تشير التقلبات فى أسواق الأسهم الأمريكية التى شهدها الأربعاء الماضى، عندما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعى 200 نقطة، ثم تحول للمنطقة الحمراء، ثم أنهى التعاملات مرتفعاً بمقدار 122.10 نقطة، تشير هذة التقلبات إلى تقلبات أوسع.
وحالياً، تبدو التقلبات بمئات النقاط فى مؤشر «داو» وكأنها القاعدة وليس الاستثناء، وتحدث سواء كانت الأنباء كبيرة أو صغيرة أو حتى غير موجودة، وهذه التقلبات الواسعة فى السوق الأمريكى تؤثر وتتأثر بالأسواق العالمية سريعة التوتر والاحتياج.
وكما أكدت من قبل، هذه الموجة من التقلبات فى السوق سوف تستمر لفترة، خصوصاً أنها جزء من مجموعة أكبر من التحولات الاقتصادية، والمالية، والسياسية، والتقنية.
وبالإضافة إلى التحركات الكبيرة صعوداً وهبوطاً فى الأسهم الفردية والمؤشرات، نتيجة هذه التحولات، فسوف تظهر مبالغات فى الأسعار أحياناً، وعدوى داخل وعبر قطاعات السوق أحياناً أخرى، وارتباطات غير معتادة بين فئات الأصول، وبعض التعافيات الحادة.
وفيما يلى 6 قواعد استراتيجية للمستثمرين:
1- القاعدة الأولى
ابحث عن الأسماء الجيدة التى تتداول بأسعار منخفضة، وتحدث فى السوق تراجعات مفاجئة مثل التى حدثت منذ أسابيع قليلة ماضية (وسوف يكون هناك المزيد منها)، وهذه التراجعات تجذب لأسفل حتى أفضل الأسماء، مما يعطى للمستثمرين فرصاً مثيرة.
وهذه الحالة تحدث للأسهم على طرفى النقيض من السيولة، أى الأسهم صاحبة السيولة المحدودة، والتى تساعد القليل من الصفقات على إعادة تسعيرها، والفئة الأخرى من الأسهم التى يمتلكها الكثيرون بحيث ينتهى بها الأمر لتعمل، وكأنها ماكينة صرف آلى للمستثمرين الذين يفتقرون إلى السيولة من أصول أخرى.
2- القاعدة الثانية
استغل فترات الانتعاش الحاد فى السوق لتتاجر فى الجودة، فالارتفاعات المفاجئة فى السوق تقدم فرصة للمستثمرين لتحسين جودة محافظهم الاستثمارية، وعند شراء الأوراق المالية ذات الجودة الأفضل، يستحسن أن يعرف المستثمرون جيداً ما هى الخصائص التى تجعل الأسهم أو السندات السيادية تبحر بنجاح فى فترات التقلبات (الأعلى)، وهذه الخصائص تتضمن الميزانيات القوية، والديون المنخفضة، والإدارة الحكيمة، وميزة يصعب على المنافسين محاكاتها.
3- القاعدة الثالثة
استخدم تقنيات الاستثمار المحسوب (مثل توسيط التكلفة بالدولار) عندما تستثمر بشكل أكثر فى أجزاء السوق المضطربة والخاضعة لمخاطر الأسعار فى ذلك الوقت، ويضيف التغير فى نموذج التقلبات إلى متاعب فئات الأصول التى تضررت بالفعل من صدمات العرض والطلب مثل البترول والأسواق الناشئة، والمذبحة الناتجة عن ذلك، تقدم فرصاً مختارة تكون على الأرجح مجزية جداً على المدى البعيد.
4- القاعدة الرابعة
فى الوقت الحالى فكر فى النقدية كجزء من التخصيص الاستراتيجى (وليس فقط التقنية) فى محفظة متنوعة، نظراً لأن الارتباطات بين فئات الأصول أصبحت أقل توقعاً، ولم تعد المحفظة التقليدية التى تمزج بين السندات والأسهم والسلع تقدم للمستثمرين نفس القدر من تخفيف المخاطر، ولذلك، ينصح المستثمرون بالاحتفاظ برصيد نقدى أعلى من المعتاد، وليس فقط لإعطائهم الفرصة التكتيكية لاختيار الصفقات، وإنما كأداة لإدارة المخاطر الاستراتيجية.
5- القاعدة الخامسة
واصل البحث عن الفرص التى لم تتأثر بشكل مباشر بعمليات ضخ السيولة من قبل البنوك المركزية، ورغم ان هذه الفرص صعبة الإيجاد، إلا انها تكون مربحة بشكل خاص، ومن بينها الشركات الجديدة وبعض الأجزاء الآخذة فى النضوج فى قطاع التكنولوجيا، وكذلك القطاعات التحويلية التى تقودها التكنولوجيا فى الأسواق الناشئة الأكثر قوة.
القاعدة الأخيرة
تذكر ان الاختلافات الواضحة فى الأسس الاقتصادية لدولة ما، لا تترجم دائماً إلى أداء متفوق فى السوق المالى، فرغم أن التوقعات لمستقبل الاقتصاد الأمريكى أفضل من غيره، فإن تفوق اسواقها المالية قد لا يكون بنفس القوة، خاصة أن المؤشرات التقليدية لأسهم وسندات الشركات ليست منفصلة تماماً عن الأحداث فى بقية العالم.
ومع ذلك، هناك ميزة تنفرد بها الشركات الأمريكية وهى أنها تميل إلى الاحتفاظ بنقدية أكثر فى ميزانياتها، وهذا ينبغى ان يكون عاملاً مميزاً لمن يرغب فى التعرض لمخاطر الاستثمار فى الشركات الأمريكية، مقارنة بالأصول المشابهة فى بقية العالم.
المصدر/ وكالة «بلومبيرج»








