توقعت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن تواجه البنوك الأمريكية اختبارات تحمل أكثر صرامةً العام المقبل؛ بسبب استثماراتها فى البترول، فى إشارة إلى كيف يحول التراجع فى أسعار البترول مستقبل القطاع المالى أيضاً، وليس شركات البترول فقط.
وخفضت منظمة الدول المصدرة للبترول «الأوبك»، يوم الأربعاء الماضي، تقديراتها طويلة الأجل للطلب على البترول، وقالت إن أسعار البترول لن تعود إلى المستويات التى وصلت لها العام الماضى عند 100 دولار للبرميل قبل 2040 على الأقل.
وقالت «الأوبك»، فى تقريرها، إن كفاءة إنتاج الطاقة، والضرائب على الكربون، والنمو الاقتصادى الأبطأ سوف تؤثر على الطلب.
ويُخضع الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى البنوك صاحبة الأصول التى لا تقل عن 50 مليار دولار، بما فى ذلك الأذرع الأمريكية للبنوك الأجنبية، لاختبارات تحمل سنوية مصممة لضمان أنها ستواصل العمل حتى أثناء فترات الركود الشديد، والصدمات الكبيرة للنظام المالي.
واليوم، أسعار البترول أقل بحوالى 55% من المستويات التى وضع عندها الفيدرالى سيناريوهات اختبارات التحمل فى أكتوبر 2014، وهذ الاختبارات تتضمن النظر فى شكل ميزانيات البنوك إذا تراجعت أسعار البترول بنسبة 68% فى وقت ما قبل نهاية 2017، لكن دفاتر القروض لم يتم اختبارها أمام هبوط أسعار البترول.
وتحدثت بعض البنوك مؤخراً، بما فى ذلك، «ويلز فارجو»، عن مخاطر أسعار البترول المنخفضة والتى قد تجعل شركات استكشاف البترول وإنتاجه غير قادرة على تسديد قروضها.
وحذرت ثلاث جهات تنظيمية فى نوفمبر الماضى من أن حجم قروض شركات البترول والغاز التى تواجه خطورة التعثر أصبح أكبر 5 مرات مما كان عليه العام الماضي.
وحذر مايكل أليكس، الذى يقود فريق استشارات مخاطر الخدمات المالية فى شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز»، من أن أسعار البترول سيكون لها ثقل أكبر بكثير عند وضع اختبارات تحمل العام المقبل.
وقال أليكس: «سوف تختبر هذه الاختبارات تأثر البنوك المباشر بالتراجع فى أسعار البترول من خلال أعمال تداول البترول والسلع، والتأثر غير المباشر والأكثر أهمية المتعلق بالإقراض إلى شركات الطاقة، بالإضافة إلى الإقراض فى المناطق من الدولة الأكثر اعتماداً على شركات الطاقة، والإيرادات المرتبطة بالطاقة».
وقال متحدث باسم الفيدرالى، إنه لن يعلق على سيناريوهات اختبارات التحمل العام المقبل، ولكن البنوك سيكون عليها زيادة رأس المال إذا وجد الفيدرالى أنها لا تمتلك احتياطيات كافية لمواجهة السيناريوهات المختارة.
وتوقع برايان كلاينهانزل، وجايسون جولدبرج، المحللان فى بنوك «كيه بى دبليو»، و«باركليز»، تراجع البترول بنسبة أكبر عند إجراء اختبارات التحمل العام المقبل.
وقال كلاينهانزل، رغم التغير فى أسعار البترول لن يكون كبيراً، وليس بالضرورة مسبباً لمشكلات بالنسبة للبنوك، فإن التداعيات الأخرى لهبوط الأسعار ستكون أكثر وضوحاً.
وتوقع أن تتضمن اختبارات التحمل فى العام المقبل سيناريوهات يهبط فيها سعر البترول بنسبة 70% أى ما يعادل 10 دولارات للبرميل.
وقال جولدبرج، إنه رغم أن انخفاض أسعار البترول يضع ضغوطاً على بعض البنوك، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن البنوك ستحقق خسائر كبيرة، موضحاً أن البنك ينبغى أن يعانى من 28 مشكلة فى نفس الوقت حتى يصبح التحدى كبيراً.







