة السويس.
أوضح أنه تم اختيار محافظ البنك المركزي، كأفضل شخصية قيادية بالعالم العربى هذا العام.. ومن المقرر تكريمه فى المؤتمر السنوى لاتحاد المصارف يومى 21 و22 نوفمبر المقبل بالعاصمة اللبنانية بيروت.
«فتوح» يرى أن أكبر مشكلة تواجه المصارف العربية فى الفترة المقبلة، هى القدرة على خلق وظائف جديدة ومحاربة البطالة عبر تمويل المشروعات الإنتاجية والتجارية الصغيرة والمتوسطة، فى ظل التمدد المستمر لمفهوم الرقابة الاحترازية ضد المخاطر، بحيث أصبح يشمل عميل البنك والأطراف الأخرى التى تتعامل مع هذا العميل.
ونقل «فتوح» عن كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولى، القول، بوجود أكثر من 200 مليون عاطل عن العمل فى العالم وهؤلاء يشكلون اذا ما تجمعوا أكبر خامس دولة.
وقال أمين عام الاتحاد، إن البطالة هى أكبر حاضنة للإرهاب الذى يجرى محاربة تمويله عبر التوسع فى الضوابط الرقابية، وبالتالى على الجهات الدولية البحث عن مخرج لتلك القضية الحساسة، لأن البنوك لابد أن تأخذ المخاطرة لكن بنسب محددة لا تزيد مثلا على 5 أو %6.
كما أن القطاع المصرفى يشكل نحو %64 من الاقتصاد الكلى للعالم العربى، ولديه أصول بنحو 3 تريليونات دولار.







