في الاونة الاخيرة تراجعت اسعار البترول بشكل لافت للنظر ما اثر بشكل سلبي على العديد من البورصات العربية و الغربية، ولكن ما تأثير تراجع اسعار البترول على الاقتصاد القومي ؟.
اعدت مؤسسة “وثيقة” ورقة بحثية عن تأثير تراجع اسعار النفط على الاقتصاد المصري اذا ما استمرت لفترة زمنية طويلة سنتين على الاقل، مع الوضع في الاعتبار تجربة لإنخفاض أسعار البترول في أواخر 2008 تحديداً في يوليو 2008 وإنخفض السعر من 133 دولار للبرميل إلى 41 دولار للبرميل في أقل من 6 شهور ثُم عاود الإرتفاع في أبريل 2011 إلى 123 دولار للبرميل اى عاود السعر الارتفاع بعد سنتين و10 شهور.
1- دعم المواد البترولية
طِبقاً للبيان المالي عن مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2014/2015 فأن دعم المواد البترولية 100 مليار جنيه تقريبا، منهم 50% من الدعم للديزل فى حين باقى النسبه موزعه بنسب متقاربه على باقى المواد , واسعار الديزل لم تنخفض الا بنسبه 30% فقط طبقا لبورصه ناسداك في حين ان اسعار البترول انخفضت ما يقارب 50%.
اذا تم اعاده حساب الدعم الموجة للمواد البترولية وفقا للاسعار الجديدة للبترول سنجد انه سيتحقق وفر في الدعم بقيمة 50 مليار جنيه .
دعم المواد البترولية السنة السابقة 2013/2014 بلغ حوالي 130 مليار جنيه وتأمل الحكومة الحالية في القيام ببعض الإجراءات الإصلاحية التي تؤدي إلى خفض الدعم بقيمة 30 مليار جنيه وبالتالي توقعت الحكومة أن يصل الدعم المطلوب إلى حوالي 100 مليار جنيه وبُناءاً عليه فان انخفاض اسعار البترول بهذه النسب الدراميه تجعل من الصعب على الحكومه زياده اسعار البنزين الفتره القادمه فلا يوجد مبرر حيث اقتربت اسعار البيع من التكلفه .
بسبب تأخر الحكومة المصرية في اجراء الاصلاحات التى قد اعلنت عنها من تعميم الكروت الذكية للمنتجات البترولية و الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فان هذا سيزيد من قيمة الدعم الموجه للمواد البترولية ل 115 مليار جنيه اي بزيادة 15 مليار جنيه عن المقرر، ليصل بذلك اجمالي ما توفره الحكومة من استمرار انخفاض اسعار البترول ل 35 مليار جنيه
2- الهيئة العامة للبترول :.
طِبقاً للبيان المالي لمشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2014/2015 فإن المُمول من الهيئة العامة للبترول مُوزع كالآتي” ضرائب على الدخل على الهيئة العامة للبترول 31.665 مليار جنيه- ضرائب على الدخل على الهيئة العامة للبترول – الشريك الأجنبي 22.593 مليار جنيه – الإتاوة على الهيئة العامة للبترول 3.175 مليار جنيه – فائض الهيئة العامة للبترول 42.749 مليار جنيه – جمارك على إستيراد البترول 4.6 مليار جنيه – بإجمالي 104.782 مليار جنيه” .
هذه الإيرادات مُرتبطة بأسعار البترول فإذا إنخفضت أسعار البترول بديهي أن تنخفض إيرادات الهيئة العامة للبترول فى حين ان نفقات الهيئه كما هي وبالتالي يتوقع في أحسن الأحوال أن تنخفض الضرائب والجمارك بنسبة 30% على الأقل وبالتالي تتأثر الموازنة بالسالب بحوالي 31 مليار جنيه على الأقل .
3- السياحة :
طِبقاً للمجلة الإقتصادية الصادرة عن البنك المركزي المصري المُجلد تمثل دول الشرق الأوسط 14 % من أعداد السائحين والدول الأوروبية 74%، فاذا كان اجمالى عدد السائحين فى عام 2013 حوالى 10.5 مليون سائح منهم 2.4 مليون سائح روسى ونتيجه لانخفاض اسعار البترول بنسبه 50% فان الروبل الروسى انخفض بنسبه 50% تقريبا امام جميع العملات بما فيهم الجنيه المصري (من 60 روبل للدولار الى 30 روبل للدولار) وهذا يؤثر على عدد السياح القادمين لمصر خلال الفتره القادمه وبالتالى انخفاض الدخل من السياحه ليس فقط كقيمه ولكن كعمله صعبه ايضا .
4 -العمالة في الخارج :
طِبقاً لتقرير البنك المركزي فقد بلغت تحويلات المصريين في الخارج 18.7 مليار جنيه، تمثل الدول الخليجية 46.3 % من تحويلات المصريين في الخارج، أي حوالي 8.6 مليار جنيه تحويلات من دول الخليج .
نظراً للعجز المُتوقع في ميزانيات هذه الدول فقد يجعلها تلجأ إلى تخفيض الإنفاق على المشروعات التي تقوم بها , ولكن اغلب الحكومات الخليجيه اعلنت عن اعتماد موازنتها للعام القادم دون اى تخقيضات وبالتالى يتوقع ثبات رقم تحويلات العاملين فى الخارج.
4- التنقيب والبحث عن البترول :
لا شك ان انخفاض اسعار البترول ستؤثر على خطط الشركات العالميه فى التنقيب عن البترول سواء داخل مصر ام خارجها وستعيد هذه الشركات مراجعه خططها التوسعيه خلال الثلاث سنوات القادمه بل ربما يؤثر على التنقيب الحالى مما يؤثر بالسلب على قطاع البترول بدرجه او اخرى
6- المُستفيدون والمُتضررون من إنخفاض الأسعار وعلاقتهم بالإقتصاد المصري
اغلب الدول المتضرره من انخفاض اسعار البترول هى الدول الخليجيه وروسيا وهى دول داعمه للاقتصاد المصرى فى ازمته الحاليه فهل يبقى الدعم كما هو متوقع ام يقل بدرجه او اخرى المعلن حتى الان انه لاتغيير فى خطط دعم الاقتصاد المصرى لذا نحتاج الى الانتظار لنرى.
7- عوامل اخرى :
انخفاض اسعار البترول و باقي المواد البترولية ينعكس على اسعار السلع التي تدخل فيها هذه المواد بالانخفاض كالسجاد والبلاستيك والبتروكيماويات و كثير من السلع فضلا عن انخفاض تكلفة النقل عالميا و هذا ما حدث فعلا في بورصة السلع في الولايات المتحدة ، معنى ذلك ان مصر ستستفيد من هذا الانخفاض حيث تصل الواردات الثانوية الى 60 مليار دولار تقريبا لكن المكون البترولي في هذه السلع لا نستطيع تحديده و مع ذلك فان الاثر لا شك ايجابي و تأثيره جيد في توفير العملة الصعبة.
البند
|
التأثير
|
ملاحظات
|
دعم المواد البترولية
الهيئةالعامة للبترول
السياحة
العمالة فى الخارج
التنقيب عن البترول
الدعم الخليجى
الواردات المصرية
|
+ 35 مليار
31 مليار
2 مليار
ثبات
غير محدد
ثبات
غير محدد
|
ايجابى
سلبى
سلبي
استقرار
سلبى بخلاف تأثير العملة الصعبة
استقرار
ايجابي بخلاف تأثيره على العملة
|