الأسواق الناشئة فرصة لجنى الأرباح وتحذير من المضاربة فى الذهب
عندما رحل عام 2014 كان من البديهى أن نقيم الاستثمارات التى قادت النمو وتزّعمت عملية الانتعاش الاقتصادى فى هذه الفترة، ومع مطلع العام الجديد حان الوقت المناسب لنتطلع إلى الأمام والبحث فى عام 2015 ومحاولة إدراك أفضل وأسوأ الأفكار لمحبى الاستثمار الذكى.
ففى 2014 ازدهرت الأسهم الأمريكية، على الرغم من تراجعها فى سبتمبر وأكتوبر، مدعومة بالنمو القوى للأرباح واستمرار التحفيز النقدى من مجلس الاحتياطى الفيدرالى وحصد مؤشر ستاندرد اند بورز 500، عائدات إجمالية وصلت إلى %10.35 حتى الوقت الراهن منذ الرابع عشر من نوفمبر الماضى.
وتمّثلت المفاجأة فى مؤشر السندات باركليز، الذى حصل على لقب فائز السندات، حيث ارتفعت مؤشراته فى الولايات المتحدة بعد إنتاجه عائداً بنسبة %5.19 خلال تلك الفترة.
جاء ذلك فى الوقت الذى تراجع فيه الذهب والبترول، مع هبوط الأول %1.8، وانخفاض الثانى أكثر من %45.
وبالنسبة للعام المقبل فسوف تتجه جميع الأنظار إلى مجلس الاحتياطى الفيدرالى لمعرفة ما إذا كان يعتزم رفع أسعار الفائدة ومتى سيبدأ فى رفعها.
ويتفاءل خبراء الاستثمار بأسواق الأسهم الدولية، مثل أسهم الشركات الأمريكية الصغيرة، والشراكات الرئيسية المحدودة، واستراتيجيات سوق الاستثمارات البديلة السائلة من جهة ويحذرون من جهة أخرى من هبوط أسعار سندات الخزانة والذهب، ذات العائد المرتفع، واستثمارات الدخل الثابت.
الأسواق الأجنبية جاذبة للاستثمار
أشار خبراء الاقتصاد إلى أنه رغم ارتفاع سوق الأسهم فى الولايات المتحدة العام الماضى، فقد تعثّر العديد من الأسواق الأجنبية، مما يجعلها فرصة مغرية للشراء فعلى سبيل المثال، أنتج مؤشر الأسهم الأوروبية « إم إس سى أى » عائد سلبى وصل إلى %7.5 حتى الوقت الراهن.
وأفاد تايلور قانغ، مدير إدارة الثروات المالية لدى «افينسكى وكاتز فلودز» فى ولاية فلوريدا الأمريكية بأن أداء أوروبا جاء خلف الولايات المتحدة على مدار ثلاث سنوات فى السياسة النقدية ومن المرجح الدفع ببرنامج التيسير الكمى لإبقاء الأمور مستقرة.
وأضاف قانغ، نرى أن سوق الأسهم الأوروبى عليه حقا تطبيق برنامج التيسير الكمى، حتى لو كان لا يعمل إلى الآن، وبذلك تصبح أوروبا فرصة لمن يتحمل تطبيق هذا البرنامج فالأمور قد تزداد سوءاً قبل أن تتحسن.
ويشيد جاك ألبين، كبير مسئولى الاستثمار فى بنك «بى إم أو» الخاص فى شيكاغو، بأسهم الأسواق الناشئة ويقول «إنها رخيصة، والجميع يكرهها» وانخفض مؤشر الأسهم MSCI للأسواق الناشئة %8.9 لمدة ثلاثة أشهر حتى الخامس من نوفمبر الماضى ولكن لاتزال فرص النمو الاقتصادى كبيرة فى هذه الأسواق.
أسهم الشركات الأمريكية الصغيرة والمتوسطة الحجم
أوضح نيك كولاس، كبير الاستراتيجيين لدى شركة كونفيركس، فى نيويورك أنه من المرجح استمرار انتعاش الاقتصاد الأمريكى فى العام المقبل، بنمو قدره 2.5 إلى %3، فى الوقت الذى لايزال أداء الاقتصاد الأوروبى ضعيفاً جدا.
وأضاف كولاس، عادة ما تجنى الشركات الصغيرة معظم إيراداتها محليا، فى الوقت الذى تنتج فيه الشركات الكبيرة بين 20 و%30 من عائداتها من الدول الأوروبية ولذلك ينبغى على المستثمرين التركيز على الشركات الصغيرة بمزيد من التعرض للشركات الأمريكية.
ويأتى ذلك رغم تراجع أداء مؤشر أسهم الشركات الصغيرة «راسيل» 2000 دون الأداء العام الماضى، فى حين أنتج مؤشر استاندرد اند بورز 500 عائداً %12.4، مقارنة براسيل 2000 الذى حصد عائداً %2 فقط.
ولهذه الأسباب، على المستثمرين أن يسّلطوا الضوء على الشركات الصغيرة مع مزيد من التعرض للشركات الأمريكية.
الشراكات الرئيسية المحدودة
وتتألف الشراكات الرئيسية المحدودة، التى يتم تداولها مثل الأسهم، فى معظمها من شركات تخزين البترول والغاز أو مرافق النقل، خاصة خطوط الأنابيب.
ويقول تيم غيرسكى، كبير مسئولى الاستثمار فى سولاريس لإدارة الأصول فى نيويورك، إن البناء التدريجى من البنية التحتية للطاقة فى الولايات المتحدة سوف يستمر، بغض النظر عما يحدث لأسعار البترول فى الوقت الراهن.
