نحاول تمصير التجارب الناجحة وإحياء أفكار “طلعت حرب” الاقتصادية
تعديل قوانين الاستثماروإنهاء الاجراءات أهم ماينقص بيئة ريادة الأعمال فى السوق المحلى
أطلقت شركة “ستارتولجوجى” كتابًا حول ريادة الأعمال فى مصر يستعرض تطور النشاط فى السوق المحلى فى إطار تنميتها ووضع حلول للمعوقات التى تواجه انتشارها سواء على الصعيد الحكومى أم من خلال القطاع الخاص.
وقال أيمن سعيد الرئيس التنفيذى لـ”ستارتولوجى” إن الشركة أطلقت كتاب بعنوان “ريادة الأعمال فى مصر من التطور إلى الثورة” يتناول مفهوم وتاريخ ريادة الأعمال فى مصر منذ العصر الفرعونى مرورًا بفترة حكم محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية وحتى طلعت باشا حرب.
أضاف أن الكتاب يناقش العوامل التى تعيق قطاع ريادة الأعمال فى مصر وآلية إنشاء مشاريع صغيرة فى مصر والدوافع التى يملكها أصحاب المشروعات لبدء نشاطهم التجارى وذلك من خلال 5 أجزاء.
وأوضح سعيد أن التحديات التى تعوق عمل رواد الأعمال فى مصر هى التمويل والتشريعات وخاصة عملية البحث عن رأس المال اللازم لبدء المشروع ثم زيادته لاستمرار مشروعه وتابع “العديد من الشباب من سن 18 إلى 25 عامًا يمتلكون أفكارًا مبدعة ويحتاجون إلى تنفيذها ما يجعل البحث عن التمويل عامل ضرورى لإطلاقها”.
وأشاد بدور حاضنة الأفكار “فلات6لابس” فى قطاع ريادة الأعمال بداية من احتصان الفكرة وتدريب رائد الأعمال لعدة أشهر ثم عرض المشروع على مستمثرين لتمويله مثل صندوق “سوارى فيتشرز”.
وقال سعيد إن رحلة رائد الأعمال تنقسم لأربع مراحل أساسية منذ الفكرة مرورًا بزرع بذرة التنفيذ ثم الإنطلاق حتى مرحلة النمو.
وأضاف أن معظم رواد الأعمال فى مصر يفتقدون خبرة ترتيب مراحل المشروع وكيفية تسويق فكرتهم وعرضها على المستمثرين أو الحاضنة المناسبة لهم لذلك يفشل الكثير منهم لعدم وعيهم الكامل بقطاع رياة الأعمال.
أوضح سعيد أنه فى مرحلة الفكرة يجب أن يضع رائد الأعمال خطوات ثابتة لتنفيذ المشروع وتحديد حجم التمويل الذى يحتاجه فى هذه المرحلة أما فى مرحلة زرع البذرة فيجب أن يدرك طريقة التطبيق لتحويل الفكرة إلى منتج.
وذكر أنه بعد ذلك يبدأ البحث عن حاضنات أعمال تدعمه وتموله وتساعده على إطلاق فكرته إما للنجاح أو الفشل وفى مرحلة الإنطلاق يبدأ رائد الأعمال فى بيع منتجه وتحقيق بعض الأرباح ثم يدخل إلى مرحله النمو ويحتاج فى هذه المرحلة إلى محفظة أموال أعلى وعدد مستثمرين أكثر.
أشار إلى أن مصر تمتلك عدد قليل من مسرعات الأعمال مقابل الكم الهائل من الأفكار الشبابية التى تنتج كل يوم خاصة فى كليات الهندسة والحاسبات.
وقال سعيد إن الشباب لا يفقهون قطاع ريادة الأعمال ويجب على الدولة تنمية روح الابتكار فى الطالب منذ الصغر وتابع “لكى تنتج جيل لديه فكر راقى ومبدع لابد من تأهيله منذ الصغر”.
أضاف أن الدولة مطالبة بإنشاء بعض المراكز داخل الجامعات لتوعية الشباب بريادة الأعمال وكيفية استغلال أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع خاصة أن فكرة المنظومة الكاملة فى قطاع ريادة الأعمال لم تخلق بعد لوجود حلقة مفقودة يجب العثور عليها أولًا حتى يتم تأسيس منظومة قوية.
وأوضح أن أهم الصفات التى يجب توافرها فى رائد الإعمال هى أن يكون اجتماعى ولديه ثقة كبيرة فى قدارته حتى يستطيع التواصل مع الآخرين وأن يكون لبق وقادر على الابتكار.
وأشاد سعيد بدور مركز ريادة الأعمال فى احتضان الأفكار الشابة وتحويلها لمنتجات وتسويقها حيث تم تخريج عدة شركات ناجحة من مظلة “تيك” ويجب على الحكومة التكاتف مع القطاع الخاص لتكوين منظومه قويه لبناء مجال ريادة الأعمال فى مصر.
وقال إن أهم ما تحتاجه بيئة ريادة الأعمال فى مصر سرعة إنهاء الإجراءات والقضاء علي الروتين الحكومى وتعديل قوانين الاستثمار وتوفير خدمات إنترنت واتصالات بسرعات عالية ومجانية أو بأسعار قليلة.
أوضح أن رائد الأعمال يجب ألا يتكبد تكاليف عالية فى بداية مشروعه خاصة أن بعض الدول تقدم هذه الخدمات بجانب الإعفاء الضريبى لإيمانهم بأن ريادة الأعمال تساعد فى بناء الاقتصاد القومى.
أشار إلى أنه التقى بأصحاب 8 مشروعات ناجحة انطلقت من قطاع ريادة الأعمال فى مصر حتى ينقل تجربتهم إلى رواد الأعمال المبتدئين للاستفادة منها.
وذكر أنه خلال الإعداد للكتاب التقى بعدة مسرعات أعمال مختلفة سواء كانت جهات حكومية مانحة أو المسرعات غير الحكومية مثل الجامعات والقطاع الخاص لتوفير وجهات نظر متعددة.
وأردف سعيد أن جزء كبير من رواد الأعمال يطلقون مشاريعهم وابتكاراتهم من أجل حل مشكلة شخصية وأزمة مجتمعية أو لعدم رغبتهم فى العمل كموظفين وتكوين مشروع خاص بهم وبدء استثمار ناجح إلا انهم يشتركون جميعًا فى إخلاصهم لفكرتهم والسعى نحو النجاح.
وقال سعيد إن رائد الاعمال بعد إنشاء الشركة يبحث عن داعمين سواء من الحكومة أو القطاع الخاص لمساعدته فى تحويل الفكرة إلى منتج ملموس وتسويقها حيث تقدم حاضنات الأفكار المساعدات التقنية والمالية والاستشارات اللازمة فى كل مجال وجذب مستمثرين جدد للتوسع وفتح أسواق بدول أخرى.
أضاف أن الكتاب يسعى إلى تمصير التجارب الخارجية الناجحة فى مجال ريادة الأعمال مؤكدًا على دور طلعت باشا حرب فى قطاع ريادة الأعمال والاستثمار فى مصر منذ عشرات السنين.
أوضح سعيد أنه عند إندلاع الحرب العالمية الثانية ظهرت طبقه جديدة من الأثرياء أطلق عليهم “أغنياء الحرب” وسعى وقتها طلعت حرب للتحرر من القيود الاستعمارية وكتب مقالات وذهب إلى المدارس ليحاور الطلاب وساعد على إنشاء عدة شركات صغيرة.