كشفت صحيفة “ذا اوكونيمي تايم” البريطانية عن تراجع فعلي لواردات أرامكو السعودية من البنزين، بعدما بدأت العامين الماضين في تشغيل المصفاتين الجديتين “سامرف ينبع” و”ساسرف بالجبيل” وذلك بطاقة 400 آلف برميل لكل منهما، مما ستتحول معها السعودية من مستورد إلى تحقيق توازن نسبي بين الواردات والصادرات في النصف الثاني من العام القادم.
وغالبا ما أثار استيراد السعودية للبنزين، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، عدداً من التساؤلات، حول حقيقة استيراد البنزين ومدى ارتباطه بالعجز في مصافي التكرير أو الجدوى الاقتصادية للاستيراد والذي يعتبر أقل كلفة من تكرير النفط الخام في المصافي المحلية، بحسب خبراء اقتصاديين.
ويكبِّد دعم الوقود خزينة السعودية ثلاثين مليار ريال سنوياً، وهو رقم مرشح للارتفاع مع تزايد مستويات الاستهلاك المحلي، في الوقت الذي تبلغ فيها الطاقة التكريرية للمصافي داخل السعودية 226 برميل يوميا من المشتقات النفطية، وتبلغ نسبة البنزين 22%من حجم إنتاج المصافي.
ويتمّ توزيع الوقود بين مدن المملكة من خلال سبع مصافي وهي مصفاة الرياض ورابغ وينبع وجدة و رأس تنورة، ومصفاة سامرف في ينبع ساسرف الجبيل ، حيث يتم التوزيع بواسطة الشاحنات وبواسطة شبكة الأنابيب وبواسطة أربعة موانئ داخلية ، ويتمُّ بيع البنزين بأسعار موحدة في جميع مدن المملكة دون احتساب لتكاليف النقل والتوزيع.
ويصل الاستهلاك في ذروته في مواسم الصيف والحج، لدرجة تضطر شركة أرامكو إلى استيراد كميات من البنزين، فيما تنادي بعض الأطروحات إلى رفع أسعار البنزين إلى مستويات تضبط الارتفاع المضطرد ، يرى خبراء إلي أهمية توفير شبكة مواصلات عامة تحتوي قطارات ومترو وحافلات تتناسب مع المستوى المعيشي للمواطنين ، قبل رفع أسعار الوقود.
صحيفة “ذا اوكونيمي تايم” قالت ان انخفاض واردات البنزين في السعودية يعتبر قطرة في بحر الاستهلاك العالمي للعام الحالي والذي يقدر عند 24 مليون برميل يوميا، وأشارت إن السعودية تستعد لإضافة مصفاة أخرى في مدينة جيزان بطاقة 400 ألف برميل يوميا قبل 2018، وهو ما يعني أن أيام تصنيف السعودية كوجهة للواردات قد تكون معدودة.
وذكرت الصحيفة, وفقا لموقع ايلاف, إن أسواق الشرق الأوسط تتجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي ، متوقعة أن تستورد السعودية كمية من البنزين هذا العام ولكن صافي الواردات سينخفض إلى نحو 25 ألف برميل يوميا من 80 ألف برميل يوميا في العام الماضي ، فيما ستقلص صافي واردات السعودية من البنزين في عام 2016 إلى 12 ألف برميل يوميا.
تجدر الإشارة إلى أن السعودية أطلقت في فبراير من العام الجاري حملة إعلامية ضخمة لتوعية الجمهور بأهمية التوفير والاقتصاد في وقود السيارات، وذلك في ظل توقعات باستمرار تزايد المركبات ليصل عام 2030 إلى أكثر من 26 مليون مركبة في السعودية تستهلك 811 ألف برميل يوميًا، وهو ما يقدر بثلث الاستهلاك الإجمالي للطاقة بالسعودية التي تعتبر أسعار المحروقات فيها الأقل مقارنة بمثيلتها في دول العالم.