لعل من أهم مآسى هذا الوطن أننا أصبحنا ننشغل باتفه الأمور لا بأعظمها.. فمازلنا أكثر شغفاً بالقصص والحكايات عن فلان وعن علان.
وبغباؤهم المعتاد شغل الإخوان أنفسهم ومعهم الشعب بما يسمى بالتسريبات وبدلاً من أن يركزوا فى قضيتهم وكيفية عودتهم للمشهد السياسي.. شغلوا الناس بحكاوى السيسى ومدير مكتبه.
ويحاولون بهذه التسريبات الوقيعة بين النظام الحالى ودول عربية مرة والمرة الأخيرة مع رجال الأعمال.. وبعيداً عن صحة هذه التسريبات أو عدم صحتها فإن سوء الظن والنية فيها وفى من أذاعها.
وقد كان الأكثر دهشة فى التسريب الأخير ليس ما قاله السيسى وعباس كامل ولكن ما قاله مذيع قناة «مكملين» التى تتولى إذاعة هذه التسريبات ان يتم الزج باسم جريدة «البورصة» وان رئيس مجلس إدارتها كان أحد أعضاء حملة الرئيس السيسى الانتخابية وان الجريدة نشرت تقريراً اعتبره مذيع القناة كأنه وثيقة أو دليل على ان الجريدة التى نشرت تقريراً صحفياً عن اتجاه بعض رجال الأعمال لدعم السيسى فى الانتخابات ان هذا التقرير كأنه يعبر عن دعم الجريدة للسيسي.
وقبل ان أؤكد ان زميلنا مصطفى صقر لم يكن عضواً فى الحملة الانتخابية للسيسى وأنه ليس رجل أعمال ولا رئيساً لمجموعة شركات كما قال المذيع.. وللأسف ما قيل عن «البورصة» فى هذه القناة قاله البعض منذ فترة قصيرة بأن «البورصة» تعارض النظام الحالى بل ذهب البعض ليقول إننا إخوان وتوزيع التهم علينا مرة بأننا من أصحاب اليمين ومرة بأننا من أصحاب الشمال ليؤكد دائماً على حيادية موقفنا والتزامنا بقواعد المهنة التى ضاعت فى كثير من الممارسات الحالية للإعلام للأسف..!
فنحن نطبق القواعد المهنية منذ صدورنا ولعل القاصى والدانى فى الوسط الصحفى وأوساط البيزنس يعرفنا جيداً أننا لم نستغل أحداً ولم نبتز أحداً ولم نكن موالين لأحد.. لنا طريق واحد وهو ان نكون حيادين فى نقل المعلومة أو طرح القضايا ليس لدينا موقف من أحد ضد أحد.. ولقد دفعنا ومازلنا ندفع ثمن عدم موالاتنا لأحد فلسنا أعضاء فى امبراطوريات الإعلام الموجودة حالياً التى يملكها الفريقان المتنازعان.. وإعلام الفتنة لا يعرف المهنية فإنه لا يتحرى الدقة فيما يقوله أو ينشره بل للأسف قد تجد نفسك متهماً مرة بأنك من اتباع الفريق اليمين ومرة من اتباع الفريق الشمال وان كان هذا يؤكد أنك لست مع هذا ولا ذاك ولسنا من الخلايا النائمة ولا الصاحية.
وقد يكون الأفضل لهذا الإعلام إن كان يريد مصلحة لهذا الوطن ان يعود عن هذا الطريق الملئ بالالغام والدماء ويغلب مصلحة شعبه وان يدعو للعودة ولم الشمل وليس للوقيعة والتحريض على القتل أو الابتزاز واستغلال المواقف السياسية.
فيا أصحاب المواقف ويا مردوخات الإعلام اتركوا الإعلام الأبيض يجد له مكاناً فى هذا الوطن ليكون طاقة نور وسط ظلام الفتنة الدامس.








