شهدت باريس، أسوأ هجمات إرهابية فى أوروبا فى أكثر من عقد من الزمان، حيث تسببت فى مقتل ما لايقل عن 120 شخصاً، وإصابة 200 آخرين.
وقالت وكالة بلومبرج، إن فرنسا شدّدت الرقابة على الحدود، وأغلقت بعض الأماكن العامة، بعد أن استهدف مسلحون المدنيين فى سبعة أماكن متفرقة فى البلاد.
وفرض الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، حالة تأهب قصوى، ونشر الجيش فى أنحاء العاصمة، ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس الدفاع الوطنى، اليوم، لبحث تطورات الحالة الأمنية فى البلاد.
وأعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، عن التضامن الكامل مع فرنسا وعرضا كافة المساعدة اللازمة.
وقال أوباما، للصحفيين فى واشنطن، إن باريس شهدت محاولةً فاحشةً لترويع المدنيين الأبرياء، واصفاً العملية بأنها هجمات على الإنسانية، وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أى مساعدة يحتاج إليها الحليف الفرنسي.
وأرجا الرئيس الإيرانى حسن روحاني، رحلته المقررة إلى إيطاليا وفرنسا، الأسبوع الجارى؛ بسبب الهجمات الإرهابية.
وقال مسئول أمريكى فى مجال مكافحة الإرهاب، إن نقاط الهجوم فى باريس، تعكس مدى قدرات الجماعات الجهادية مع تصاعد الحرب الأهلية السورية.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن المطارات لا تزال مفتوحة، والقطارات لا تزال قيد التشغيل. وحذرت الخطوط الجوية الفرنسية من أن الرقابة الإضافية على الحدود سوف تتسبب فى بعض التأخيرات.
جاء ذلك فى الوقت الذى علّقت فيه الخطوط الجوية الأمريكية رحلاتها، أمس، من دالاس إلى باريس، عقب التفجيرات وعمليات إطلاق النار التى شهدتها العاصمة الفرنسية، على الرغم من استمرار فتح المطارات الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن مسئول أمريكى فى مجال مكافحة الإرهاب، أن الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين فى الولايات المتحدة يشعرون بالقلق، حيث إن الهجمات توضح مدى تعزيز قدرات الجهاديين.
وأشار إلى أن مذبحة باريس، وإسقاط طائرة ركاب روسية فوق مصر قبل أسبوعين، يثيران بعض التساؤلات عن كيفية التطور الكبير لقوة تنظيم الدولة (داعش)، والذى أصبح أكثر تطوراً ويمكنه تنفيذ ضربات خارج منطقة الشرق الأوسط.
وأكد توماس ساندرسون، مدير مشروع التهديدات العابرة للحدود فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدراسات الدولية، أن الهجمات على فرنسا جاءت بسبب مشاركتها فى الحرب ضد المتطرفين فى سوريا، وأن تنظيمى الدولة والقاعدة فى شبه الجزيرة العربية هما الأكثر مسؤلية عن تنفيذ هذه الهجمات.