أفاد تقرير الطروحات الأولية للربع الأخير من العام الماضى الذى أصدرته شركة «إرنست أند يونج» بأن الشركات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلق خطط طرح أسهمها للاكتتاب العام فى أعقاب تقلبات السوق الناجمة عن تراجع أسعار البترول.
وقال رئيس خدمات استشارات الصفقات فى «إرنست أند يونج»، فيل جاندير، رغم أن هناك سلسلة من الطروحات الأولية فى عام 2015، فإن الشركات تتبنى نهج الانتظار حتى استقرار الأسواق.
وأضاف التقرير أن الشركات فى المنطقة جمعت 11.5 مليار دولار من 27 اكتتاباً فى عام 2014، مما يعد أربعة أضعاف 3 مليارات دولار جمعتها الشركات جراء 25 طرح أولى فى عام 2013، وهو ما جعل سوق الطروحات الأولية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأفضل العام الماضى منذ عام 2008.
ويثير انخفاض أسعار البترول إلى النصف قلق بعض الشركات فى الشرق الأوسط، التى تعتمد اعتماداً كبيراً على النشاط الاقتصادى الذى يحفزه الإنفاق الحكومى، فمع خفض السعودية الإنفاق الحكومى، بدأ القطاع الخاص العام الجديد متوجساً، ويتوقع المسئولون ارتفاع أسعار البترول فى النصف الثانى من العام الجارى، ولكن يتوقع بعض المحللين إعادة ضبط الأسعار بشكل دورى، مما يؤدى إلى سنوات من الأسعار المنخفضة.
وأضاف جاندير أن المستثمرين فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيستمرون فى حذرهم ما لم تستقر أسعار البترول، وستواصل الشركات الإقليمية تحليلاتها منتظرة استقرار تقلبات الأسعار قبل إطلاق طروحاتها الأولية.
وقال رئيس خدمات استشارات الصفقات فى «إرنست أند يونج» إن الشركات التى تخطط لطرح أسهمها مازالت متفائلة على المدى المتوسط، إذ ترى أن انخفاض أسعار البترول مؤقتاً، كما تؤمن أن الحكومات فى المنطقة ستحافظ على التزاماتها نحو الإنفاق الاجتماعى فى أعقاب اضطرابات الربيع العربى، كما أنها ستستمر فى تقديم مشروعات جديدة فى مجالات الصحة والتعليم والنقل.
ويذكر أن السعودية والإمارات العربية المتحدة كانتا أكثر أسواق الطرح الأولى نشاطاً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ جمعت الدولتان حوالى 10 مليارات دولار، وكان اكتتاب البنك الأهلى التجارى هو الأكبر فى تاريخ المنطقة وثانى أكبر اكتتاب عالمياً فى عام 2014.