تسييل محافظ وتخارج عنيف للأجانب يفقد السوق 2.8%.. والتجارى الدولى عند أدنى مستوياته منذ عامين
متعاملون: تعليق الرحلات السياحية والتحفظ على أرصدة رجال الأعمال
أصبح المشهد قاتم فى البورصة المصرية إثر تسييل محافظ وتخارج عنيف للأجانب أفقد المؤشر الرئيسى اليوم 2.8% ليصل إلى 7138 نقطة.
وفقدت البورصة 4.6 مليار جنيه من رأسمالها السوقى بجلسة أمس فى ظل الاتجاه البيعى القوى للمؤسسات الأجنبية على خلفية عدة أزمات تواجه السوق المحلى بدءاً من تعليق الرحلات السياحية إلى مصر والتحفظ على أرصدة رجال أعمال أمس أبرزهم صلاح دياب مؤسس المصرى اليوم ومحمود الجمال، بالإضافة إلى طرح شهادات ادخارية بعائد 12.5%، وهو ما يراه مستثمرون أفضل من الخسائر التى واجهت البورصة الفترة الماضية، وأخيراً خفضت مؤسسة التعاون الاقتصادى توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمى إلى 2.5% بدلاً من 3%.
قال أحمد أبوالسعد رئيس مجلس إدارة شركة «رسملة لإدارة الأصول»، إن بنك جولدمان ساكس أغلق صندوق استثمار فى دول «بريكس» التى تشمل البرازيل والصين والهند وجنوب أفريقيا بعد تراجع أصوله من 800 مليون دولار إلى 100 مليون دولار، وهو مؤشر قوى على تخارج الأجانب من الأسواق الناشئة، ويعتبر سبباً وراء المبيعات القوية للأجانب فى البورصة المصرية على سهم «البنك التجارى الدولى».
أضاف أن أحد العوامل الأخرى التى أثرت على السوق طرح البنوك المصرية لشهادات استثمار جديدة بأسعار فائدة وصلت إلى 13.5% أمس ما أثر على عدد من المستثمرين الأفراد فى السوق واتجاه بعضهم لتسييل محافظه المالية، متوقعاً استمرار تراجع البورصة الفترة المقبلة.
وقال شوكت المراغى العضو المنتدب لشركة «اتش سى لتداول الأوراق المالية»، إن ارتفاع وتيرة مبيعات الأجانب لتستحوذ على 30% من تعاملات البورصة أمس يعطى مؤشرات قوية لهبوط أكبر للسوق.
وبرر المراغى الاتجاه البيعى القوى للمستثمرين الأجانب بما يحدث فى الأسواق الناشئة عالمياً، وليس مرتبط فقط بالسوق المصرى، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من المبيعات أمس جاءت عبر شركات «هيرميس» و«التجارى الدولى» و«أتش أس بى سى».
وتوقعت بحوث شركة «فاروس القابضة» خفضاً جديداً فى تقييمات الأسهم نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية، مع تخوفها من قفزات كبيرة فى عجز ميزان المدفوعات، وارتفاع متوقع فى أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة الأمريكية ديسمبر المقبل، ما سيؤدى إلى سحب صناديق الاستثمار الأجنبية من استثماراتها بالأسواق الناشئة، والتى منها مصر.
وأكد عمرو الألفى رئيس بحوث مباشر لتداول الأوراق المالية خفضاً جديداً فى تقييمات أسهم الشركات بسبب ارتفاع معدل المخاطر وتكلفة التمويل عقب التوقعات برفع المركزى أسعار الفائدة على أثر الأدوات الجديدة التى طرحتها البنوك المصرية بأسعار فائدة مرتفعة.
وطرحت بنوك أمس الأول شهادات ادخارية بعائد 12.5% سنوياً على ان تصرف شهرياً.
ولكنه أشار إلى الانخفاض الكبير فى أسعار الأسهم المقيدة عن قيمتها العادلة للعديد من الشركات وهو ما قد يدفع بعض الأسهم للتماسك باستثناء البنك التجارى الدولى، والذى سيشهد ضغوطاً بيعية كبيرة من جانب المستثمرين الأجانب.
شهدت جلسة أمس تراجع سهم «البنك التجارى الدولى» بنحو 6.93% ليغلق عند مستوى 48.6 جنيه الأدنى خلال شهرين وسط أحجام تداولات مرتفعة جداً بلغت 213.9 مليون جنيه استحوذ من خلالها على 34% من تعاملات السوق.
وشهدت جلسة أمس تراجعاً جماعياً لمؤشرات البورصة، حيث سجل المؤشر الرئيسى تراجعاً بنحو 2.84% عند مستوى 7138 نقطة، فيما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة «EGX70» بنحو 1.47% عند مستوى 387 نقطة، وتراجع «EGX100» الأوسع نطاقاً 1.42% عند مستوى 818 نقطة، فيما هبط مؤشر «EGX50» متساوى الأوزان 2.01% عند 1204 نقطة.
وتلقت البورصة أمس إخطاراً رسمياً من النيابة العامة بتجميد أكواد وأرصدة وحسابات وأسهم رجل الأعمال صلاح دياب ورجل الأعمال محمود الجمال و15 آخرين.
وقال مهاب عجينة، مدير إدارة التحليل الفنى بشركة «بلتون» لتداول الأوراق المالية، إن السوق شهد سيطرة للقوى البيعية خلال الجلستين الماضيتين، فى استمرار موجة التخارجات من قبل الأجانب، والتى ظهرت بوضوح فى التخارج المؤسسى من سهم «التجارى الدولى»، مرجحاً مواصلة تخارج المستثمرين الأجانب من الأسهم القيادية والسوق ككل حتى نهاية العام.
وتوقع عجينة تراجع السوق لاختبار مستوى 6800 نقطة خلال تداولات اليوم وغداً، خاصة مع ظهور اشارة فنية قوية للضعف واصفاً “يتزامن رفع أحجام التداولات مع زيادة معدلات التراجع، وهو ما يعد سيطرة كاملة للبائع، وينتج عنه مزيد من التراجعات”.
ونقل إسماعيل عبدالوهاب مدير حسابات العملاء بشركة «التوفيق لتداول الأوراق المالية» مخاوف المستثمرين الأفراد، والذعر الذى بدأ يتسرب بسبب قتامة الأوضاع الاقتصادية والسياسية وزيادة معدلات التضخم.
أوضح اختلاف كبير للهبوط الحالى للسوق عن المرات الكثيرة السابقة، بسبب فقدان الأمل، وفشل الحكومة فى تنفيذ أى من وعودها بما فيها المشروعات العملاقة التى أعلنت عنها ما دعا العديد من المستثمرين الأفراد لتسييل محافظهم، والبحث عن فرص بديلة فى أسواق العملات، والأسواق الخليجية، واتجاه القليل لشراء شهادات الاستثمار.
استحوذ الأجانب أمس على 29% من تعاملات البورصة اتجهت تعاملات المؤسسات منهم نحو البيع مسجلة صافى كبير جداً بلغ 133.2 مليون جنيه، تبعتهم المؤسسات المصرية بصافى بيعى 30.6 مليون جنيه.
فيما استحوذ المستثمرون العرب على 9.5% من التعاملات اتجهت نحو الشراء مسجلة صافى 84.3 مليون جنيه.







