أفادت مجموعة “ريو تينتو” بأن سوق النحاس يواجه عامين أو ثلاثة آخرين من التراجع، ورغم ذلك فإن الأخبار الجيدة بالنسبة للمعدن، الذى سجل أدنى مستوياته فى ست سنوات الأسبوع الجارى، أنه سيتعافى بوتيرة أسرع من السلع الأخرى.
وانخفض النحاس بنسبة 26% العام الجارى نظراً لتعثر النمو فى الصين، وهو ما يحد من الطلب، فضلاً عن تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوياته منذ عام 2005، مما جعل السلع أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين بالعملات الأخرى.
وقال جان سيباستين جاك، الرئيس التنفيذى للنحاس والفحم، إن شركة «ريو»، ثانى أكبر شركة تعدين فى العالم، أصبحت على ثقة بأن السوق يمكن أن يتعافى نهاية عام 2017 أو فى عام 2018.
وأضاف: «السلعة الوحيدة التى نتوقع أنها ستنتعش أسرع من الآخرين هى النحاس، وخلال العامين أو الثلاثة المقبلين نستطيع أن نرى الضوء فى نهاية النفق».
وأضرت أبطأ وتيرة نمو اقتصادى للصين منذ ربع قرن بأسعار المعادن والطاقة وقضت على أرباح المنتجين، واقتربت عائدات مؤشر سلع «بلومبيرج» لـ22 مادة خام من أدنى مستوياتها فى 16 عاماً الشهر الجارى، وعلى وشك أن تسجل خامس خسارة سنوية لها على التوالى، وهو ما يعد أطول تراجع لها منذ عام 1991.
وقال جاك« قد يستغرق الأمر وقتا أطول بالنسبة للفحم حتى تتعافى أسعاره»، وأوضحت مجموعة «جولدمان ساكس» أن توقعات انخفاض أسعار النحاس ستستمر لسنوات، متوقعا ارتفاعا فى الفائض العالمى خلال عام 2019.
ويتوقع «جولدمان ساكس» أن تصل أسعار النحاس إلى 4.500 دولار للطن المترى نهاية عام 2016، مع خطر ميله نحو مسار تنازلي، واقترب النحاس من أدنى مستوى له فى ست سنوات يوم الاثنين الماضى مسجلا 4.490 دولار للطن.
وقال فات بروفيت، محلل لدى «ديفيد لينوكس»، من المرجح أن تظل أسعار النحاس منخفضة لفترة أطول مما توقعها جاك، مع فشل ضعف الطلب وخفض الإنتاج فى تحقيق دفعة قوية للمعدن حتى الآن.
وأضاف بروفيت، أن التعافى ليس مؤكداً على الإطلاق بالنسبة للفحم، ولاسيما الفحم الحرارى، وانخفضت أسعار فحم نيوكاسل، المعيار القياسى فى آسيا، بنسبة 14% العام الجارى.
وقال جاك: “نتوقع أن تظل الأسعار متواضعة على المدى القصير، ولكننا متفائلين بشأن الطلب على المدى الطويل”.