%4.3 زيادة فى الإنفاق التكنولوجى.. ومخاوف من تزايد الاحتيال
وضعت البنوك الأمريكية ، تطوير التكنولوجيا المصرفية فى أولويات استراتيجياتها لعام 2015، خاصة مع حالة التفاؤل بالأعمال التجارية، وتزايد الحذر الأمنى من تعدد عمليات الاختراق.
وجاءت على رأس الأولويات التى تستهدف البنوك، زيادة الإنفاق عليها فى خططها التكنولوجية العام المقبل، ومجالات الأمن والتحليلات للعملاء والمصرفية الرقمية، وفقا لـ«الأميريكان بانكر».
وفى الوقت نفسه، تنخفض التكاليف الاساسية للحفاظ على تشغيل البنية التحتية التكنولوجية، بفضل توافر الأجهزة والبرمجيات.
قال المدير التنفيذى للمعلومات، نائب الرئيس التنفيذى للتكنولوجيا والعمليات فى شركة «فرست هوريزون» شركة الخدمات المالية الرائدة، «بروس لايفساى»، إن الامتثال والخدمات المصرفية الرقمية والتحليلات هى أعلى ثلاثة مجالات للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات فى البنوك العام المقبل.
وبشكل عام، توقعت شركة الأبحاث «أوفيوم» أن ترتفع المصروفات فى 2015 من جميع البنوك الأمريكية على تكنولوجيا المعلومات بنسبة %4.3 مقابل العام الماضى.
وقامت الشركة بمسح شمل 500 رئيس قسم لتقنية المعلومات وصانعى القرار لتكنولوجيا المعلومات بالقطاع المصرفى الأمريكى، حول ميزانياتها وأولويات خططها التكنولوجية.
وقال كيران هاينز، رئيس ممارسة تكنولوجيا الخدمات المالية فى شركة «أوفيوم»: «إننا نرى نموا فى الاستثمار فى قطاع التجزئة المصرفية، نتيجة تحسن وضع الاقتصاد الأمريكى منتصف العام»، مشيراً إلى أن ما تيقنت منه الشركة من البنوك والتجار، هو وجود تفاؤل فى المدى المتوسط بجانب تحول الإنفاق على الامتثال التكنولوجى إلى الاستثمار فى مشاريع من شأنها رفع معدلات النمو.
وأضاف هاينز، أن البنوك وضعت فى أولوياتها الاستثمار فى المشروعات البسيطة والعمليات السهلة والتركيز على الخدمات المصرفية والتجزئة.
ورغم ذلك، فإن بعض البنوك، مازالت عمليات الامتثال تستهلك جزءا كبيرا من الميزانية التكنولوجية. على سبيل المثال، شركة «فرست هوريزون» الوقت التى تستهلكه على التغييرات فى الامتثال التنظيمى يزداد، ما يضطرها الى تقليل الوقت والمجهود لبعض التغييرات الأخرى، وفقا للمدير التنفيذى للمعلومات، نائب الرئيس التنفيذى للتكنولوجيا والعمليات فى الشركة.
وأضاف أن هذا العام نمت عمليات الامتثال لتسجل %25، من إجمالى استثمارات البنوك التكنولوجية.
وبشكل عام، انخفض الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات كنسبة من إجمالى الأصول فى عام 2014، وفقا لتقرير من شركة الاستشارات «كورنور ستون أدفيزرز» التى تتابع 80 بنكا أمريكيا متوسط الحجم، ما يعكس حقيقة انخفاض تكاليف البرمجيات.
وقال «تيرى روش» شريك فى شركة «سكوتسديل» الاستشارية بولاية أريزونا، إن البنوك أحسنت عند اتخاذ تسعير المنتجات التكنولوجية، مثل خدمات الحوسبة السحابية والتى لديها تكلفة منخفضة، ما يسمح بإتاحة الأموال لمزيد من الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات.
ويمثل «الموبايل بانكنج» و«أون لاين بانكنج – الخدمات المصرفية عبر الانترنت»، أهم المجالات التى ستركز بنوك أمريكا الشمالية الإنفاق عليهما فى تكنولوجيا المعلومات العام المقبل، وفقا لشركة «أوفيوم».
