كشفت أرقام رسمية بريطانية يوم الجمعة عن ارتفاع التفاوت فى الثروة فى بريطانيا للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا على خلفية الارتفاعات السريعة فى أسعار المنازل فى العاصمة لندن ومنطقة الجنوب الشرقي.
وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن المسح الدورى للثروة والأصول التى تملكها الأسر البريطانية والذى أصدره المكتب الوطنى للإحصاء أظهر أن ارتفاع أسواق الأسهم وأسعار العقارات رفعت إجمالى قيمة ثروات الأسر فى المملكة المتحدة لحوالى 11.1 تريليون إسترليني.
وتشير الأرقام إلى أن المعدل المتوسط لدخل الأسرة وصل إلى 225 ألفا و100 جنيه استرليني، بما فى ذلك معاش التقاعد، وحوالى 141 ألفا و400 جنيه استرلينى باستثناء أصول معاش التقاعد.
تم حساب تلك الأرقام ما بين يوليو 2012 ويونيو 2014، كما تناولت صافى الديون المنزلية مثل الرهون العقارية.
وحدث التفاوت فى ثروات الأسر البريطانية مع تزايد صافى الثروة جراء تصاعد أسعار المنازل، خاصة فى العاصمة لندن.
وقالت الصحيفة إن الأرقام المنشورة ستمثل إشكالية بالنسبة لحكومة المحافظين لكونها تنم عن سلسلة من معايير التفاوت من الدخل والثروة، وتجدر الإشارة إلى أنه كان لدى أغنى 20% من الأسر أصول مضاعفة بمقدار 117 مرة عن أفقر 20% من الأسر خلال الفترة ما بين عامى 2012 و2014.
يأتى هذا بالمقارنة مع 97 ضعفا فقط بين ثروات خُمس الأسر الأغنى دخلاً بالمقارنة مع الخُمس الأشد فقرًا قبل عامين، ويمكن القول إن مستوى هذه النسب مرتفعة لأن الخُمس الأفقر من الأسر ليس لديها بالكاد أى ثروة.
ولكن اتساع التفاوت وعدم المساواة لم يطال الجزء العلوى من نطاق أصحاب الثروات، فظلت نسبة إجمالى الثروة التى يمتلكها أغنى 1% من السكان ثابتة عند 13.5%، وزادت 9% من الأسر الأكثر غنى حصتها إلى 31.2% من إجمالى الثروة بعدما كانت 30.1% قبل عامين.
وتقول الصحيفة إن الأسرة البريطانية بحاجة إلى جمع 895 ألفا و400 جنيه إسترلينى من الثروة الصافية للممتلكات والأصول المالية ومعاش التقاعد والأصول المادية مثل المجوهرات لكى تكون ضمن فئة الـ5% الأكثر غنًى فى حجم الثروة.
أضافت أن الأسر التى لديها أكثر من مليون إسترلينى من إجمالى الثروة الصافية هى فى الغالب من فئة كبار السن، بعد أن ظلوا يوفرون المدخرات على مدى أعوام عديدة، ويعيش ربع سكان الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 عامًا فى الأسر التى لديها أكثر من مليون إسترلينى من الأصول، مقارنة مع 4% فقط من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و34 عامًا.
وبينما يعيش 13% من جميع الناس فى أسر تتخطى ثرواتها المليون إسترلينى، فإن الثروة الصافية أيضا أكثر انتشارا بين الأشخاص ذوى مؤهلات الجامعية والوظائف الإدارية الرفيعة المستوى.
وقال الأمين العام «لاتحاد العمال» فرانسيس أوجرادى، ردا على الارتفاع فى مستوى الثروة فى المملكة المتحدة،: «إن الاقتصاد قليلاً ما يدفع الناس إلى العمل الشاق، وكثيرًا ما يدفعهم للإبقاء على الثروة، وهذا الأمر هو ما خلق حالة من عدم التكافؤ فى بريطانيا».
كانت لندن واسكتلندا وجنوب شرق انجلترا المناطق الثلاث التى تتمتع بأكبر ارتفاع فى مستويات الثروة، كما كانت أكبر المكاسب من نصيب الأسر الأكبر سنًا.







