ميليشيا مسلحة تمهل العمالة المصرية 48 ساعة للمغادرة وحظر عبور الشاحنات منفذ السلوم
شركات الكهرباء تعلق أعمالها ووقف تبادل الطاقة و«المقاولون العرب» تطالب بمليار جنيه تعويضاً
«الخارجية» تناشد المصريين فى ليبيا سرعة العودة إلى مصر و«الطيران» تستعد
انتشار القوات المسلحة فى المحافظات لمعاونة الأجهزة الأمنية
قصفت طائرات حربية مصرية فجر أمس مواقع للتنظيم الإرهابى « داعش » فى مدينة درنة الليبية فى رد على ذبح 21 مصرياً فى ليبيا.
وقال المتحدث العسكرى فى بيان صباح أمس «إنه تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطنى وارتباطاً بحق مصر فى الدفاع عن أمنها والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد قامت قواتكم المسلحة فجر يوم الاثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم « داعش » الإرهابى بالأراضى الليبية».
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطاب تليفزيونى منتصف ليل أمس الأول وعقب بث فيديو يظهر ذبح 21 مصرياً على يد ميليشات مسلحة صرح بأن «مصر تحتفظ بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص، من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية»، وأضاف «لقد دعوت مجلس الدفاع الوطنى للانعقاد فوراً وبشكل دائم، لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها».
وأوضح السيسى أنه طلب من مجلس الوزراء تطبيق قرار منع سفر المصريين إلى ليبيا بحزم شديد، والوقوف إلى جانب أهالى الشهداء، وكلف وزير الخارجية، سامح شكرى، بالتوجه إلى مجلس الأمن للمشاركة فى المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب ووضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته.
وبعد الضربة العسكرية التى وجهتها القوات المسلحة المصرية لمواقع تنظيم « داعش » أمهلت ميليشيات مسلحة إسلامية ليبية، العمالة المصرية، فى ليبيا 48 ساعة، لمغادرة الأراضى الليبية، تجنباً لتعرضهم لأعمال انتقامية- على حد تعبيرهم- رداً على الغارات العسكرية المصرية.
وقال تحالف فجر ليبيا، فى بيان له:«نوجه نداءنا لكل العمالة المصرية المتواجدة حالياً بليبيا بضرورة مغادرة ليبيا فى زمن أقصاه 48 ساعة حفاظاً على سلامتهم من أى أعمال انتقامية أو كيدية، من شأنها زيادة تأجيج الوضع بين الشعبين الشقيقين».
وتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكاتدرائية المرقصية، والتقى البابا تواضروس الثانى، وقال إن الشعب كله مجروح مما حدث باستهداف 21 مصرياً فى ليبيا، لافتاً إلى أن المحن تزيد قوة الشعب، مؤكداً أن الدولة والقوات المسلحة ستثأر لأبنائها.
وتلقى رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، اتصالاً من نظيره الليبى عبدالله الثنى، قدَّم خلاله الأخير تعازى الشعب الليبى لمصر قيادة وشعباً فى شهداء الوطن، الذين راحوا ضحية العمل الإجرامى الخسيس على أيدى تنظيم « داعش » الإرهابى، مشيراً إلى أن وفداً ليبياً برئاسة نائب رئيس الوزراء، سيصل للقاهرة، لتقديم واجب العزاء.
وقال الثنى، خلال الاتصال إن «ليبيا تقف قلباً وقالباً مع مصر، فمصيرنا مشترك، ونقف فى صف واحد لمواجهة الإرهاب»، مُثمناً الضربات الجوية للقوات المسلحة المصرية التى استهدفت مواقع ومراكز تخزين تابعة لتنظيم «داعش» فى مدينة درنة الليبية، مؤكداً التنسيق الكامل بين البلدين لدحض الإرهاب.
وأعلن المتحدث العسكرى- مساء أمس- عن انتشار عناصر من القوات المسلحة فى جيمع محافظات الجمهورية لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية وذلك تنفيذاً لقرارات مجلس الدفاع الوطنى ومعاونة الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
وقرر ائتلاف شركات الكهرباء المصرية العاملة فى ليبيا وقف أعمالها، وقال المهندس يوسف حربىن العضو المنتدب لشركة «كهروميكا»، إن الائتلاف المكون من «إيلجيكت» و«كهروميكا» و«هايديلكوا» انتهى من %95 من أعمال الربط الكهربائى، بين سرت وأجدابيا وبنغازى، بطول إجمالى 670 كيلو متراً على الجهد 400 كيلو فولت، وكان المتبقى نحو 6 أشهر فقط للانتهاء من أعمال المشروع الذى يعد ضمن منظومة الربط الكهربائى العربى.
