ارتفاع الكثافة السكانية والمشروعات القومية الجديدة يمثلان فرصاً لنمو شركات التأمين بقطاعى الحياة والممتلكات خلال السنوات المقبلة، وفقاً لمسئولى شركات التأمين.
ويرتبط نمو السوق وفقاً لمسئول القطاع على قدرة الشركات فى اقتناص الفرص المتاحة فى توفير منتجات تأمينية جديدة تلبى احتياجات العملاء من التغطيات، وعدم قصر المنافسة على حرق الأسعار فقط لاقتناص التعاقدات.
قال أحمد مرسى، نائب العضو المنتدب بالشركة المصرية للتأمين التكافلى ممتلكات، إن فرص نمو شركات القطاع خلال السنوات المقبلة يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، هى توفير منتجات جديدة تلبى احتياجات العملاء، وتعديل الحالية بما يتوافق مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية، واستفادت شركات التأمين من المشروعات القومية التى تعتزم الحكومة تنفيذها، خاصة المرتبطة بقطاعات الكهرباء والطاقة المتجددة، التى من المتوقع أن تسهم فى نمو محفظة أقساط شركات التأمين بدرجة كبيرة.
أضاف أن السوق المصرى يمكنه استيعاب شركات جديدة بقطاعى الحياة والممتلكات، فى ظل ارتفاع الكثافة السكانية والمشروعات الجديدة، ومن المنتظر أن تجذب شركات دخلت السوق حديثاً شرائح جديدة من العملاء.
توقع مرسى، أن يشهد قطاع التأمين التكافلى نمواً متزايداً خلال السنوات المقبلة مع زيادة الطلب على المعاملات الإسلامية سواء التى تتعلق بالبنوك أو شركات التأمين، إلى جانب رغبة العملاء فى التعاملات التكافلية، وهو ما ساهم فى رفع معدلات نمو الشركات العاملة بسوق التكافلى مقابل التجارى خلال السنوات الماضية.
على جانب آخر أوضح مرسى، أن المنافسة بين الشركات ظاهرة صحية شرط أن ترتبط بانتقاء الخطر وتقديم خدمة جيدة للعميل فيما يتعلق بالإصدار والتعويضات، وعدم اقتصارها على الأسعار فقط، قائلاً: “المنافسة السعرية مدمرة للسوق”.
من جانبه، قال حسنى مشرف، رئيس قطاع المنطقة الشمالية بشركة مصر لتأمينات الممتلكات “مصر للتأمين”، إن فرص النمو بقطاع التأمين متزايدة فى مصر ودول المنطقة العربية السنوات المقبلة، خاصة مع تعرض البنية التحتية للتدمير الكامل وعلى رأسها ليبيا وسوريا والعراق واليمن، مضيفاً أن إعادة إعمار تلك الدول يتطلب تغطيات بجميع الفروع بالتوازى مع كل مراحل بنائها.
أضاف أن أسواق منطقة الخليج لم تصل لدرجة التشبع الكافية من التغطيات، خاصة فيما يتعلق بالحوادث الشخصية وتأمينات الحياة، عكس البلدان الأوروبية التى تصل إلى درجة كبيرة من التشبع فى تلك النوعية من التغطيات.
وتوقع مشرف، أن يصل نمو معدل تلك الأسواق بين 20% و25%، ونسبة النمو المتوقعة للسوق المصرى بين 8% و10%، مع اعتزام الدولة تنفيذ العديد من المشروعات القومية ومنها محور تنمية قناة السويس ومحطات الطاقة الجديدة والمتجددة.
أشار مشرف، إلى أن هناك فرصاً بالسوق المصرى للتوسع فى الأسواق العربية والأفريقية، خاصة أن العديد من الشركات المصرية مثل إعمار والمقاولون وأوراسكوم تتولى تنفيذ البنية التحتية لمشروعات إعادة الإعمار بتلك الدول.
توقع مشرف نمواً أقل لتأمينات الحياة عن الممتلكات فى ظل بعض التوجهات الدينية التى تغلب على معظم شعوب المنطقة بشأن مخالفة التأمين على الحياة للشريعة الإسلامية.
