يعد تدريب الموظفين أمراً ضرورياً لأى شركة، فهو ينمى مهاراتهم بما يخدم الأهداف المهنية طويلة الأجل، وهذا من شأنه تعزيز الرضا عن الوظيفة، وعندما يكون الموظف راضياً عن وظيفته، فمن المرجح أن يبقى لوقت أطول فى الشركة، ويكون وجوده بناءً أكثر فى الفريق.
وأظهرت دراسة حديثة، أن 40% من الموظفين الذين يتلقون تدريباً ضعيفاً أو لا يتلقونه على الإطلاق يتركون وظائفهم خلال السنة الأولى، ويتعللون بنقص التدريب وتنمية المهارات باعتبار ذلك السبيل الرئيسى لترقى السلم الوظيفي.
وإذا نظرنا إلى تكلفة معدل دوران العمالة أى معدلات ترك العمل، فنجد أنه مع تراجع عدد العمال، تنخفض الإنتاجية، وبالتالى المبيعات، ويصبح على العمالة القائمة لديك العمل لعدد ساعات أطول مما قد يثبط معنوياتهم، ولكى تجد بديلاً تضيع وقتك فى البحث عن متقدمين للوظيفة، وإجراء مقابلات معهم.
وبمجرد تعيين شخص ما، تحتاج لتدريبه، وهذا يضيف على تكلفة دوران العمالة، وبالطبع تختلف الأرقام، ولكن قد تصل تكلفة ترك موظف يتعامل مباشرة مع العملاء والزبائن «Frontline employee»
إلى 2.500 دولار وفقاً للدرجة الوظيفية، وبالتالى ينطوى عدم التدريب المستمر للموظفين على تكلفة هائلة.
ورغم التكاليف النقدية الكبيرة فى البداية، فإن الاستثمار فى تدريب الموظفين سيعود على صاحب العمل وشركته بالأخير، وهناك بعض فوائد للتدريب قد تدفع أرباب العمل لإعادة التفكير فى مبادرات تنمية موظفيهم:- التدريب يساعد موظفيك على إدارة الشركة بأفضل الطرق، ويتعامل الموظفون المدربون بشكل أفضل مع استفسارات العملاء، وتعزيز المبيعات، واستخدام أنظمة الحاسب الآلي. التدريب أداة لجذب الموظفين، حيث يريد شباب اليوم أكثر من مجرد الرواتب، فهم يميلون إلى البحث عن وظائف يتعلمون من خلالها مهارات جديدة، وبالتالى تكون شركتك أكثر احتمالية لجذب الموظفين الجيدين، والاحتفاظ بهم إذا وفرت فرص تنمية المهارات.
التدريب يعزز الرضا عن الوظيفة، مساعدة الموظفين على تطوير المهارات المتنوعة، يعينهم على المساهمة بشكل أكبر فى نجاح شركتك، وكلما انهمك وانحرط الموظفون فى العمل على إنجاح شركتك، تحصل أنت على أفضل النتائج.
– التوظيف أداة للاحتفاظ بالموظفين، لأنه يغرس الولاء والالتزام فى الموظفين الجيدين، ولأنه يجعل الموظفين فى تطلع دائم للتحدى الجديد الناتج عن توفيرك لهم لفرص التعلم والنمو، وهذا يجعل تركهم للعمل بمجرد تعلم المهارات الأساسية أقل احتمالية.
– التدريب يزيد المرونة والكفاءة، يمكنك أن تدرب الموظفين على اتقان أكثر من جانب فى العمل، وأن تعلمهم أن يكونوا ذوى كفاءة فى المبيعات، وخدمة العملاء، والإدارة، والعمليات، وهذا من شأنه جعل العمل أكثر تشويقاً، ويساعدك على اتمام العمل فى حالة غياب أحد العاملين، كما أن التدريب على عمل الأقسام الأخرى يجعل الموظفين مقدرين للتحديات التى تواجه زملاءهم.
– التدريب ضرورى لنقل المعرفة، فمن الضرورى أن تشارك المعلومات بين طاقم العمل لديك، فإذا كان هناك أحد العاملين لديك يتمتع بمهارة خاصة، فسوف تواجه وقتاً صعباً إذا ترك الشركة بشكل مفاجئ، ويعد نشر المعرفة، مثل تنويع استثماراتك.
– التدريب يعطى الموظفين الموسميين دافعاً للرجوع، لأنه إذا كان الموظف الموسمى يعرف أن مهاراته سوف تتطور فى كل مرة يرجع فيها إلى العمل لديك، فسوف توفر على نفسك تكلفة توظيف أناس جدد وتدريبهم.ويبدأ تدريب الموظفين من اليوم الأول فى الشركة، وبالتأكيد، قد يتطلب الأمر بعض الوقت لترى ثمار استثماراتك فى العاملين لديك، ولكن المكاسب طويلة الأجل المرتبطة بالتدريب تحدث فرقاً.