أضاف لـ«البورصة»، أن الائتلاف أرسل خطابات لوزارتى الخارجية والمالية الليبيتين، لحفظ حقوق الشركات المالية، بسبب توقف العمل فى المشروع، وتجنب إرسال أى عمال إلى ليبيا حفاظاً على أرواحهم من أعمال العنف والإرهاب.
وقال مسئول بوزارة الكهرباء، إن الربط الكهربائى مع ليبيا متوقف تماماً منذ فترة بسبب أعمال العنف التى تشهدها البلاد، وكان يتم تبادل 200 ميجاوات خلال ساعات الذروة بين ليبيا ومصر، من خلال خط الربط المصرى بجهد 220 كيلوفولت.
وقدمت شركة المقاولون العرب مذكرة إلى الحكومة الليبية، تطالب فيها بتعويض عن الخسائر التى تكبدتها منذ اندلاع الثورة الليبية فى 17 فبراير 2011، وتخطت مليار جنيه.
وقال المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة الشركة، لـ«البورصة»، «ننتظر رد الحكومة الليبية الحالية على كيفية صرف التعويضات المستحقة عن حرق المقار والمعدات والاستيلاء على البعض الآخر، إضافة إلى مستحقات عن أعمال تم تنفيذها».
وقدر اللواء أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أعداد المصريين الموجودين فى ليبيا خلال الفترة الحالية بما يتراوح بين 200 و250 ألف مصرى، بعد الأحداث الدامية التى طالتهم، مقابل مليون شخص متوسط عدد المصريين العاملين، قبل اندلاع الثورة الليبية، وهذا العدد يمثل تقديره الشخصى، وغير مدعم بإحصائية من الجهاز.
وكشفت الدكتورة ناهد العشرى، وزيرة القوى العاملة، عن الترتيبات التى تقوم بها مع بعض شركات القطاع الخاص، لاستيعاب أعداد من هؤلاء العائدين فى بعض المشروعات الجارى إنشاؤها، وخاصة فى المجالات المتماثلة أو المتقاربة مع مجالات عملهم السابق فى ليبيا، فضلاً عن تخصيص فرص عمل لأقارب الشهداء المصريين، وإبلاغ عائلاتهم بهذا الإجراء الاستثنائى.
أشارت إلى بدء حصر الأضرار والخسائر العمالة المصرية بليبيا، والناجمة عن عودتهم الاضطرارية، تمهيداً لمعالجة مسألة التعويضات مع السلطات الليبية عند استقرار الأوضاع هناك.
وأوقفت شركة «النساجون الشرقيون» سفر موظفيها إلى ليبيا، على خلفية الأحداث الأخيرة التى تشهدها الجارة الغربية لـ«مصر».
وقالت إنجى الديوانى، مديرة علاقات المستثمرين، إن إدارة شركتها قررت حظر سفر العاملين بها إلى ليبيا تحت أى مسمى، وقف نظام التسليمات«Door to door» التصدير إلى ليبيا، على أن يتم تسليم المبيعات فى مصر، ويتولى المستورد الليبى مهام التوصيل والنقل إلى بلاده.
قالت مصادر بشركة «السويدى إلكتريك»، إن أعمال العنف التى تشهدها ليبيا تسببت فى ركود حركة أعمال الشركة هناك.
وقال سامح الحفنى، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، إن الشركة بدأت الاستعداد لتلقى أية تعليمات من وزارة الخارجية أو تكليفات من رئاسة الجمهورية لإجلاء المصريين من ليبيا.
وأضاف لـ«البورصة» أن الشركة تحصر الطائرات المتاحة من الأسطول والطرازات التى يمكن استخدامها فى إجلاء المصريين من ليبيا.
وقال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث الرسمى بوزارة الخارجية، لـ«البورصة»، إن الوزارة مستمرة فى توفير وسائل إجلاء المصريين عبر نقلهم من مطارات ليبية وتونسية، بتنسيق مع وزارتى الطيران والدفاع، وناشد المصريين سرعة العودة من ليبيا حرصاً على سلامتهم.








