بوتين يتصدى لمعركة الإصلاح خوفا من انتقال العدوى إلى روسيا ..و%10 تراجعاً فى الاقتصاد الأوكرانى العام الجارى
تستدعى صور الموتى المقاتلين، والزهور فى وسط العاصمة «كييف» الأحداث المأساوية التى وقعت فى ميدان الاستقلال العام الماضى.
ولا تزال المدينة ينتابها الشعور بالصدمة والهزيمة حتى بعد اختفاء المتاريس والمعسكرات الشرطية، فى الوقت الذى تنتظر فيه اوكرانيا تداعيات نتائج الانتخابات البرلمانية التى أقيمت فى السادس والعشرين من اكتوبر الماضى.
ذكرت مجلة الايكونوميست، أن الطاقة والأمل فى بداية جديدة تم استنزافهما، ولكن الثورة مستمرة بسبب الحرب التى اودت بحياة 3600 شخص بالإضافة إلى ضياع شبه جزيرة القرم ومساحات واسعة من دونباس المنطقة الصناعية فى الجنوب الشرقى للبلاد .
وأضافت: «لم يكن هناك سوى القليل من الأخبار الجيدة وتخسر أوكرانيا وقتا ثمينا لإصلاح اقتصادها الذى يترنح على حافة الانهيار».
أفاد بافلو شيرميتا، وزير الاقتصاد الذى استقال بعد حصوله على المنصب بشهر بأن الحكومة بعد الثورة ضمت بعض النشطاء أثبتوا ضعفهم وافتقارهم إلى الخبرة والمهارات، الأمر الذى يدعو للرثاء.
تسعى الإرادة السياسية بتغيير نظام ما بعد السوفييتى فى البلاد، فى الوقت الذى تعزز فيه الانتخابات سلطة الرئيس بترو بوروشينكو، التى سوف تعطيه فرصة السيطرة على السلطة التشريعية.
أوضح فلاديمير جرواسمان، نائب رئيس الوزراء وحليف يوروشينكو أنه يجب علينا خلق نظام لا مركزى جديد للحكم، وإلا فلن يكون من الممكن القيام بأى إصلاح.
أشارت المجلة إلى أن الانتخابات لن تقوم بإصلاح النظام فى أوكرانيا حيث يعتبر النواب امتدادا للمصالح التجارية ويمكن بيعهم وشراؤهم. ومن المرجح أن يهيمن عليها وجوه النظام القديم مرتدية أقنعة جديدة فى برلمان جديد.
وقالت المجلة إنه يجب الدفع بأول جيل بعد الاتحاد السوفييتى إلى عالم السياسة لمواجهة تلك القوى وقد يفوزون بحوالى 20 مقعداً فقط فى البرلمان الجديد، ولكن هناك أمل فى قيامهم بنشر رسالة مكافحة الفساد.
يتدفق شباب اوكرانيا ممن تلقوا تعليمهم فى الغرب إلى الوظائف الناجحة فى الشركات الخاصة والبنوك الاستثمارية للمساعدة على بناء الدولة الجديدة، لكنهم سيواجهون عقبات هائلة حيث يعانى الاقتصاد الأوكرانى الكثير.
أفاد دانييل باسكو، الاستشارى لدى مجلس الاصلاح الوطنى بأنه عاجلا أو آجلا، سوف يواجه الإصلاح صراعاً مع أصحاب المصالح الخاصة ابناء الدولة العميقة، ولكن نتائج المعركة ذات أهمية وجودية لأوكرانيا.
يتسلح الإصلاحيون بمؤسسات جديدة، مثل مكتب مكافحة الفساد، والذى سوف يكون له سلطات إنفاذ القانون، بينما تواجه الطبقة السياسية الجديدة أيضا ضغوطاً هائلة من موسكو لأن نجاح الإصلاحيين بمثابة أسوأ كابوس لبوتين وسوف يفعل ما فى وسعه لوقف انتشار فكرة الاصلاح لروسيا.
فالفساد الأوكرانى حليف للكرملين وتعمل روسيا أيضا على تصعيد الضغوط من خلال المطالبة بالدفع المسبق للشحنات القادمة من جازبروم، شركة الغاز الروسية، فضلاً عن سداد الديون القديمة.
لم تشهد أوكرانيا حتى الآن الوطأة الكاملة للأزمة الاقتصادية، ولكن مع اقتراب فصل الشتاء سوف يظهر نقص الغاز.
ولا يمكن لأوكرانيا البقاء على قيد الحياة دون المساعدات الخارجية مع تقلص الاقتصاد بنسبة تصل إلى %10 العام الجارى، والتضخم عند %14، وذوبان الاحتياطيات بعيداً بالإضافة إلى تسديد الديون الخارجية.
وتتوقف هذه المساعدات على قدرة الحكومة على تحقيق تقدم فى الإصلاحات، بما فى ذلك رفع القيود وإزالة دعم الطاقة.







