اعتبر تقرير نشره موقع مجلة “الإيكونوميست” أن القوة العسكرية الأمريكية الحازمة بدأت في التآكل خلال الفترة الحالية مقارنة بمنافسيها.
وأوضح التقرير أن قدرة الولايات المتحدة على استخدام القوة العسكرية من أجل مصالحها الخاصة، أو للدفاع عن حلفائها كانت دومًا حجر الأساس للنظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكانت التكنولوجيا هي العامل الرئيسي في هذه الجهود، حيث ساعدت على استمرار التميز العسكري أمام الخصوم المحتملين، من خلال “إستراتيجيات التعويض” الأولى والثانية.
وقامت الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي بتعويض التفوق العددي في القوات التقليدية للاتحاد السوفيتي السابق من خلال تسريع تفوقها في مجال الأسلحة النووية.
في حين بدأت الولايات المتحدة في نهاية السبعينيات، وبعد أن نجح الاتحاد السوفيتي في إنهاء الفجوة في القدرة النووية في الاستثمار في التكنولوجيا الناشئة التي تعمل على “الوصول للعمق، وإطلاق النار في العمق”، من خلال الذخائر دقيقة التوجيه.
في حين أوضحت “الإيكونوميست” أن حدة القوة العسكرية الأمريكية بدأت في التآكل خلال الفترة الحالية، بسبب انتشار التكنولوجيا التي كانت السبب وراء التفوق الغربي إلى خصوم محتملين، خاصة مع توافر الصواريخ الموجهة بدقة بشكل كبير، وتراجع أسعارها.
ويرى التقرير أنه بدلًا من الاستثمار في الجيل التالي من الأسلحة عالية التقنية للحفاظ على التفوق مقارنة بالمنافسين، ركز الكونجرس الأمريكي على مطالب مختلفة تمامًا خاصة بعمليات في العراق وأفغانستان.
وفي الوقت الذي تشتت فيه اهتمام الولايات المتحدة، كانت الصين تقوم بتطوير قدرات عسكرية مصممة خصيصًا لمواجهة القوة الأمريكية في غرب المحيط الهادئ.
وقامت الصين لأكثر من عقدين من الزمن بضخ استثمارات تتجاوز 10% سنويًا في موازنتها العسكرية على ترسانة عالية الدقة من الغواصات، ونظم متطورة للدفاع الجوي، وقدرات إلكترونية متقدمة.
وتسعى الصين إلى جعل عمل حاملات الطائرات الأمريكية بالقرب من حدودها خطرا للغاية، وهو ما يطلق عليه الصينيون “الفوز بالحرب المحلية الخاصة بالتكنولوجيا العالية”.
في حين أظهرت المؤسسة العسكرية الأمريكية حماسًا أقل لتغيير قواعد اللعبة، مع اعتزازها بالبرامج القديمة، مثل التخفي، والطائرات من دون طيار بعيدة المدى والقادرة على العمل في الأجواء الصعبة.
وتعهدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” بشراء 2500 مقاتلة من طراز “إف – 35″، بالرغم من محدودية مميزاتها القتالية، والتي تقلل من فائدتها في العديد من السيناريوهات الحربية.
ويرى التقرير أن إجبار الطيارين والبحارة الأمريكيين على الاستغناء على الأدوات القديمة لا يعد التغيير الثقافي الوحيد، حيث من المتوقع أن تأتي التطورات العلمية والتكنولوجية التي ستساعد على شحذ القدرات العسكرية الأمريكية من شركات التكنولوجيا الاستهلاكية في وادي السيلكون، وصناعة الدفاع التقليدية.
وأشار التقرير إلى أن مدى كفاءة هاتين الثقافتين المختلفتين في مجال الأسلحة الأمريكية سوف يظهر خلال الفترة المقبلة.
وتظل الولايات المتحدة مطالبة باستعادة حدة قوتها العسكرية من خلال إستراتيجية ثالثة للتعويض، إلا أنه في حال توفرت الإرادة السياسية، واستعادة القدرات الفنية الكبيرة مرة أخرى، فإن الهيمنة العالمية تطلب العمل المتواصل، والابتكار، بسبب انتشار التكنولوجيا بشكل سريع خلال الفترة الماضية.








