قالت صحيفة «فايناشيال تايمز» البريطانية إن عام 2015 قد يكون أسوأ عام يمر على وارن بافيت، الذى يعتبر أحد أبرز شخصيات الاستثمار بالعالم، منذ عام 2009، حيث انخفضت أسهم مجموعته «بيركشاير هاثاواى» بنسبة 11% فى اثنين من ثلاثة أيام تداول حتى الآن الأسبوع الجاري.
ويأتى ضعف الأداء فى أعقاب احتفال بافيت باليوبيل الذهبى لذكرى تأسيس شركته، حيث قال للمستثمرين للمرة الأولى إنه ينبغى الحكم على أدائه على أساس سعر سهم ـ «بيركشاير»، بدلا من مجرد القيمة الدفترية للشركة، والذى كان المقياس المفضل له لعقود.
وحث بافيت المستثمرين على جعل هذا التقييم على المدى الطويل، وليس بناء على أداء سنة بعينها، وهو ما يعكس رأى معلمه بنيامين جراهام بأن سوق الأسهم يكون «آلية تقييم» على المدى الطويل.
وقال جيم شاناهان، المحلل فى المجموعة المالية «ادوارد جونز»، إنه فى عام 2015، صوت السوق سلبًا على قدرة بيركشاير على النجاة من الهبوط فى أسعار السلع الأساسية.
وعلى الرغم من أن «بيركشاير» لا يوجد لديها شركات بترول أو غاز تابعة، فإن قطاع السكك الحديدية لديها يعمل على نقل البترول والفحم والمنتجات الزراعية، كما أن ذراعها التصنيعية يبيع المنتجات لقطاع البترول المنكمش.
وأضاف شاناهان ربما تعود النتائج الضعيفة لقطاع التأمين فى «بيركشاير» فى منتصف العام الجارى إلى إنخفاض أسعار البترول؛ حيث إن انخفاض أسعار البترول يعنى بقاء السائقين والشاحنات على الطريق لفترة أطول فضلاً عن وجود المزيد من الحوادث.
وأردف قائلاً: «تأثرت الشركة بضعف قطاع الموارد وأسعار السلع بشكل عام».
كما تأثرت «بيركشاير» بانخفاضات هائلة فى اثنين من أكبر الاستثمارات فى أسواق أسهمها: شركة «أمريكان إكسبريس»، والتى تراجعت بنسبة 24% العام الجاري، كما تراجعت شركة «أى بى إم»، بنسبة 13%.
ومع ذلك لم تكن نتائج اعمال «بيركشاير» متواضعة، حيث حققت صافى أرباح أعلى بنسبة 18% عند 18.6 مليار دولار فى الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
ويأتى انخفاض أسهم «بيركشاير» العام الجارى مع تحقيق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لعائد نسبته 3%، بما فى ذلك الأرباح الموزعة.
كما أن العام الجارى هو العام الحادى عشر فقط الذى يشهد تراجعا فى أداء أسهم الشركة منذ أن تولى بافيت المسؤولية فى عام 1965، كما أن أنها المرة الأولى التى تعانى فيها مجموعته اداء أسوأ من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منذ عام 2009، عندما تعافت أسواق الأوراق المالية بسرعة من آثار الأزمة المالية العالمية 2008.
وفى تغيير لشكل خطابه السنوى للمساهمين العام الجاري، عرض بافيت الأسعار السنوية لأسهم شركة «بيركشاير»، فضلاً عن قيمتها الدفترية.








