طورت مصر قناة السويس ، وافتتحت ممراً ثانياً لتسهيل مرور السفن فى الاتجاهين، وتقوم دولة بنما أيضاً بتطوير قناتها، على أن ينتهى العمل فيها فى العام المقبل.
والأمر الغريب بشأن نطاق التوسعة فى القناتين هو أنه حتى بعد التطويرات، لن تتمكن أكبر حاملات البترول والغاز، وكذلك أكبر سفن الحاويات من المرور من أى منهما.
وقال سيمون ليسيكى، مسئول شحن سابق فى شركة «بى بى»، إن أكبر ناقلات الغاز الطبيعى المسال المعروفة بـ«كيو- ماكس» لن تتمكن من العبور من قناة السويس، إلا إذا كانت محملة جزئياً، بينما لن تمر عبر قناة بنما فى كل الأحوال، ولن تحقق الحاوية المحملة جزئياً الجدوى الاقتصادية لمالكها.
وتقول شركة «فيسيلز فاليو» شركة استشارات نقل بحرى، إن قناة بنما لن تناسب سفن نقل البترول الكبيرة، المعروفة بحاملات الخام الكبيرة للغاية «VLCCs».
وتتحرك معظم الشحنات حول العالم فى حاويات ذات حجم قياسي، ويتم تكديسها فيما بعد فى السفن الأكبر، وأكبر هذه السفن يسمى «تريبل إى»، وتلك التى لن تمر عبر قناة بنما مثلها مثل سفن «كيو ماكس» لن تمر عبر قناة السويس إلا بحمولة أقل من سعتها الكاملة.
وذكرت مجلة «كوارتز» فى تقرير لها أن هذه الأمور لا تقلل من إنجازات توسيع القناتين، ويقول الخبراء إن مصر حدثّت القناة بسرعة مذهلة خلال 11 شهراً فقط.
ويقول جون كيفى، مدير شركة «ماريتايم بروفيشينال»، إن حجم قناة بنما لا يمثل مشكلة كبيرة للسوق الأمريكى لأن الموانئ الأمريكية ليست كبيرة بما يكفى لاستيعاب هذه السفن الكبيرة على أى حال.
وأضاف أنه إذا اضطرت مثل هذه السفن الذهاب إلى الموانئ الأمريكية، فإنها ترسو على مسافة بعيدة من الشاطئ، ويتم تفريغ حمولتها فى سفن أصغر وعبر عدة رحلات.
ولا تظهر جميع السفن هائلة الحجم مثل هذا الصبر فى الرسو بعيداً عن الميناء والانتظار حتى يتم تفريغ حمولتها بهذه الطريقة، لذا تتجاوز هذه السفن الموانئ الأمريكية.
وتسبب قيود النقل تلك بعض المشكلات لمستقبل قطاع الغاز المسال بشكل خاص، ومنذ أن اخترع لوديج نوبل، حاوية البترول فى 1878، أصبحت حرية الحركة والقدرة على نقل كميات كبيرة أمرين ضروريين لاقتصاديات قطاع الطاقة.
ولايزال هناك أمل فى المزيد من النقل الحر، وأعلن وانج جينج، مسئول صيني، عن خطط لبناء قناة بطول 175 ميلاً عبر فنزويلا ستكون كبيرة بما يكفى لعبور سفن الحاويات الكبرى.
ولكن إذا أصبح الغاز المسال بالفعل سلعة عالمية، فإن سفن «كيو- ماكس» سوف تحتاج إلى أن تكون قادرة على الذهاب إلى كل مكان، وستحتاج الموانئ أيضاً سعة إضافية لتفريغ
هذه السفن.








