1.3 تريليون دولار إجمالى الصفقات فى الربع الأول من العام الجارى
بعد الأزمة المالية، أوقفت الشركات توزيع الأرباح للمستثمرين، واتجهت لخفض التكاليف بصورة كبيرة حتى تحسنت الميزانيات العمومية، ولكن ظل الخوف هو المهيمن على المديرين التنفيذيين، واتجهوا إلى عمليات إعادة شراء الأسهم وحصص الأرباح للحفاظ على المساهمين.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز، أن المساهمين فى الوقت الراهن متشككون بشكل متزايد من مستويات عوائد رأس المال القياسية، وأن الشركات هى المستفيدة من ظروف السوق، وتعمل على تحسين العمليات المالية للمؤسسة عن طريق شراء المنافسين.
وأوضح مؤشر ستاندرد آند بورز داو جونز، أنه من المتوقع أن تعود الشركات الأمريكية لتسجيل مستوى قياسى يبلغ تريليون دولار فى عمليات إعادة الشراء والأرباح للمستثمرين مقارنة بـ904 مليارات دولار العام الماضي.
وأشار نيك لوسون، رئيس الاستراتيجيات الموجهة فى دويتشه بنك، إلى أن الخوف فى مجالس إدارات الشركات يحول القلق من تكاليف الشركة إلى استراتيجيتها وتوقعاتها. وأضاف أن هناك نقصاً حقيقياً فى طموح النفقات الرأسمالية، والتى كانت مخبأة فى أول الأمر خلف فكرة إعادة الشراء، وفى الوقت الراهن فى عمليات الاندماج والاستحواذ.
وأكدت مؤسسة ديلوجيك، التى تعمل فى مجال تزويد البيانات، أن نقص النفقات الرأسمالية يمكن أن يساعد على تفسير انطلاق عمليات الاندماج والاستحواذ نحو أسرع نشاط لها، والذى بدأ منذ عام 2007 بإجمالى صفقات تقترب من 1.3 تريليون دولار فى الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.
وعلى وجه الخصوص، كانت المكاسب الدافع وراء الارتفاع الضخم فى صفقات الاندماج والاستحواذ التى وصلت إلى أكثر من 5 مليارات دولار فى القيمة، والتى تمّثل 43% من جميع الأنشطة، وهى أعلى نسبة منذ عام 1999.
وأوضح وليام فيريكر، رئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى بنك يو بى إس، أن صفقات الاندماج والاستحواذ وسيلة لجلب عائدات أكبر فى بيئة خفض التكاليف، حيث تكافح الشركات لتحقيق النمو.
وفى الواقع، كان خفض التكاليف الضخمة سمةً من سمات العديد من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ التى تمت العام الجارى.
وعلى سبيل المثال، صرّحت رويال داتش شل، بأنها تخطط للوصول إلى وفرة فى التكاليف تقدر بحوالى 2.5 مليار دولار فى 2018 بعد استحواذها على مجموعة بى جى، الشركة المنافسة لها فى قطاع البترول بمبلغ 82 مليار دولار.
وتقول نوكيا، الشركة الفنلندية لصناعة معدات الشبكات، إنها سوف تتبنى استراتيجية تعمل على خفض حوالى 900 مليون يورو فى التكاليف بحلول عام 2019 من خلال استحواذها على ألكاتيل لوسنت، شركة الاتصالات الفرنسية بمبلغ 15.9 مليار دولار.
وفى السياق نفسه، استحوذت هاينز، شركة التوابل الأمريكية على مجموعة كرافت، شركة الأطعمة لإنشاء مؤسسة تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار.
ومع ذلك، هناك دلالات تشير إلى أن نشاط الاندماج والاستحواذ سوف يتباطأ فى وقت قريب خصوصاً فى قطاعات مثل الأدوية والسلع الاستهلاكية.







