مع تزايد الضغوط لإطعام عالم يعاني الجوع على نحو متزايد في وقت تعد فيه الموارد مثل المياه والأراضي تحت ضغط، فقد تساعد التقنيات الرقمية في وضع مزيد من الطعام على المائدة العالمية، وحيث يواجه الناس الجوع وسوء التغذية، يمكن استخدام شكل أساسي من أشكال التكنولوجيا- وهي الهواتف النقالة- في جمع البيانات التي تساعد وكالات الإغاثة على اتخاذ قرارات أفضل بشأن توزيع المعونة الغذائية.
وأوضحت صحيفة فاينانشيال تايمز في تقرير لها أن إجراء التقييمات من خلال الدراسات الاستقصائية للأسر- وجهاً لوجه- لتحديد المجتمعات التي تناضل من أجل الحصول على ما يكفي من الغذاء كان بطيئاً، ولكن مع الهواتف النقالة التي تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم النامي، تستطيع منظمات الإغاثة الغذائية جمع هذه المعلومات من خلال استخدام الرسائل النصية أو من خلال “الروبوكولز” أي الرسائل الصوتية المسجلة، والتي تسمح بإجراء العديد من الدراسات الاستقصائية تلقائياً، وتسهل أيضاً تكنولوجيا الهواتف النقالة توصيل أشكال جديدة من مساعدات الغذاء، من خلال تحويل مبالغ نقدية للناس عبر هواتفهم المحمولة.
ويقول عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي: “لا يتعين علينا النزول إلى أرض الواقع للحصول على تلك المعلومات، إذ نستطيع استخدام تلك التقنيات وهذه ميزة كبيرة لم تكن موجودة منذ بضع سنوات”.
وتعد أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي أحد مصادر المعلومات المفيدة، فعلى سبيل المثال، فإن تتبع الشكاوى على تويتر بشأن دفع الكثير من النقود من أجل الحصول على الطعام يمكن أن يعطي إشارات على نضال الناس مالياً لإطعام أسرهم.
كما تساعد التقنيات الرقمية على تحسين كفاءة الزراعة، فالأدوات المتاحة بدءاً من أجهزة الاستشعار وكاميرات الفيديو إلى الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية، تجعل “الزراعة الدقيقة” أمراً ممكناً، وتجلب بذلك الدقة العلمية إلى الزراعة.
وعلى المدى القصير، تقلل التكنولوجيا على نحو جذري الوقت الذي يستغرقه المزارعون لرصد حال محاصيلهم، ما يتيح لهم اتخاذ إجراءات تصحيحية مثل تغيير مزيج الأسمدة ومعدلات الري، ويقول شيد أبتي، مدير العلوم الرياضية والتحليلات لدى “أي بي إم”، من خلال استخدام الطائرات بدون طيار تستطيع استشعار 5 آلاف فدان في غضون دقائق.








