بقلم: محمود القصاص
إذا فقدت الهدف ما عليك إلا أن تعود خطوة للوراء لرؤية هدفك وعدم الإنخداع بالنتائج الثانوية لتقدمك حتى وإن كان فيها بعض المكاسب الآنية التي قد تعيقك لبلوغ هدفك.
خلال حرب أكتوبر 73 طلب المشير الجمسي رئيس الأركان وقتها من الرئيس الراحل أنور السادات تطوير عمليات الهجوم ونقل القوات لتحقيق مكاسب عسكرية قال الجمسي في مذكراته أن السادات رفض الفكرة وواصل التقدم بإتجاه هدفه وهو عودة الأرض, ولم يكترس بإنهاء الحرب ملحقاً بعدوة خسارة كبيرة قد تكون فخراً عسكرياً إلا أنها ستمنعة عن إسترداد سيناء أو إطالة زمن التفاوض مختصراً الطرق للوصول لهدفة وهو ما تكرر في ثغرة الدفرسوار وعادت قواته أيضاً خطوة للوراء ولكن الهدف لم يكن الحرب ولكن الأرض.
هل تخطط الحكومة لجمع الأموال عبر الضرائب أم جذب الاستثمارات كما أعلن خلال المؤتمر الإقتصادي والذي أخذ وقتاً طويلاً للترويج ونجح في لفت إنتباه العالم والمستثمرين للخطوات التي تسعى الحكومة من خلالها لإستقطاب هذه الاستثمارات.
تدفق رؤوس الأموال إلى مصر في هيئة استثمارات أفضل بكثير من التبرعات والإعانات فهو الوصول للنهر نفسه سعياً لمعدلات توظيف أعلى وموارد أكبر وفرص للنمو وزيادة الإحتياطيات النقدية عبر أنشطة مستدامة فلا يجب أن تنظر الحكومة تحت قدميها وتركز على النتائج الثانوية من زيادة حصيلة الضرائب والذي يعتبر بئر ماء في طريق الوصول للهدف.
المستثمرون الذين تخاطبهم الحكومة أنفسهم وبنوك الاستثمار وجمهور المستثمرين معترضين على الشكل الحالي للضرائب ولديهم تطلعات لبيئة إقتصادية أكثر نشاطاً وفاعلية فما المانع من العودة للوراء خطوة واحدة لاستعادة الهدف والاستغناء عن النتائج الثانوية قصيرة الأجل والمفعول .
لو تخيلنا وصول مصر للمستهدفات الموضوعة على الورق ونجاحها في إستقطاب رؤوس الأموال برغم إنخفاض نسبة الضريبة سيرفع من عائداتها وسيقلل من الإلتزامات الملقاة على كاهل الحكومة في توفير فرص عمل وإنشاء مستشفيات وزيادة النفقات على التعليم وتخفيض معدلات الفقر , خطوة واحدة للوراء قد تضعنا على المسار الصحيح.








