أجمع غالبية الإعلاميين القائمين على تغطية فعاليات مشروع حفر قناة السويس الجديدة على أن هناك تقصيرا واضحا في تغطية وتوثيق هذا المشروع العملاق، وأن الأمر كان يتطلب التعامل معه بشكل مميز وبفكر غير تقليدي نظرا لكونه أكبر مشروع لتحريك الرمال في العالم، ولتأثيره على حركة التجارة العالمية ، وأنه كان لابد من توثيقه بالشكل اللائق والذي يؤدي إلى فخر الأجيال القادمة بما تم حاليا كما نفخر نحن بمن حفر القناة الحالية.
وقال هاني عبد الرحمن مدير مكتب “المصري اليوم ” فى الإسماعيلية إن مشروع قناة السويس الجديدة يعد أضخم مشروع لتحريك الرمال في العالم، وفقا لوصف رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وأن التغطية الإعلامية كانت هناك ضرورة لتتناسب مع هذا العمل الضخم، خاصة من جانب الدولة، يتلائم مع هذا الحدث الجلل.
ورأى أن مثل هذا الحدث كان لزاما أن يتمتع بتوثيق إعلامي دقيق، وأنه كان على الوزارات المعنية خاصة الإعلام والثقافة توثيق هذا الحدث التاريخي، عن طريق الوسائل المرئية، وتسجيل أفلام توثق تاريخ إنجاز عظيم جديد يصنعه المصريون بأيديهم، خاصة وأن مثل هذه الأحداث لا تتكرر في حياة الإنسان أكثر من مرة.
ولفت إلى أن مشروع بهذا الحجم قام الشعب بتوفير التمويل اللازم له في وقت قياسي، وتشرف على إتمامه شركات مصرية كان لابد وأن يحظي باهتمام إعلامي مضاعف.
وأكد عبد الرحمن أن التغطية الإعلامية الجيدة لهذا المشروع كان سيكون لها أكبر الأثر على الصعيد السياسي، حيث يمكن استخدامها على المستوى السياسي، حيث سيتم من خلالها إبراز الجهود المبذولة من قبل القيادة السياسية الجديدة من أجل رفعة الوطن ودفعة نحو بناء اقتصاده على دعائم قوية بمشروعات قومية كبيرة، لافتا إلى أن المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية استعانوا بفيديوهات خاصة به أثناء زيارة الرئيس لنيويورك، ليوضحوا للعالم حقيقة ما يحدث في مصر من مشروعات قومية عملاقة، معتقدين إن هذه القنوات رسمية.
وأوضح هاني – وهو أول موثق للمشروع وهو المؤسس لـ 5 قنوات على موقع الفيديوهات (youtube) بينهم 2 باللغة الإنجليزية تحتوي على مواد فيلمية تتناول كل لحظة من المشروع وترصد كافة الزيارات التي قام بها أبرز المسؤولين إلى موقع الحفر- أنه كان على الدولة أن تهتم بهذا بدلا من الجهود الفردية.
ودعا الدولة إلى أتخاذ خطوات سريعة وعاجلة للحاق بما تبقى من المشروع، والعمل على توثيقه بالشكل اللائق، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الجبال التي كانت في موقع الحفر وما وصل إليه المشروع حاليا من إبحار لنشات في القناة الجديدة يعبر عن إنجاز عظيم، ويدفع كل المتابعين إلى الانبهار بشأن ما تحقق على أرض الواقع، ملمحا إلى ضرورة إشراك الشعب وإعلامه بهذه الجهود ليفخر بدولته وقواته المسلحة التي تشرف على الحفر.
وشدد هانى على أن التغطية الإعلامية الدقيقة للمشروع تعد الوسيلة المثلي لقطع الطريق أمام مروجي الشائعات، ومن يحاول هدم الدولة عبر تثبيط الهمم.
أما محمود الكيلاني الصحفي بجريدة “الدستور”، وأحد المعدين بقنوات “الحياة “أكد أن مشروع حفر القناة الجديدة كان يفترض وأن يتمتع بتغطية مميزة، خاصة وأن المشروع ليس منفردا، بل يتم بالتزامن من الحفر العديد من المشروعات على التوازي، مثل إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة وهو ما يتطلب مجهودات فريدة، تبذلها القوات المسلحة، فكان هناك ضرورة لأن يتم إلقاء الضوء على كل مايحدث.
