يختلف الأمر بين أن تصبح شخصًا غنيًا وأن تحافظ على الثراء لفترة تصل 5 عام, متجاوزًا أزمات مالية متكررة وحروبًا تجعلك شاهدًا على انهيار دول وتصدع حضارات, بل يصل الأمر إلى تكوين امبراطوريتك المالية فى دولة تلقت هزيمة فى حربين عالميتين وقسمت إلى دولتين قبل أن تعود موحدة منذ ربع قرن.
وكالة “بلومبرج” أعدت تقريرًا حول الطرق المالية القديمة التى اتبعتها عائلة جاكوب فيوجر الألمانية لتحافظ على ثرائها رغم من الكوارث والحروب التي مر بها العالم ومازال يشهدها.
وقال التقرير أن العائلة حافظت على مدخراتها منذ تأسيس شركة ريتش – ألمانيا عام 1521 ميلادية قبل انتشار مرض الطاعون والتى مازالت تعمل رغم مرورها بالمجاعة وحربين عالميتين، وظهور الإنترنت، وإصدار اليورو كعملة أوروبية موحدة.
كما تمتلك العائلة 8 جمعيات خيرية لا تزال توزع الأموال على الفقراء والحفاظ على الطابع المعمارى للكنائس بأوروبا، فى حين سقطت عائلات وبلدان وامبراطوريات لاتعد ولا تحصى بفضل الكيانات المتصارعة.
وقالت ماريا إليزابيث ثون فيوجر التى تبلغ من العمر 66 عامًا وترأس شركة ريتش ألمانيا المؤسسة إن العائلة اتبعت أساليب وطرق لتظل غنية وتتجاوز تأثير الكوارث والحروب العالمية.
وكنصيحة للآخرين حددت فيوجر 7 أسباب لتحافظ على ثرائك:
1 – ابدأ بثروة لا يمكن حصرها:
جاكوب فيوجر الأب, جمع رأسمال شركة ريتش من أعماله التجارية الأخرى ووصفه “جريج شتاينميتز” فى كتاب عن سيرته الذاتية بأنه كان أغنى رجل عاش على وجه الأرض مقارنة بأى وقت مضى, كما وصفه بأنه رجل الأعمال صاحب النفوذ بين باباوات الكنائس ورجال الدولة، وغيرها، حيث جمع ثروة تعادل 2% من الناتج المحلى الإجمالى لأوروبا.
2 – لا تمتلك نقودًا سائلة:
قالت فيوجر إنه كان من الرائع تحويل النقود لدى العائلة إلى أصول، ووصفته بالخيار الذكى خاصة خلال ارتفاع معدل التضخم خلال فترة جمهورية فايمار، عندما كان الدولار الواحد يعادل 4 تريليونات رايخ مارك، وبفضل حيازات الأصول الثابتة ازدهرت أعمال “ريتش”.
3- تحالف مع الرب :
بما أن عائلة فوجير تملك مؤسسة تخدم المجتمع وتوفر مسكن للمحتاجين فى وسط مدينة أوغسبورغ، وما زال لديها أكثر من 150 فرد من المستأجرين الأصليين يدفعون 1 يورو فى الأسبوع من أجل الصلاة للعائلة, وتؤكد ماريا إليزابيث أن الوضع “لم يتغير” والتحالف الدينى الذى أقامته العائلة مستمر.
4- حافظ علي صدق أفراد العائلة:
قالت ثون فيوجر إن العائلة تتوزع على 3 أفرع لكل فرع ممثل فى المجلس العام، وإذا كان شخص واحد لديه فكرة مجنونة، فإن الإثنين الآخرين يصلحون له تلك الفكرة.
5- حافظ على ما تبقى أثناء الحروب:
تذكر فيوجر أن شركة ريتش أحرقت عام 1600 ميلادية خلال حروب الثلاثين عام، والمواجهة أسفرت عن تدمير نصف المنازل، وخلال الحرب العالمية الثانية قرر شيوخ الأسرة من داخل المخابئ إعادة البناء، وقالوا “البلاد كلها في حالة خراب، ولكن مع ذلك، نحن يجب أن نتجه إلى إعادة البناء بما تبقى لدينا”.
6- مقاومة عمليات الاستحواذ العدائية:
تحكى ثون فيوجر عن تصدى العائلة لنابليون وهتلر عندما حاولوا السيطرة على ممتلكات الأسرة وتجميد الأموال فى خزائن الدولة، وتابعت “العائلة كانت محظوظة لتقف ضد هؤلاء حتي تستطيع البقاء”.
7- تجاهل الشائعات:
أطلعت ثون فيوجر، على بعض الملفات القديمة لتبحث عن مرور العائلة بفضيحة كبيرة فى أى وقت مضى عن العائلة فلم تجد.
إلا أنها تحكى عن وساطة العائلة لمرة واحدة فى الحصول على صكوك الغفران من الفاتيكان، مقابل إغلاق محلات البيرة التى يمتلكونها ما هدد العائلة بالفقر وأفقدها نصف أصولها بسبب سوء الإدارة قبل أن يعاد افتتاح المحلات مرة أخرى.








