نافعة: مصر طرف مقبول للتفاوض بين البلدين
عبدالمجيد: ما يحدث الآن تصعيد إيرانى بعد هزيمتها فى اليمن
تترقب الأوساط السياسية العربية والدولية تبعات قيام المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد حرق السفارة السعودية بإيران على خلفية إعدام السعودية للمرجعية الشيعية الشيخ نمر باقر النمر.
قال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأحداث الأخيرة تعد تطوراً خطيراً فى حالة الصراع الخليجى الإيرانى، وأن السعودية أخطأت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وكان من المفترض التعامل مع الموقف بهدوء وحكمة أكبر من ذلك.
وعبر نافعة عن مخاوفه من إفلات زمام الأمور بحيث لا تجد صيغة للحوار بين الطرفين، مما يضر بالتوصل إلى اتفاق أو تسوية حول الشأن السورى تحديداً، حيث تدعم إيران النظام السورى القائم.
وتوقع نافعة اشتعال حرب طائفية فى دول الخليج خاصة تلك التى تضمن أقليات شيعية بها مثل البحرين، حال فشل التوصل إلى صيغة لتسوية الأمور بين البلدين، وإعادتها إلى مسارها الطبيعى.
وأضاف «أتوقع أن تستعر الحرب فى اليمن، بدعم إيران للحوثيين بشكل أكبر مما هو عليه الآن، واستمرار حالة الاضطراب فى سوريا وعدم التوصل لاتفاق تسوية بين النظام والمعارضة».
وطالب نافعة الرئيسى السيسى والدولة المصرية بتنبى مبادرة لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران، وأن مصر تعد طرفاً مقبولاً لدى الجانبين، وأنه من الأفضل نجاح هذه المبادرة حتى لا تغلق الباب فى وجه التوصل لحل للأزمة السورية.
وأشار نافعة إلى أن دور الأمم المتحدة فى هذا الملف ضعيف جدا، ولا تستطيع أن توجه الطرفين إلى الجلوس للتفاوض والحوار.
قال وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السبب فى التوتر القائم بين السعودية وإيران، يأتى فى سياق التصعيد التى تقوم به إيران لخدمة مشروعها التوسعى.
وأكد أن ما تقوم به إيران من تصعيدات جاء نتيجة هزيمتها فى الحرب باليمن، وعدم تحقيق ما تطمح إليه عن طريق الحوثيين، فأرادت تغيير وجهة الصراع بأحداث جديدة خبيثة.
وأضاف «أن إيران تتعامل باستهانة واستعلاء مع الدول العربية، وتحاول فرض هيمنتها فى المنطقة مستغلة التواطؤ الأمريكى معها، بعد أن تغير لعبة المصالح فى الشرق الأوسط من خلال ما يسمى بالحرب على الإرهاب».
وأوضح عبدالمجيد أن موقف الدول العربية سلبى تجاه إدراك خطر المشروع الإيرانى التوسعى، وأن جميع دول المنطقة ستصبح يوما على مفاجأة وجود المشروع الإيرانى داخل أراضيها.
وأكد عبدالمجيد أن أى محاولة لإيجاد صيغة للحوار لتهدئة الأوضاع لن تنجح، لأن إيران لا تعرف لغة الحوار خاصة مع الدول العربية لاعتبارها منطقة نفوذ لها، وامتداداً لإمبراطوريتها المزعومة.
وأشار إلى أن مصر تتبنى دوراً سلبياً تجاه الأحداث، وذاهبة عن مواجهة هذا الخطر، وأن الحكومة المصرية لا تدرك حجم الخطر القادم من المشروع الإيرانى التوسعى، وأنها ستفيق يوماً ما على كابوس التوسع الإيرانى لو ظل هذا التجاهل قائما فى السياسات الحكومية.
وأوضح أن إيران استغلت الحرب على داعش وقامت بالسيطرة على عدة مناطق فى العراق بحجة تحريرها من سطوة داعش، وأنها تطمح لبسط نفوذها على إقليم كردستان وسط حالة العمى والتجاهل التى تسيطر على الانظمة العربية.
وكانت وزارة الداخلية السعودية نفذت حكم الإعدام على الشيخ نمر باقر النمر و46 آخرين بينهم مصرى، بتهمة التحريض والإرهاب.
وأثار حكم الإعدام حالة من الغضب وسط الجماعات الشيعية فى مدينة القطيف بالسعودية، وقاموا بإشعال النيران فى بعض المنشآت العامة، ووسائل المواصلات العامة.
إلا أن حالة الغضب اتخذت مساراً حاداً بعض قيام بعض المعترضين على القرار بحرق مقر السفارة السعودية بإيران، ما أدى إلى قيام المملكة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.