وأوضح الكيلانى أن لوسائل الإعلام – بكافة أشكالها المقروء والمسموع والمرئي – حاليا دورا كبيرا داخل المجتمع سواء بالسلب أو الإيجاب، فكان من الممكن استخدامها وتوظيفها بشكل يخدم المشروعات المزمع إنشاؤها.
وأضاف أنه عند انطلاق المشروع كان هناك غياب في التواصل مع الإعلاميين، خاصة من جانب هيئة قناة السويس، وكان هناك تعامل بفكر وظيفي تجاه الإعلام، إلا أن الهيئة اتخذت مؤخرا إجراءات جديدة تساهم في تسهيل عملية التغطية الإعلامية.
ورأى أن مثل هذا المشروع كان لابد وأن يتم فيه التواصل مع كافة وسائل الإعلام، بمختلف أنواعها – خاصة أو حكومية أو إقليمية ودولية- نظرا لتأثير المشروع الدولي، فهو حاليا محط أنظار العالم، لافتا إلى أن تواجد التغطية المستمرة سيكون له أكبر الأثر على المشروع، ويدحض محاولات البعض تعطيله.
وأضاف أن التواصل مع وسائل الإعلام بشأن بعض النشاطات الخاصة بالمشروع من زيارات رسمية وغيرها كان يتم متأخر نسبيا، وهو يفقد الصحفي القدرة على تحضير أدواته، لتغطية دقيقة، وملمة، واصفا ما يتم حاليا من تغطية بشأن المشروعات بالـ” منقوص”.
وأكد الكيلانى أن عمليات التوثيق لها فوائد كبيرة، حيث تستخدم في مواجهة من يرغب في التشكيك بشأن المشروع أو من يحاول التقليل من الجهد المبذول على أرض الواقع أوالنيل من نجاح المشروع وإمكانية إتمامه.
وألمح إلى أنه كان من المفترض ن تكون التغطية الإعلامية، متواكبه وهذا الرهان العالمي بشأن إتمام وجدوى المشروع من جانب المؤيدين أو المعارضين.
ورأى أن على الدولة والقائمين على المشروع اتخاذ إجراءات عدة من أجل تلافي ملاحظات الماضي، منها سرعة توصيل المعلومات الخاصة بالمشروع إلى الإعلام، والعمل المستمر على تسهيل مأمورية الإعلاميين والصحفيين، لخدمة المشروع وإيصال الحقائق بشأنه، منوها إلى أن الإعلام شريك أساسي في هذا الحدث.
وقال نصر عبده مدير تحرير موقع “البوابة نيوز”، إن هذا المشروع العملاق كان يتطلب مجهودا خاصا، من جانب وسائل الإعلام يتناسب مع أهميته بالنسبة لمصر وشعبها، خاصة وأن المسئولين والقائمين على المشروع طالبوا مرارا بضرورة إبراز الإعلام للإنجازات التي تتحقق على الأرض يوميا، من أجل طمأنة الشعب على مشروعة القومي الجديد، ورفع معنوياته، حيث ينظر الشعب إلى هذا المشروع على أنه الحلم والأمل الجديد.
وأشار إلى أن هناك خطأ من قبل وسائل الإعلام يحدث عند تغطيتهم للأحداث، فلا تسعى كافة الوسائل إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرئيسية، لافتا إلى شائعة الوفيات نتيجة انهيار جسر ترسيب والتي ارتكبتها إحدى وسائل الإعلام والتي كان لها مردود سلبي في مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجيه الانتقادات إلى المشروع بشأن وسائل السلامة المتبعة فيه.
وأوضح أن الإعلام الرسمي هو من يتحمل مسؤولية التقصير والذي كان من المفترض أن يقوم بدعم المشروعات التي تنفذها الدولة، وأن يتابعها لحظة بلحظة، خاصة وأن الإعلام الخاص له توجهات محددة تعتمد على مالك الوسيلة.
