يُلاحظ أن النوادل يسألون الزبائن ما إذا كانوا مهتمين بتناول الحلوى عقب وجباتهم أم لا، بدلاً من عرض قائمة لمختلف أنواع الحلوى التي لديهم، ويرجع ذلك إلى أن الكثير من المطاعم لا تحقق هامشاً ربحياً من تقديم الحلوى للزبائن، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في مشكلة تتعلق بالتكاليف، وفقاً لما جاء في تقرير نشره موقع “كريستيان ساينس مونيتور”.
وفي هذا الصدد، كتب أستاذ الاقتصاد بجامعة “جورج ماسون” “تايلور كاون” مقالات مستفيضة عن اقتصاد الطعام لصحيفة “واشنطن بوست” من خلال الإشارة إلى أنه لا يعتقد أن العديد من المطاعم تستفيد حينما تطلب زبائنها تقديم حلوى.
ومن الصعب على الكثير من المطاعم تحقيق أرباح ضخمة من بيع الأطعمة، وتحاول جاهدة تقديم أنواع وسلع متنوعة – لاسيما المشروبات – ولكن مع الحلوى، يكون من الصعب إدرار أموال لأن المكونات والعناصر التي تستخدم في صناعتها ليست رخيصة الثمن غالباً كما أنها في حاجة لأن يكون مذاقها متميز.
وعلى الرغم من ذلك، نادراً ما يرغب الزبائن في الإنفاق على حلوى غالية الثمن بعد تناول وجبة طعامهم الرئيسية، وبالتالي يجب أن تكون الحلوى رخيصة الثمن، وهو ما يكون غير مربح لأصحاب هذه المطاعم، ولا يتعلق الأمر بذلك فقط ، فإن إدارة تلك المطاعم تريد دوماً أن ينهي العميل تناول وجبته سريعاً قدر الإمكان، لكي يفسح المجال لما بعده.
وعلاوةً على ذلك، فإن طلب تناول الحلوى عقب الوجبات يضيع الوقت ولا يشكل فارقاً كبيراً في الفاتورة إلا إذا طلب العميل أنواعاً مرتفعة الثمن، ولكن أغلب المطاعم تخسر أموالاً إذا ظل الزبائن لنصف ساعة إضافية لتناول حلوى عقب وجبتهم.
ويتطلب تقديم قائمة حلوى جاذبة، أن يعين المطعم متخصص في هذه الأنواع، ويكون بشكل مستقل عن مسئولي الطهي المعتادين ، ومن أجل توفير نفقات ذلك يلجأ بعض أصحاب المطاعم إلى طلب حلوى من مصدر خارجي متخصص في ذلك، ويتم إطلاعه على الطلبية المرغوبة بمواصفات معينة، وهو ما يكون مكلفاً.
وبناءً على ذلك، يعد تقديم الحلوى معضلة للمطاعم – لاسيما التي تقدم الوجبات السريعة – أما التي تكون متميزة وفاخرة وذائعة الصيت، فإنها لا تمانع توفير هذا النوع بأسعار مرتفعة الثمن حيث لا تحتاج لأن يتناول الزبائن وجباتهم سريعاً لإفساح المجال، فهي مكلفة بالفعل.
وكالات








