قطع إمدادت البترول يهدد بتوقف الحياة في مناطق سيطرة المعارضة
يحظر تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المعروف باسم “داعش” مبيعات البترول إلى شمال سوريا، ليطلق بذلك عنان سلاح اقتصادي من شأنه أن يسبب نقصاً في الغذاء ويغلق المستشفيات، وقد يقوض أيضاً نضال الثوار ضد القوات الجهادية، ويوضح هذا الحظر مدى اعتماد أعداء “داعش” على البترول الخام الذي ينتجه التنظيم، ومدى النفوذ الذي يسمح للجهاديين بممارسة السيطرة.
وقال طارق عبدالحق، ناشط من مقاطعة إدلب، إننا نواجه خطر المجاعة إذا استمر قطع إمدادات الوقود، فالكهرباء والمياه والزراعة يتم تشغيلها جميعاً الآن من خلال المولدات.
ويسيطر “داعش” على المنطقة الشرقية الغنية بالبترول في سوريا، وقد أصبحت معقلاً له في ظل مساعيه لنشر ما تطلق عليه الخلافة في سوريا والعراق، ويقول الثوار إن “داعش” يستخدم حظر مبيعات البترول لإضعاف نضالهم ضد تقدمه في شمال حلب.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير لها أن الرئيس السوري بشار الأسد والثوار على حد سواء، الذين لا يحاربون بعضهم البعض فقط، بل يحاربون “داعش” أيضاً، يشترون جزءاً كبيراً من احتياجاتهم من البترول من “داعش”.
وقال جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري، إن “داعش” يسيطر على المناطق الغنية بالبترول، وأمريكا لن تقصف هذه المواقع لأن جميع الناس يعتمدون عليها، والجميع قد يموتون جوعاً، لأنها مصدر الثروة الوحيد في سوريا والعراق.
وقال أحمد الأحمد، ناشط من حلب، إن الحظر بدأ منذ ثمانية أيام، ومناطق الثوار تعاني الآن من ارتفاع هائل في الأسعار، والمنطقة فقيرة وتواجه أيضاً قصفاً من قبل قوات الأسد، وارتفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، وبلغ نحو 250 ليرة أو ما يعادل دولاراً، أي نصف ما يحصل عليه السوري يومياً، كما ارتفعت أسعار البنزين أيضا ثلاثة أضعاف.
وقال شخص من الدفاع المدني السوري، تم إغلاق العديد من المستشفيات، وتوفي 14 طفلاً من حديثي الولادة في مستشفى معرة النعمان بسبب عدم وجود وقود للحضانات.
وقال أحد سكان المنطقة التي يسيطر عليها “داعش” إن شيكارة الأسمنت يوم الاثنين الماضي كانت تبلغ 750 ليرة، ولكنها وصلت أمس إلى 1450 ليرة، كما أن “داعش” قطع إمدادات السجائر، ويعتمد سكان المنطقة التي يسيطر عليها “داعش” على المهربين من مناطق الثوار للحصول على المنتجات المحظورة.