قال محمد عبدالمولى، مدير عام الشئون الفنية بشركة وثاق للتأمين التكافلى، إن انعقاد مؤتمر الاتحاد الأفروآسيوى للتأمين فى القاهرة للمرة الرابعة يعكس دور مصر فى المنطقة وقوة سوق التأمين المصرى ومكانته دولياً وإقليمياً.
أوضح أن مصر لايزال سوقاً جاذبة لشركات التأمين والإعادة فى آسيا وأفريقيا العالمية، ويمتلك فرصاً واعدة للنمو خلال السنوات المقبلة، ويتميز السوق المصرى وفقاً لعبدالمولى، بتوفر الخبرات والكفاءات، وانخفاض نسبة المخاطر التى يتعرض لها، متوقعاً وصول نسبة نمو محفظة السوق من 7% إلى 10%، فيما يتزايد تدريجياً مع تنفيذ المشروعات القومية المخططة من جانب الحكومة فى العديد من القطاعات الاقتصادية.
على جانب آخر، قال مدير عام الشئون الفنية بوثاق، إن توسع الشركات المصرية بالأسواق المجاورة يعتمد على فروع خارجية لها ومدى قدرتها على تقييم طبيعة المخاطر بتلك البلدان، إضافة إلى تمتعها بملاءة مالية قوية تمكنها من الوفاء بالتزاماتها للعملاء.
أضاف أن شركات القطاع يمكنها التأمين على بعض أخطار فى الخارج، مثل الحريق وفقاً لرغبة وطلب أحد عملائها داخل السوق المصرى.
أشار إلى أن السوق يتطلب إعادة النظر بالأسس الفنية للاكتتاب فى بعض الفروع للحد من الخسائر وتعظيم معدلات الربحية، لأن الاكتتاب السليم يتوقف على الدراسة الجيدة للخطر، وعدم إغفال معدل الخسائر بالفروع التأمينية المختلفة
فى السوق بصفة عامة.
وقال عبدالمولى، إن الوسيط يمكنه تعزيز نمو محافظ الشركات من خلال توفير الخدمة المناسبة لطبيعة الخطر وسرعة صرف التعويضات، وفى ذات السياق، أشار عبدالمولى، إلى إن شركة “وثاق” عدلت مؤخراً سياستها الاكتتابية لفرعى الحريق والسيارات، بهدف إبرام تغطيات جيدة للأخطار تساعدها فى تحقيق معدلات ربحية جيدة دون التركيز على زيادة حجم الأقساط فقط.
قال بشار الحلبى الرئيس التنفيذى بشركة أروب مصر للتأمينات العامة والممتلكات، إن ارتكاز استراتيجيات النمو بالقطاع فى الأسواق الناشئة يعتمد على التوعية الثقافية بأهمية التأمين لدعم نمو الطلب على منتجاته.
وأضاف أن الشركات مطالبة بتنويع المنتجات حتى تستطيع تلبية حاجة العملاء بما يتناسب مع إمكاناتهم، وابتكار الآليات التسويقية التى تساعد فى انتشار تلك التغطيات بما يحقق نمواً متوازناً فى محافظ أقساطها وينعكس على حجم أعمالها.
وأفاد الرئيس التنفيذى بشركة أروب مصر للتأمينات العامة والممتلكات، بأن تعظيم أرباح شركات التأمين العاملة بقطاع الممتلكات يتطلب انتقاء الأخطار التى تديرها عبر العديد من الآليات، منها سلامة العملية الاكتتابية.
وشدد على خطورة انسياق شركات التأمين وراء المنافسة السعرية، التى تهدد خططها التوسعية متأثرة بتدنى مستوى الخدمة المقدمة ورضاء العملاء.
ولفت الحلبى، إلى استفادة شركات التأمين من التجمعات الإقليمية والدولية فى توحيد وجهات النظر وتبادل التجارب، كما يعد انعقاد المؤتمر الأفروآسيوى للتأمين وإعادة التأمين فرصة لالتقاء رواد الصناعة بالمنطقة.
