عشرات الحرف اليدوية فى مصر توارثتها الأجيال، حاملةً معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال، للدقة والإتقان. ورغم أنها فى طريقها للانقراض فى ظل غزو «الماكينة»، فإن هناك من يحاول تطويرها، لتبقى متميزة بين الصناعات الأخرى، ومن بين هؤلاء عصام الشربانى، خريج كلية التجارة الخارجية، الذى التحق بكلية الطيران، وعمل ضابطاً لفترة ثم تركها من أجل الحرف التى أتقنها منذ نعومة أظافره فى العاشرة من العمر، حصل على دورات تدريبية فى الخياطة والرسم، وبدأ فى إعداد رسومات بعض تصميمات الملابس وشراء الخيوط من مصروفه الشخصى، ونفذها بإضافة بعض التطريز لتصبح أكثر جمالاً.
شرع عصام بعد ذلك فى تطوير الفكرة مستعيناً بعدد بسيط من العمال، ثم شراء ماكينتين للخياطة، وتوسع فى المشروع، بإعطاء تصميماته للورش الفنية لتوزيع المنتجات، إلى أن افتتح مصنعاً فى منطقة الهرم برأسمال 30 ألف جنيه بتمويل ذاتى.
وأوضح أن الحرف اليدوية تعتبر من المشروعات متناهية الصغر تبنى على هوايات أصحابها، والتى يمكن تطويرها ودخولها فى إطار الميكنة.
وقال عصام، إن أبرز التحديات التى تواجه الصناعات الحرفية هو توفير قنوات تسويقية للمنتجات، وهو ما تفتقده الحرف اليدوية، ما يعمل على تعطيل دوران حركة رأس المال للمشروع.
وأضاف أن الهدف من المشاركة فى معرض فيرنكس، أنه أحد أهم أبواب التسويق للعالم الخارجى، ويهدف إلى تغطية السوق المحلى والتصدير، وقياس صدى وإعجاب العملاء بالمنتجات.
وأوضح أن مصنعه يعد التصميمات والتطريز باليد على الملابس والشنط الحريمى والمفروشات، ويحتوى على 4 ماكينات، و7 عمال، وتفتقد المهنة العمالة المدربة التى يحاول تأهليها.
وتسعى الشركة الى توفير قنوات تسويقية خارج وداخل مصر لسرعة دوران رأس المال، ولم تلجأ إلى التمويل من الصندوق الاجتماعى؛ نظراً للشروط التى يضعها، فضلاً عن أن الشركة لا تحتاج تمويلاً، ولكن إلى تسويق.
ويرى أن التسويق الإلكترونى غير مجد، خاصة أن المشغولات اليدوية لابد أن ترى بالعين، وليس عن طريق شاشة، كما لم تثبت المواقع الإلكترونية نجاحها.
ومن بين الذين يعملون على تطوير الحرفة هدى رياض، صاحبة مصنع للمفروشات والملابس، خريجة معهد فنى صناعى، ورثت فن المشغولات اليدوية من أمها، وبدأت منذ ثلاثة أعوام بشراء ماكينة صغيرة بـ1300 جنيه، وبدأت بتفصيل ملاءات الأسِرة فى منزلها.
وأضافت أنها بدأت العمل بتنفيذ طلبات منزلية بالقطعة، وانتشر عملها من خلال توطيد علاقتها وشبكة معارفها، إلى أن أجرت توسعات بمشروعها من خلال شراء 5 ماكينات، واستئجار شقة صغيرة، مشيراً إلى التزامها بمواعيد التسليم وحرصها على تقديم أسعار مناسبة.
وكان من أبرز التحديات التى واجهتها عدم توافر عمالة ورفض ثقافة العمل بورش فنية صغيرة وانخفاض الرواتب أو عدم ثابتها، بالإضافة إلى تعدد الهيئات الرقابية والروتين الحكومى للحصول على الأوراق الرسمية، مطالبةً بضرورة تطبيق قوانين تحمى الصناعات الصغيرة وتضمن لها حقوقها.