شكرى: الانضمام للقوة المشتركة سيكون اختيارياً ولن يتم إجبار أى دولة على المشاركة فيها
وافق القادة العرب من حيث المبدأ على تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمواجهة تزايد عدم الاستقرار فى المنطقة، بعد قيام قوات التحالف الذى تقوده السعودية بحملة قصف واسعة ضد المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.
وذكرت بلومبيرج، أنه تم إعلان القرار فى ختام اجتماع القمة العربية فى شرم الشيخ، بعد جلسات استغرقت يومين هيمنت عليها الأزمة اليمنية، والفوضى فى ليبيا والتهديد المتزايد الذى يشكله المتشددون.
وقال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، فى تلاوة البيان الختامى إن الحكام العرب سوف يناقشون القوة المشتركة بالتفصيل.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، أنه ستتم دعوة مسئولين عسكريين من الدول الأعضاء، تحت إشراف رؤساء أركان حرب الجيوش، خلال شهر لبحث آلية إنشاء القوة على أن ترفع نتائج مباحثاتهم إلى مجلس الأمن العربى خلال ثلاثة أشهر، وسيتم تحديد إطار زمنى محدد لرسم تشكيل القوة.
وقال مسئولون مصريون إنه من المقرر أن تضم القوة بين جنباتها 40 ألفاً من أفضل القوات المدعومة بطائرات مقاتلة وسفن حربية، ولم يتضح حتى الوقت الراهن أى الدول الأعضاء فى الجامعة على استعداد للمساهمة فى هذه القوة المقترحة.
وذكرت الوكالة أنه منذ فترة طويلة راودت الفكرة الرؤساء العرب، على الرغم من أن المنافسات الإقليمية التى أحبطت مراراً وتكراراً الجهود لإنشاء مثل هذه القوة، وروّج السيسى للفكرة منذ عدة أشهر، وسط الإحباط العربى إزاء عدم وجود عمل دولى حاسم للتدخل فى ليبيا.
وأضافت أن الدافع وراء هذه الفكرة الرغبة من بعض الدول فى المنطقة لتخفيف مخاطر عدم الاستقرار السياسى التى ظهرت فى السنوات الأربع الماضية.
وقال كامل عبدالله، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العملية فى اليمن تسلط الضوء على الحاجة إلى وجود آلية تدخل دائمة.
وأضاف أن تفاصيل القوة العربية الجديدة، وآليات القيادة وعملها، سوف تحدد قدرتها على البقاء.
وذكرت رويترز، أن إعلان القادة العرب فى قمة شرم الشيخ تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة من اليمن إلى ليبيا قد فشلت مرات عديدة وتحطمت خطط مماثلة من قبل لتحقيق نتائج ملموسة فى العالم العربى المنقسم.
وأضافت أن القرار يبعث رسالة واضحة بأن الدول العربية يمكن أن تتفق على خطة دفاع عن نفسها وتتعهد بإرسال البعثات السريعة والفعالة وقت الأزمات».
وأوضح السيسى، أن القوة العربية المشتركة سوف يشرف عليها قوة موحدة من قبل قادة عاملين فى القوات المسلحة العربية.
وأكد وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، فى مؤتمر صحفى، أن القوة العربية سوف تكون اختيارية ولن يتم إجبار أى دولة على المشاركة فيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشتد فيه الصراعات فى اليمن وليبيا، بينما تدخل الحرب الأهلية فى سوريا عامها الخامس وتواجه فيه مصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان تمرداً للمتشددين الإسلاميين.
واستولى تنظيم الدولة داعش، على مساحات شاسعة من العراق وسوريا وولدت جماعات منشقة فى أنحاء العالم العربى. بالإضافة إلى سعى الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى لإنهاء صفقة نووية مع إيران، وهذه العملية تقلق العديد من القادة العرب حيث سيتم من خلالها زيادة النفوذ الإقليمى لإيران الشيعية.
وأكدت رويترز، على أن الفوضى فى ليبيا قد تكون أول اختبار حقيقى للقوة الموحدة إذا تدخلت فى بلد يعانى فصائل متحالفة مع حكومتين، تسعى للسيطرة على الأراضى والبترول والمرافق الحيوية.