وأضاف أن مالكى أسهم الشراكات الرئيسية المحدودة يتفاوضون على عقود طويلة الأجل لنقل البترول والغاز ويتم حاليا بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء تعمل على الغاز الطبيعى، خاصة فى الجنوب الشرقى وفى النهاية، سوف تسمح الحكومة لصادرات واسعة النطاق من البترول والغاز.
الاستثمارات البديلة السائلة
أوضح جو جينينغز، مدير الاستثمارات لدى «بى ان سى» لإدارة الثروة فى بالتيمور، أنه يجب على المستثمرين النظر فى توزيع الاستثمارات التى تنطوى على هذه الاستراتيجيات التى تتكون عموماً من الاستثمار فى صناديق الاستثمار المشترك مثل صناديق التحوط، فهى ليست صناديق أسهم وسندات طويلة الأجل فقط ولكنها سائلة ويمكن تداولها بسهولة أكبر بكثير من صناديق التحوط.
ومن الأمثلة على ذلك أموال الأسهم القصيرة والطويلة، السوق المحايد، والعقود الآجلة المدارة، وصناديق السندات غير التقليدية ويشمل صندوق الثروة «بى ان سى» للعقارات والسلع أيضا.
ويقول جينينغز إن الاستثمارات البديلة السائلة تهدف إلى أن يكون لها ارتباط بالأسهم والسندات المنخفضة وتوفر التحوط ضد التقلبات، مع إضافة المزيد من الاستقرار فى المحفظة الخاصة بك وهى ذو أهمية كبيرة خاصة فى ضوء التقلبات الأخيرة.
سندات الخزانة ضحية ارتفاع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى
ارتبكت سندات الخزانة العام الماضى وتوقع معظم الاقتصاديين أن العوائد سوف ترتفع بسبب إطاحة مجلس الاحتياطى الفيدرالى ببرنامج التيسير الكمى، وتعزيز النمو الاقتصادى ولكن استمرت سياسة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطى الفيدرالى التى خفضت العائدات.
وأشار تيم غيرسكى، كبير مسئولى الاستثمار فى سولاريس لإدارة الأصول فى نيويورك إلى وجود إجماع بين المحللين على أن البنك المركزى سيبدأ زيادة أسعار الفائدة فى منتصف عام 2015، وهذه أخبار سيئة لسندات الخزانة التى ارتفعت منذ عام 1981.
وأضاف أن متوسط توقعات صانعى القرار يتمثل فى أن سعر الفائدة لدى بنك الاحتياطى الفيدرالى سينتهى العام المقبل على %1.27 ارتفاعا من صفر إلى %0.25.
الذهب يقع تحت الضغط
وأشار جاك ألبين، كبير مسئولى الاستثمار فى بنك «بى إم أو» الخاص فى شيكاغو إلى انخفاض أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات لتصل إلى 1.131.24 دولار للأوقية فى السابع من نوفمبر، والتى تضررت بدافع قوة الدولار وضعف التضخم ويعتقد استمرار الأسعار فى نفس الاتجاه العام الجارى.
يؤذى الدولار القوى الذهب حيث يتم تسعير الذهب بالدولار، الأمر الذى يجعله أكثر تكلفة بالعملة الأجنبية وانخفاض التضخم يضر الذهب لأنه يستخدم كوسيلة للتحوط ضد ارتفاع الأسعار.
وارتفع الدولار على مدار سبع سنوات مقابل الين وسجل أعلى مستوياته فى عامين مقابل اليورو فى وقت سابق من الشهر الماضى بدعم الأداء المتفوق للاقتصاد الأمريكى مقارنة مع غيره من الاقتصادات المتقدمة مثل أوروبا واليابان.
وأوضح ألبين، أنه بالنسبة لمعدلات التضخم فقد ارتفعت أسعار المستهلكين فى الولايات المتحدة %1.7 فقط فى 12 شهراً حتى سبتمبر ومستوى الذهب الحالى لايزال ينذر بارتفاع معدل التضخم مع استعداد الاحتياطى الفيدرالى لتشديد سياسته النقدية.
ويتوقع ألبين، أن بنك الاحتياطى الفيدرالى سوف يدعم زيادة معدلات الفائدة العام المقبل ويبدو أنه على استعداد لرفع أسعار عاجلاً وليس آجلا فارتفاع معدلات الفائدة يضر الذهب، كما أنها تحد من التضخم تعزز الدولار.
الاستثمارات ذات العائد المرتفع والدخل الثابت
تحذّر فريدريكسون، الوكالة الرائدة فى تحصيل الديون والمخطط المالى المستقل، من الوصول إلى كثير من العائدات فى محفظة الدخل الثابت الخاصة بك فى وقت تسجل فيه أسعار الفائدة انخفاضاً تاريخياً.
وأضافت أن سنداتك الخاصة تهدف إلى التنوع ويوجد عدد قليل من الاستثمارات التى لها ارتباط سلبى للأسهم تحتاج إلى أن تكون على استعداد لقبول عوائد متواضعة.
فلو كان اختيارك الاستثمار فى السندات ذات العائد المرتفع، فليكن فى أحد الأصول التى تشبه الأسهم وذلك لأن نفس العوامل التى تحرك الأسهم المتمثلة فى القوة الاقتصادية ونمو الأرباح تعمل على تحريك السندات ذات العائد المرتفع.
وتوصيك وكالة فريدريكسون، إذا كنت تتطلع إلى كسب الدخل المرتفع فينبغى عليك البحث خارج عالم الدخل الثابت فى حصص الأسهم وصناديق الاستثمار العقارى.