وقعت توقعات أسعار البترول فى العام المقبل تحت ضغوط جديدة، آخرها الإشارات القوية من المملكة العربية السعودية، أكبر مصدّر للبترول فى العالم التى تتكيف مع فترة طويلة من انخفاض العائدات، وسط توقعات تفيد بأن إيران سوف تزيد من إغراق السوق العالمى عندما يتم رفع العقوبات.
وقال محللون لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن الخطط التى أعلنت عنها السعودية، فى وقت متأخر يوم الاثنين الماضى للحد من عجز الميزانية البالغ 98 مليار دولار من خلال خفض الإنفاق، بجانب القيام بإصلاحات لدعم الطاقة، والخصخصة علامة على عزم الرياض، التمسك بسياسة عدم خفض الإنتاج.
وتشير تلك البيانات، أيضاً، إلى أن القائد الفعلى فى «الأوبك» مستعد لقبول أسعار بترول رخيصة، مقابل أن تضغط على منافسيها مثل الولايات المتحدة من خلال ارتفاع التكلفة، وتنتظر إعادة التوازن داخل الأسواق.
وبعد إعلان السعودية عن ميزانيتها، جاءت إشارة أخرى من خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو»، المملوكة للدولة تفيد بأن المملكة مستعدة لدعم استراتيجيتها المتمثلة فى الحفاظ على صنابير الإنتاج مفتوحة.
وارتفعت أسعار البترول، أمس، بدعم من توقعات تعرض الولايات المتحدة لموجة طقس بارد بالإضافة إلى تحركات صناديق التحوط والمضاربين الآخرين لإغلاق الرهانات الهابطة قبل نهاية العام الجارى.
وارتفع خام برنت 2.5% إلى 37.53 دولار للبرميل، فى الوقت الذى زاد فيه غرب تكساس الوسيط، فى الولايات المتحدة بنسبة 2.4% ليصل إلى 37.68 دولار للبرميل.
ومن المتوقع، أن يستمر الفائض فى معروض البترول على مدار العام المقبل فى الوقت الذى تقاوم فيه الرياض، دعوات لضبط الإنتاج، بالإضافة إلى استعداد إيران، ثانى أكبر منتج فى «الأوبك» لزيادة الإنتاج بمجرد رفع العقوبات المرتبطة ببرنامجها النووي.
وأوضح أولى هانسن، الاقتصادى فى «ساكسو بنك»، أن ايران تستعد لإغراق السوق بحوالى 500 ألف برميل يومياً فى غضون أسابيع من رفع العقوبات بالتزامن مع اتفاق السلام فى ليبيا الذى يمكن أن يترجم إلى كميات جديدة من البترول.