وتوقعت الشركة، أن تنمو خدمات «الموبايل بانكنج» فى البنوك بنسبة %7.5، والـ«أون لاين بانكنج» %7 العام المقبل.
وقال «بروس لايفساى»، إن المصرفية الرقمية قناة مهمة عن أى وقت مضى، وهى تشمل التجزئة والمصرفية التجارية عبر الانترنت، والموبايل بانكنج، ومصرفية ATM، وبعض طرق الدفع الجديدة مثل «آبل باى».
وقال «يعقوب جيغر»، مدير الأبحاث فى شركة «سيلنت» للأبحاث والاستشارات التكنولوجية للخدمات المالية إنه يرى كثيراً من البنوك تصمم مواقع إلكترونية، وتطور التطبيقات اللوحية وتحسن من أنظمتها المصرفية عبر الانترنت، مشيراً إلى أن هذا يتفق مع رؤية الشركة فى السنوات الماضية.
أما «هاينز» فقال إن إدارة الثروات من أبرز مجالات اهتمام مبادرات المصرفية الرقمية، خاصة أنه فى هذه الإدارة، العميل الثرى والأصغر سنا، يميل إلى أن يركز استثماراته فيها.
وأضاف رئيس ممارسة تكنولوجيا الخدمات المالية فى شركة «أوفيوم» أن صناعة إدارة الثروات، تحولت من مجرد عمليات استثمارات تقليدية للعميل، إلى أن أصبح العميل أمامه اختيارات للاستثمار فى الخدمات الرقمية، وإتاحة بعض الاختيارات أمام العملاء الأثرياء.
وتعتبر ثانى أولوية للبنوك فى الإنفاق التكنولوجى، هى تحليلات العملاء فى العام المقبل، وتوقعت «أوفيوم» أن ترفع البنوك الأمريكية إنفاقها على تحليلات العملاء بنسبة %5.8 مقابل العام الماضى.
قال هاينز، إن هناك اهتماما كبيرا لدى البنوك، فى إيجاد حلول تجذب عملاء جدداً وزيادة حصول العميل الواحد على أكثر من منتج مصرفى.
وأضاف أنه إذا علم البنك بما يفعله ويهتم به عميله فى الوقت الحالى، يستطيع معرفة المنتج التالى الذى يمكن أن يركز ويهتم به العميل ويوفره له، مشيراً إلى أن التحدى الذى يواجه معظم البنوك فى الوقت الحالى الحصول على هذه الرؤية الموحدة للعميل، مضيفا أنه حال قيام البنوك بهذه العملية يأتى التحدى الآخر المتمثل فى تحويل المعلومات عن العملاء الى تحسين فى المنتجات المقدمة.
وقال «لايفساى» المدير التنفيذى للمعلومات، نائب الرئيس التنفيذى للتكنولوجيا والعمليات فى شركة «فرست هوريزون»، إن الشركة تركز على استخدام المعلومات لتحويلها الى رؤية عملية، وأن هذه طريقة جديدة للاستثمار التكولوجى.
وأضاف أن الشركة تستهدف تقديم الرؤية العملية الجيدة الى المصرفيين عن علاقاتهم مع العملاء وعن ربحيتهم الاقتصادية المحتملة.
وتوقع «جيغر» مدير الأبحاث فى شركة «سيلنت» زيادة كبيرة فى إنفاق البنوك على مبادرات تكنولوجيا الأمن والاحتيال بين البنوك الأمريكية لعام 2015.
وأرجع السبب وراء زيادة الإنفاق على تكنولوجيا الأمن بالبنوك، إلى استمرار المؤسسات المالية فى محاربة المحتالين من خلال جميع المجالات، مشيراً إلى أن هناك المزيد من الابتكارات لعمليات الاحتيال وأنها تتطور بسرعة.
كما أن توفير الخدمات الرقمية يعتبر منفذا جديدا للاحتيال، مضيفا أنه حال اتخاذ البنك قرارا بإطلاق تطبيق جديد لـ«الموبايل بانكنج»، فإنه ليس من الصعب توقع قيام شخص بكسر النظام وتحويل الأموال خارجه.