وطالب الإعلام بضرورة توفر حسن النية تجاه المشروع والعمل على دعم الجوانب الإيجابية فيه و تحري الدقة عند نشر إي جوانب سلبية، وعدم تصيد الأخطاء وتضخيمها.
من جانبها قالت فاتن عثمان مديرة تصوير بإحدى القنوات الفضائية، إن التغطية الإعلامية لمشروع قناة السويس الجديدة كان يحظى سابقا –مرحلة الحفر الجاف – باهتمام إعلامي كبير، إلا أن هذا الأمر تراجع دون أسباب واضحة، مشيرة إلى أنه من الواجب وجود تغطية إعلامية يومية للوقوف على أخر المستجدات التي تطرأ على هذا المشروع الكبير، خاصة وأنها لمست تطورا كبيرا على أرض الواقع، لأنها من المترددين على الموقع خلال فترات متباعدة.
وأكدت وجود تقصير إعلامي تجاه المشروع، لافتة إلى وجود وفود شعبية مستمرة بأرض المشروع من كافة المحافظات وهو ما يعكس مدى الاهتمام الشعبي به، وهو ما يجعل لزاما على وسائل الإعلام الاهتمام به.
وأشارت إلى تراجع دور نجوم المجتمع في الحضور إلى المشروع ومتابعته، موضحة أن لهذه الفئة تحديدا قدرة على تحريك وسائل الإعلام لأنها تهتم بأخبارهم، ويمتد تأثيرهم إلى جميع شرائح المجتمع ودفعهم إلى الاهتمام والمتابعة والزيارة، كما أشارت إلى أنه لم يتخذوا أي خطوة على أرض المشروع من أجل تنشيط الزيارات إليه أو متابعته من قبل الشعب.
وأوضحت أن تتابع وتلاحق الأحداث في مصر أدت إلى تراجع بعض القنوات عن التواجد المستمر في موقع المشروع نظرا لضعف إمكاناتها،وقلة العاملين فيها، مشيرة إلى أن التليفزيون المصري فقط حاليا هو ما يمتلك القدرة على تخصيص فريق كامل للتواجد المستمر بموقع المشروع.
وناشدت المسؤولين على المشروع ضرورة إنشاء مكتب إعلامي يتم من خلاله مد الإعلاميين بكافة البيانات والمعلومات التي تستجد على المشروع بصفة دائمة، نظرا لضخامة المشروع وأهميته بالنسبة لمصر والعالم أجمع.
أكد السيد إبراهيم مساعد رئيس تحرير “الأهرام” ومدير مكتبها في الإسماعيلية أن هناك قصور إعلامي واضح في تغطية هذا الحدث الذي قلما يحدث في مصر، مشيرا إلى أنه حال ربط هذا الحدث بتواريخ أخرى سيتضح أن حفر القناة الحالية كان بالقرن التاسع عشر ونحن الأن في القرن الحادي والشعرين، وهو ما يشير إلى أن عملية التوثيق والتغطية الإعلامية كانت دون المستوى المطلوب وما يتلائم مع هذا المشروع العملاق.
وأوضح أنه حال القيام بتغطية دقيقة ومستمرة ورصد وإذاعة كافة الاعمال التي تتم على أرض الواقع، ستتغير وجهة النظر تماما تجاه المشروع، في ضوء الشائعات والتشكيكات بشأن الجدوى الاقتصادية للمشروع، لافتا إلى أن القصور في التغطية ناجم عن تقصير مشترك بين بعض الجهات.
ورأى أن هناك دعوات توجه إلى الصحفيين لحضور مؤتمر أسبوعي، للوقوف على أخر تطورات المشروع إلا أن هذا لا يعد كافيا، داعيا وسائل الإعلام إلى تعويض ما فات عن طريق تكثيف حجم الاهتمام خاصة وأن المشروع تبقى أقل من نصف المدة المقررة لاتمامه.
وناشد المسؤولين إلى ضرورة الاهتمام على التصوير الجوي، ودعوة العديد من الفنانيين التشكيليين إلى رسم لوحات تعبر عن هذا الإنجاز، وابتكار طرق جديدة توثق هذا الحدث الضخم.
أ ش أ








