تتعرض المفاوضات الحساسة لبيع الطائرات المقاتلة البريطانية تايفون، إلى المملكة العربية السعودية للخطر بعد مهاجمة السفير السعودى بريطانيا بسبب انتقاداتها الحادة لحقوق الإنسان فى الرياض.
وأعلن الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير المملكة فى بريطانيا أن العلاقات التجارية الواسعة بين البلدين ستكون فى خطر إذا أصبحت تابعة لبعض الأيديولوجيات السياسية.
وذكرت “الفاينانشال تايمز” أن وزارة العدل فى المملكة المتحدة ألغت عقداً لتدريب موظفى مصلحة السجون السعودية بقيمة 5.9 مليون استرلينى.
وجاءت هذه الخطوة بعد نداء شخصى من زعيم المعارضة جيريمى كوربين رئيس حزب العمال، لرئيس الوزراء لإلغاء الصفقة بعد حكم السعوديين على محتج شيعى يبلغ من العمر 17 عاماً بالإعدام.
وانتقد السفير تدخل كوربين، باعتباره خرقاً للاحترام المتبادل بين البلدين، وأكد على أن بلاده لن تقبل محاضرات من أحد.
واعتبر السفير أن التغير المثير للقلق فى الطريقة التى تتم من خلالها مناقشة السعودية يجب أن تكون محل قلق للذين لا يريدون أن يروا تداعيات خطيرة.
جاء ذلك فى الوقت الذى ازدهرت فيه العلاقات التجارية بين البلدين حيث شهدت انتعاشاً كبيراً خلال السنوات الماضية.
وذكّر السفيربريطانيا بأن 50 ألف بريطانى يعتمدون على العقود التجارية السعودية التى تقدر قيمتها بعشرات المليارات، وأن استثمارات السعوديين فى بريطانيا تصل إلى 90 مليار جنيه إسترليني.
وتعتبر عقود البنية التحتية من المواصلات والصحة والتعليم من بين الصفقات المربحة للشركات البريطانية.
وأدت السياسة الخارجية للمملكة وتحركاتها فى قضايا المنطقة إلى زيادة فى حجم الإنفاق العسكري.
ووصل حجم الصادرات الدفاعية البريطانية للسعودية العام الماضى حوالى 4 مليارات جنيه إسترليني.
ولم يكن عقد تدريب موظفى السجون الوحيد الذى أجج التوتر بين البلدين، ولكن كان احتجاج رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الأسبوع الماضى على الحكومة السعودية شديد اللهجة بعد ان أعرب عن قلقه العميق بسبب سجن المواطن كارل أندريه، فى المملكة العربية السعودية العام الماضى بعد أن ضبط وبحيازته الخمور.
وكانت شركة السلاح “بى إيه إى سيستمز”، قد وقّعت فى عام 2007 عقداً لتصدير 72 مقاتلة تايفون، للسعودية.
وتكافح الشركة حالياً للحصول على عقد جديد، وقد تضطر لتقليص الوظائف وإغلاق منشآت إن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع السعودية فى وقت قريب.