نما النشاط الاقتصادى فى منطقة اليورو بأسرع وتيرة له فى أربع سنوات ونصف السنة، رغم مواصلة الشركات تخفيض الأسعار، ما يغذى التكهنات بأن البنك المركزى الأوروبى سوف يعزز برنامج التحفيز النقدى الشهر المقبل.
وطبقا لتقديرات شركة البيانات «ماركيت»، وصلت قراءة مؤشر مديرى المشتريات فى منطقة اليورو الشهر الجارى إلى 54.4 نقطة، مققارنة بـ53.9 فى أكتوبر، وتشير القراءة فوق 50 نقطة إلى التوسع الاقتصادى.
ويعتمد مؤشر مديرى المشتريات – استطلاع شهرى لحوالى 5 آلاف شركة فى منطقة اليورو – على عدة عوامل مثل الطلبيات الجديدة، والتوظيف، والإنتاج.
ورغم هزيمة الأرقام للتوقعات، وجد الاستطلاع أن شركات منطقة اليورو واصلت تخفيض الأسعار على البضائع والخدمات، فى ظل عدم ارتفاع تكاليف المدخلات بقدر كبير نتيجة انخفاض أسعار السلع عالميا.
ويذكر تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز»، أنه من المرجح أن تدفع زيادة الضغوط الانكماشية البنك المركزى الأوروبى للكشف عن المزيد من المحفزات النقدية فى اجتماعه المقبل فى 3 ديسمبر، والذى سينعقد قبل أسابيع من التصويت الحاسم للاحتياطى الفيدرالى الأمريكى على رفع أسعار الفائدة.
وقال كليمينت دى لوسيا، اقتصادى فى بنك طبى إن بى باريبا، إن هناك قدرة إنتاجية فائضة فى الاقتصاد، وسوف تحث الضغوط الهبوطية على الأسعار المركزى الأوروبى على التحرك.
وأضاف أنه يتوقع أن يواصل المركزى مد برنامج المشتريات، وأن يعلن البنك فى اجتماع ديسمبر المقبل عن زيادة فى حجم المشتريات الشهرية، وتخفيض فى الفائدة على الودائع.
وقال صناع السياسة فى المركزى الأوروبى إنهم يدرسون تكثيف دعهمه لاقتصاد منطقة اليورو، ولكنهم انتظروا بعد ظهور علامات على أن اقتصاد العملة الموحدة مرن نسبيا رغم تعثر النمو العالمي.
ومع ذلك، فقد اشار، ماريو دراجي، رئيس المركزى الأوروبي، بوضح الأسبوع الماضى إن البنك يستعد للمزيد من المحفزات النقدية، عندما قال فى مؤتمر فى فرانقكفورت إن صناع السياسة سيفعلون ما عليهم فعله لرفع معدل التضخم بأسرع وقت ممكن.
وقالت شركة «ماركيت» إن ألمانيا دفعت النمو غير المتوقع فى النشاط التجارى فى منطقة اليورو، نتيجة تسارع النمو فيها لأعلى مستوى فى ثلاثة أشهر.
أواضحت الشركة أن التباطؤ فى قطاع التصنيع حفف من أثار النمو فى قطاع الخدمات، إلا أن القطاعين سجلوا نموا فى التوظيف.
وعلى النقيض سجلت فرنسا أبطأ تشاط اقتصادى فى ثلاثة أشهر، ما يعكس أثار الهجمات الإرهابية فى باريس، والتى نقذت يوم 13 نوفمبر، وهو ثانى يوم من التسعة أيام التى جمعت فيها «ماركيت» بياناتها.