ساهم انهيار أسعار البترول في دفع منطقة اليورو نحو مزيد من الانكماش، وهو ما عزز قرار البنك المركزي الأوروبي التاريخي بالبدء في برنامج شراء السندات لتجنب موجة خطيرة من انخفاض الأسعار في المنطقة.
وأفاد مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” أن الأسعار تراجعت بنسبة 0.6% في السنة المنتهية في يناير، وهو ما يعد أقل نسبة لها منذ إنشاء منطقة العملة الواحدة.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن تكاليف الطاقة، التي تشكل نحو عُشر سلة البضائع المستخدمة في قياس التضخم، تراجعت بنسبة 8.9% خلال العام الماضي على خلفية انهيار أسعار خام برنت بما يقرب من 60%.
وتراجع التضخم الأساسي- الذي يستثني السلع المتقلبة مثل الغذاء والطاقة- إلى مستوى قياسي جديد بلغ 0.6% وهو انخفاضا من 0.7% في ديسمبر الماضي، ويعد هذا الاخفاض في معدل التضخم الأساسي مقلقا خاصة وأنه يعكس على نحو أفضل ضعف الطلب المحلي.
ويخشى الاقتصاديون أن تزيد معدلات البطالة المرتفعة في منطقة اليورو من الضغوطات الواقعة على الأسعار، حيث ظلت معدلات البطالة مرتفعة عند 11.4% بانخفاض بنسبة 0.1% فقط عن شهر نوفمبر، وذلك وفقا للبيانات التي أصدرتها “يوروستات” يوم الجمعة، وهو ما يعد أكثر من ضعف معدلات البطالة في الولايات المتحدة.
ويذكر أن المركزي الأوروبي سوف يشتري شهريا سندات حكومية وأوراق مالية مدعومة بالأصول وسندات الشركات بقيمة 60 مليار يورو بدءا من شهر مارس حتى شهر سبتمبر 2016 للتصدي لموجة طويلة من الانكماش تهدد بالقضاء على انتعاش الاقتصاد المتعثر في المنطقة.